تغيرت من خلال ❤

شيفرة بلال ❤

شيفرة بلال <3
بلال الحبشي وبلال النيويوركي .. <3
أحدهم معروف والآخر لا أحد يعلم عنه شيء .
بالأصل بلال الحبشي لم يكن يعرفه أحد !
كان فقط عبداً أسوداً , ما قيمته !
وبلال النيويوركي طفل من عائلة فقيرة أمه وأبوه منفصلان , ليس لديه أي ميزة لا يملك ذكاءً خارقاً , ليس وسيماً , بدين قليلاً هو , شخصيته ضعيفة جداً , وثقته بنفسه شبه معدومة , لا يملك أي موهبة على الإطلاق كان يكتب في القدم ولكن توقف عن هذا أيضاً , على الأقل بلال الحبشي لديه موهبة , صوته جميل !!
يغني لأسياده , يراقصهم , يجعلهم يستمتعون بـ سهراتهم على حسابه , عمل بلال أو عبودية بلال الحبشي بالتأكيد لم تقتصر فقط على الغناء لأسيادة بل جمعت أيضاً العمل الشاق , وخدمة أسياده في كافة أمورهم , هذا عمل العبد , أو هكذا هي العبودية .
ما علاقة بلال الحبشي ببلال النيويوركي ؟
هل فقط هي تشابه أسماء ولا علاقة لهما ببعض !
أذن أنه ليس فقط الأسم هو السبب , فبلال الحبشي عبد ضعيف يفعل ما يأمره به أسياده وبلال النيويوركي أيضاً كذلك ولكن هو وحيد أمه وكل حياتها وهو من حررها من حب أبوه وأسرها بحبه هو , أذن بلال النيويوركي من هم أسياده !!
بلال الحبشي عبوديه واضحة في القرن السادس من الميلاد , لكن بلال النيويوركي في القرن الواحد والعشرين من يمكن أن يمتلكه ويأسره !!
أفكاره , ضعفه , فقره , هؤلاء من أسروه  .
أصدقائه في المدرسة , تعريفه كنكره هذا ما أسره في طفولته , تعلم الكتمان في سن الطفولة , وبعد ذلك الأسر أتى أسر أقوى من هذا بقليل , أسره السرطان ...
عند ذكر بلال الحبشي ,,, عقلك مباشرة يتذكر قصة الصخرة , الصخرة التي وضعها أمية على صدرة لكي يكفر ويعود إلى عبادة الأوثان لكنه رفض وبقي يردد ( أحد أحد )
أي نوع من القوة التي تمالكت عبد أسود فقير إلى إظهار قوته وعظمته أمام سيده !!
أذن لابد لأنه علم أنه سيده ليس سيده أو هكذا توهم .
بلال الحبشي هو سابع من أظهر إسلامه , ما الذي جعله يظهر إسلامه؟
لماذا تمرد على جميع من حوله , لماذا لم يصمت كمثل كل العبيد الذين أسلموا ؟
يستحيل أن يعلم أنه كان سيتحول ل أسطورة في التاريخ , أذن لما أعلن إسلامه ؟ لما واجهه الجميع ورفض الصمت عن الدين الجديد !
أعتقد أنه شيء نفسي كما يحدث مع بلال النيويوركي الآن
لأنه رفض أن يكون ضعيف , بلال الحبشي الآن أصبح قدوة بلال النيويوركي ولكن كيف !!
بعد أن علم بلال النيويوركي عن سبب أختيار أبوه هذا الأسم له , في القدم لم يهتم , ولكن بعد علمه أنه مصاب بالسرطان في دماغه قرر الغوص ومعرفة المزيد عن بلال الحبشي .
البلالين لديهم شيء مشترك أنهم رافضين للعبودية ويريدان التحرر , أعتقد هذا ما يجمعهم سوياً .
_______

أحد أحد ,,, أحد أحد
من يدري ما بها هذه الكلمات من عمق ومن سر جعلت بلال يكررها وهو يعذب أمام جميع أهل مكة .
أحد أحد يا أمية ,,, أحد أحد يا أهل مكة ,,, أحد أحد .
لنعد للبداية
أسمعت ما يقول بلال ؟
أنه يقول أحد أحد , هل هذا يعني أنه أتبع دين محمد الذي يكرهه أمية كثيراً !!!
هذا أروع خبر سمعته في حياتي كلها , الآن جاء دوري يا بلال , لن تبقى أنت العبد المفضل لأمية , سأصبح بمكانك ليس بزمن بعيد يا بلال .
