تبع سترون الفارون لمدة يومين كاملين عبر صحراء قاحلة يقل فيها الماء و ترتفع فيها الحرارة
الى ان وصلوا الى كهف كبير بجانبه جماجم بشر و مطلي بالدماء المخثرة يعلوه شعار السكين الحمراء
اشمئز سترون لما راه هناك , و تسلل اليه بهدوء و سكينة يتربص القائد الاعظم ارثر
كان ارثر من اكثر الناس شرا حيث كان يقتل الناس بلا رحمة و لا شفقة يحب منظر الدماء و يهوى الجماجم مع سيفه الضخم الملطخ بالدم المتخثر على جوانبه
اشتعل في سترون الغضب و احمر وجهه كانه قنبلة على و شك الانفجار لكنه لا يمكنه قتله بفرده لان معه مائة من الرجل المسلحين بمختلف الاسلحة الفتاكة
اتجه سترون لاقرب مدينة ليبيت الليل و ينعم بذلك الهدوء بعد يومين شاقين من السير
كانت تلك المدينة تدعى بقرية الاسلحة لان اهلها يجيدون صنع السلاح
في تلك المدينة, دخل الى بائع سيوف ليبتاع منه سيفا يكون له عونا في حربه غدا و شاهدا انجازه الكبير فقال له: يا سيدي اعطني ارخص سيف لك لانني لا املك الا القليل من المال
فاجابه البائع و هو مستغرب : يا فتى انت اول فتى ياتيني للشراء سيف هل تعرف كيف تستخدمه؟ من فضلك ارني ذلك
واعطاه سيف طلب منه استخدامه ضد دمية من القش
امسك بالسيف بكلتا يديه الصغيرتين , بلمح البصر قطع راس الدمية البالية
تعجب البائع من قدرة سترون على استخدام السيف كيف استطاع و بكل بساطة قطع راس الدمية
وقرر ان يعطيه سيف البرق الساحق , ذلك السيف الذي صنعه حداد من الفولاذ الصلب بحرارة حمم البركانية فكان اقصى من الحجر
اخذه سترون من البائع واعدا انه سيحافظ عليه بحياته شاكرا له على اعطائه مثل هذا السيف الغالي على البائع
عند الفجر , رجع سترون الى الكهف لمقابلة قائدهم ارثر
فعند مدخل الكهف وجد حارسان , فكر سترون ان ارثر احس به يوم امس لذلك شدد الحراسة على كهفه الغالي
استل سترون سيفه من غمده و اقترب من الحارسان بكل خفة و مرونة بدون اصدار أي صوت
ثم قطع راسهما بكل سهولة , لقد عاد له الاحساس برغبة في الانتقام فتبدلت ملامحه و سيطر الغضب على جسمه حتى اصبح هو الغضب نفسه ليدخل الكهف قاتلا كل من يمنع من الوصول الى ارثر
و بدا يعد واحد , اثنان, ثلاثة, اربعة...الى ان وصل الى مائة
انتهيت من هؤلاء الحثالة اين ارثر ؟ قال سترون و هو ينظر الى الجثث و الدماء المتناثرة حوله
فجاة صوت من وراء الجدار يقول : اصبح مثلي سترون اصبحت تسفك الدماء و تسلب ارواح الناس لقد خدعتك لم يكونوا هؤلاء اتباعي فلا اتباع لي انما هؤلاء اناس عاديون هددت حياتهم انه ماذا لم يقوموا بكل ما امرهم به سوف يلقون حتفهم , هذه هي الحقيقة قتلت الناس بلا سبب هههه
واعلم انني لا اتبع احدا سوى الملك و هو من امرنا بقتل عجوزين في منزل في قرية صغيرة لقد كانا ضعيفان لا يستطيعان حتى حماية طفلهما اتعرف من هما؟ انهما والديك
هذه الكلمات دخلت في نفس سترون فاحدثت وقعا ثقيلا فيه غضب مع الندم يتصدمان في جسد الصغير لولا ان الغضب اعمى بصيرته و اصبح كالوحش لا يرى سوى الفريسة و يفعل أي شيئ من اجل الحصول عليها
فاشتعل جسده بتلك الهالة في البداية الا ان في هذه المرة احس بشيئ زائد انها قوة السيف التي دخلت في جسده
فما كان منه الا ان اقترب من ذلك الصوت الغريب فما وجده غير ارثر
تعجب ارثر كثيرا من سترون و حمل فاسه الحادة ووجهه نحو سترون
لكن سترون لم ينتظر و لا ثانية حتى اصبح وراء ظهره الصلب و طعنه في قلبه مما ادى الى قتله مباشرة
و انهار سترون ارضا ليرجع الى حالته العادية و يشاهد ما حدث
لا يصدق نفسه اهو من قضى على حياة كل تلك الارواح البريئة و بدا مطر الحزن ينهمر من عينيه متورمتين يرمي بالامه في ذلك الكهف الموحش في الصحراء القاحلة
و اغمي عليه من التعب
في الصباح , حمل الجثث واحدة واحدة ليدفنها في حفرة كبيرة حفرها بيديه العاريتين الى ان وصل الى جثة ارثر ذلك الرجل الذي احسسه بانه وحش قاتل لا رحمة فيه و لا شفقة
رفع راسه العملاق المتسخ بالدماء المتخثرة عليه و قال : انك يا ارثر اليوم عرفتني معلومة افادتني كثيرا و هي انني وحش و هذا ما ساكون عليه الان
و رمى جثته على جبل لتتناوله الاوابد التي تحوم في المكان
بينما حمل راسه المقطوع بيده و انطلق الى القصر
و هو يشعر انه عليه الانتقام انه عليه ان يكون ذئبا يصطاد الفرائس الصغيرة للتمده بالقوة للفريسة الكبيرة وجلس الافكار في راسه تشوش ذهنه و تتحكم بجسمه الصغير المنهار من هذه المعركة العظيمة
YOU ARE READING
الانتقام
Aventuraعندما يشعر شخص ان لا احد يهتم , عندما يموت اعز الاناس لديك تتولد لديك رغبة في ان تنتقم و هذا ما حدث مع صديقنا جوني