أحد أحد,,, أحد أحد
بلال يشعر الآن بالحرية وهو عبد , تتسائل كيف حصل هذا أليس كذلك , أنه الإيمان يا صديقي , الإيمان .
في الصباح ذهب أمية مع بلال لمراجعة الحسابات , سأله أن ما قاله عروة صحيح بخصوص دين محمد .
صمت بلال ولم يجب على سيدة , أستفز سيده بصمته الذي جعله يكرر السؤال عدة مرات , كما لو كان أمية نفسه يريد أن يسمع أن هذا لم يحدث قد , فأنت سيدي ومولاي ودينك هو ديني , نستطيع أن نتخيل أن هذا ما أراد أمية أن يسمعه , لكن بلال صمت ! لم يقل شيئاً من هذا أبداً ! بل إنه لم يقل أي شيء على الأطلاق , صمت فحسب .
استطاع بلال بحركته هذه أن يؤكد لأمية أن عروة لم يكن يكذب بشأن بلال , بل أن بلال هو الكاذب هو الذي كذب وتمرد وخرج عن دين سيده .
بلال مسجون الآن يضرب كل يوم , يدخل له الأكل والشرب لكي لا يموت , كان أمية على يقين أن بلال يحتاج إلى تأديب فقط وأنه حالما يتألم سيعود إلى دينه ويترك الدين الجديد , دين محمد .
الصدمة كانت عندما يدخل إليه في كل مرة يسأله هل ما زلت على دين محمد ؟
يصمت بلال , يستفز أمية , يغضب أكثر , ويخترع أسلوب تعذيب جديد لبلال .
هذه المرة منع عنه الأكل
المرة التي تليها منع عنه الشراب
المرة التي تليها وتستطيع معي أن تتخيل الآلآم ,قام أمية بجعل عروة هو المسوؤل عن ضرب بلال بالسواط.
المرة التي تليها كان قد تعب عروة فاجتمع تقريباً أكثر العبيد كرهاً لبلال وضربوه جميعهم  .
المرة التي تليها شد من أطرافه في مختلف الأتجاهات
وبعدها علق من يده وجر في شوارع مكة , في الظهيرة على الرمال الحاره في أشد أيام الصيف حراً.
عذب بهذه الطريقة طويلاً , مع رمي الأطفال الحجارة عليه طبعاً ليزيد المشهد ألماً .
وفي النهاية عندما بدأ الأمر تحدياً بين عبد وسيده قرر أمية أن يقتل بلال , ولكن بطريقة تجعله وهو يقُتل يندم على تمرده , وليكن عبره لجميع العبيد ولجميع أهل مكة , لنقل أنه أراد أن يرد كرامته التي سلبها بلال منه بصمته , قرر قرار شيطاني بالتأكيد , على الأغلب الشيطان يحب أشكال أمية فهم يجسدونه على هيئة بشر .
قرر أمية أن يؤتي ببلال في أشد أشد يوم في الصيف حراً , وأنت تعرف بالتأكيد كيف مكة في الصيف , لا لا تكن ساذجاً ، بالتأكيد لا أقصد صيف هذه السنة , بل صيف القرن السادس من الميلاد , القرن الذي لا يوجد فيه أي وسائل ترفيه , القرن الذي كانت مكة فيه عبارة عن صحراء , صحراء قاتلة لعبد أسود فقير ,مغني ويتبع دين محمد , محروم من الأكل والشرب وجسده مليء بالكدمات من ضرب السوط ومن ضرب الحجارة ومن جره على أرض مكة أو على صحراء مكة .
قرر ذلك الشيطان وضع صخرة كبيرة جداً على صدر بلال , لااا ليست صخرة عادية , بل صخرة تغطي جسد بلال ب 3 أضعاف حجمه على الأقل , قرر وضعها على صدره ليشعر بالأختناق ليشعر كيف يعذب وكيف أن الأسياد لا تهان , وكيف أنه هو ضعيف وأن أمية فقط هو القوي الجبار , نفذ خطته ووضع بلال تحت الصخرة .
لكن لا عليك , ردد مع بلال الآن
أحد أحد ,,, أحد أحد
بلال الآن جسده غير قادر على التركيز , فالشمس ساطعة وعامودية عليه ,
أحد أحد اذن يا بلال ؟
أحد أحد ,,, أحد أحد
كررها بلسانه وبعدها لم تعد حنجرته تستطيع أن تنطق بها , وبعدها خانه لسانه ولم يعد ينطقها , إذ أنه بقي يرددها في ذهنة.
أحد أحد ,,, أحد أحد
وهناك أحد بالفعل قد أتى , أبو بكر الصديق قد أتى
أتي وهو ينظر بحزن على هذا الظلم تجاه بلال
ما بالك يا أمية , لما تفعل هذا بعبدك ؟
قال له : أنه عصاني واتبع دينك ودين صديقك الذين تدعونه بالصادق الأمين ..
أذن ما رأيك يا أمية بشيء
أعطيك عبدي الذي هو من دينك , وتعطيني بلال الذي هو من ديني .
كأن هناك أحد آخر تدخل في المشهد وجعل أمية لا يتردد في قبول العرض , الذي سيسلب منه كرامته وهو يعلم ذلك لكن هناك أحد خفي جعل أمية يقبل بهذا العرض غير المغري ولا المربح على الإطلاق .
أحد أحد يا بلال ,,, أحد أحد ...
بدأت الصخرة تزاح عن بلال وأخذه ابو بكر الى بيته وأعتني به إلى أن شفي تماماً
وحرره أبو بكر , حرره من العبودية ومن أمية , لقد أصبحت حراً يا بلال .
أحد أحد ,,, حقاً انه أحد أحد.
دعنا نعد إلى مكان آخر , إلى عالم آخر بعيداً عن أجواء مكة وحرها , دعنا نعود إلى بلال في نيويورك .
بلال وحيد أمه , مصاب بالسرطان في دماغه , نسبة نجاح علاجه وأمله في الحياة صفر بالمئة . لم يرى والده قد , لم تكن تمنعه والدته من ذلك ولكن والده لم يبادر في هذا .
بلال الذي لا يعلم عن أبوه سوى أنه أختار أسمه , قرر  بلال معرفة أسمه عن طريق السينارست أمجد .
أمجد الذي أشغله بلال بمهمة صعبة جداً وهي أن يذهب إلى والده ويرى والده لأول مرة في حياته , ويراه هو أيضاً لأول مرة بالمناسبة .
وافق أمجد على هذا لكنه كان بحاجة إلى موافقة والدته , ذهب أمجد وتحدث معها وتم الموضوع بشكله المخطط له من قبل بلال .
بلال الآن في السجن , مع والده , الذي يراه أول مرة , يخبر والده بإصابته بالسرطان وأنه سيموت , يبكي أباه وينهار في البكاء كما لو أنهما قضيا كل حياتهم سوياً والأن سيغيب عنه بلال .
لكنه كان صادق في بكائه , لقد بكى بحرقة وألم اتجاه وحيده هو أيضاً , حسنا لم يكن بجانبه في أي مرحلة لكن لا أحد ينكر أنه هو والد هذا الطفل هو والد بلال .
سأله بلال لما بلال ؟
لما هذا هو أسمي ؟ أخبره عن بلال بن رباح ,  أنه مر من مسجد قبل يوم ميلادك بيوم واحد , وأنه دخل إلى المسجد وسأل عن سبب تسميته بهذا الاسم , فأجابوه أن بلال هو أول مؤذن بالتاريخ .
سأل مجدداً  ما هو الأذان ,,, كرر الشيخ كلمات الأذان على سعيد كي يحفظها ويذكرها في أذن بلال في اليوم التالي , يوم ميلاده , هكذا هي طقوس الإسلام .
طلب سعيد السماح لكن بلال بقي صامتاً لم يهزمه ضعفه أتجاه أبوه , أو أن يشعر أنه بحاجته , بقي صامتاً تماماً مثل بلال الحبشي مع أمية , صمت ليعذب , لينتصر , وقد أنتصر , ولو على جزء بسيط .
السرطان ينهش بجسده الصغير , أمه تراه يموت أمام عينها , تريد أن تحقق جميع ما تمنى طول حياته , بلال أيضاَ يريد هذا لكن على نحو مختلف قليلاً , بلال يريد أن يعرف من هو ؟
يريد أن ينتصر على أعدائه , يريد أن يحب ذاته , كي يحب الحياة , أو كي يفهم الحياة .
بالسجن عندما كان مع أبوه , قال له عن الأذان وأن هذه الكلمات هي فقط ما قلتها لك طول حياتك , الأذان أذن , تريد أن تعرف ما هي معانيه ؟
دعنا نعود إلى أول مرة قيل فيها .
أحد أحد ,,, أحد أحد
بلال هو من سيكون مسؤول عن تحديد الصلاة وأخبار الجميع بها .
لكن كيف ؟
سيقوم بالصلاة بقول كلمات حلم فيها ويقوم بغنائها كي يجمع الناس على الصلاة .
الله اكبر , الله اكبر .
الله اكبر من كل شيء , أكبر من الآمك , أكبر من ضعفك , أكبر من السرطان يا بلال أنه أكبر من هذا , أكبر من ظلمك , نعم أنا بلال الحبشي وأعترف أنه أكبر من الظلم , أكبر من العبودة , أن الله أكبر من أي شيء , أنه كبير جداً , أنه عطوف جداً , عزيز , لطيف .
الله اكبر ,,, الله اكبر
أشهد أن لا اله الا الله ...
أشهد , هل أنتبهت الآن ؟
أنت تشهد , أنت تشهد على شيء لا تعرف ما هو , على شيء لم تراه , لكنك تشهد , الشهادة ليست الأمر السهل , أنها أمانة , على الأغلب أو كما أعتقد أن الأغلبية يشهدون بألسنتهم دون قلوبهم , دعنا نعود لموضوعنا .
أشهد أن ( لا إله)
أشهد أن ( لا إله إلا الله )
الفرق الآن عميق, لا إله هذا ما الأكثرية يؤمنون به , أنه لا إله , صدفه , تطور , أي شيء , فهم لا يعرفون الله .
و لا إله إلا الله
إنت تؤكد هذا , أنه لا يوجد إله , لا إله في هذه الحياة , أتركوا أصنامكم , أتركوا شجركم وبقركم , أتركوا القمر ,أتركوا الشمس التي تعبدونها , فإنه لا إله (إلا الله ) .
الله , نعم الله .
أستحضر قلبك الآن , أستحضر عقلك أيضاً , وتعال لنشهد سوياً , لندخل الإسلام من جديد , لندخل بطريقة جديدة , لنترك أننا ولدنا مسلمون على جنب ,
ونقول بعقلنا أولاً , ثم بقلبنا
أشهد ان لا إله إلا الله <3
هل أحسست بها , لامست جوارحك , أذن اليوم وهذه اللحظة هي ميلاد جديد لحياتك .
عيد ميلاد سعيد <3
الجزء الآخر وأشهد أن محمدً رسول الله
أنت تشهد أيضاً , تشهد على الدعوة المحمدية , تشهد على أن محمد هو الرسول , هو النبي , هو الصادق , أنت تعزز قوله , أنت تنشر دينه , أنت تشهد به خمس مرات يومياً , كي يبقى هذا الدين ثابت , حبيبي يا رسول الله .
أني أشهد أنك رسول وحبيب الله <3
حي على الصلاة .
حي , عش , على الصلاة .
تريد الحياة ؟
إذن فلتصلي , هكذا هي معادلة الحياة , أذا أردتها , فلتصلي , صلي بقلبك كي تعيش حياة أفضل .
حي على الفلاح
الفلاح , النجاح , الطموح , الأهداف , الأمل , العمل جميعها من معنى الفلاح .
عش على الفلاح , حي على الفلاح .
الله اكبر الله اكبر
لا إله إلا الله
ما شعورك يا بلال حقاً ما شعورك وأنت تغني بهذه الكلمات لأول مرة في مسجد رسول الله , أمام جميع الناس , خمس مرات يومياً .
هل أحببت حنجرتك الآن ؟
هل تصالحت مع نفسك ؟
بدأت الآن يا بلال بقصة أنتصارك , الآن بدأت , فقط لأنك تنتصر على نفسك يا بلال , على حنجرتك التي خلقت للغناء في القدم , الآن خلقت لتدخلك في التاريخ .
أستحقيت لقب أول مؤذن بالتاريخ بجدارة .
في الحرب وعندما أتت الفرصة لبلال أن يقتل أمية الذي عذبة , لم يقوى على هذا .
هل سيقتل أمية دفاع عن الإسلام وعن كلمة الله , أم يقتله أنتقاماً ؟
أن قتله للسبب الثاني فلن يستطيع بعد ذلك أي قوة أن تزيح الصخرة من على صدره من جديد .
أحد أحد ,,, أحد أحد يا بلال , أصبح يهتف بها في المعركة , تذكرر الجميع ما حدث لبلال , لم يكن بلال من قتل أمية بل المسلمون الآخرين , على الأقل لم يقتلوه لأجل بلال بل لأجل ظلمه وقمعه ,والأهم لأجل إعلاء كلمة الله .
أحد أحد ,, أحد أحد
أراد بلال النيويوركي أن يقتل أمية أيضاً , أن يقتل السرطان ,أن يقتل كل من أذاه .
بالمناسبة جميعنا لدينا أمية في حياتنا , جميعنا نكون أمية أحياناً مع الآخرين .
أقتل أمية من داخلك , وازح تلك الصخرة عن صدرك تحرر , كما فعل بلال .
أحد أحد ,,, أحد أحد ❤❤
نهاية الكتاب