قامت ليلى من امام المكتب و اتكأت على عصاها متجهة الي الدولاب لتغير ملابسها.
فتحت الدولاب و نظرت لصندق كرتوني في اسفل الدولاب ، ذلك الصندوق الذي دفنت فيه العديد من الذكريات و المشاعر و الأمنيات. ابتسمت الابتسامة المعتادة و اخرجت الصندوق ببطء.
●●●●●
عادت ليلى بعد مرور اربعة اعوام على بقائها في فرنسا .
عادت حاصلة على الشهادة من الجامعة الفرنسية و كان اول ما فعلته فور عودتها ان صنعت نسخة من شهادتها و ذهبت الى طنط منال –والدة مصطفى- و اخذتها و ذهبتا معًا لزيارة مصطفى.
عندما وصلتا اخرجت ليلى قلمًا و ورقة و بدأت في الكتابة...
●●●●●
فتحت الصندوق ببطء . وجدت بداخله العديد من الاوراق و القصاصات المتعلقة بمدرستها و صديقاتها و حياتها مع اهلها . تذاكر الحفلات التي ذهبت لحضورها مع مصطفى و في وسط كل تلك الزحمة وجدته..ذلك الالبوم الذي يحتوي العديد من ذكرياتها.
انها تلك الذكريات البسيطة ... تلك الصور التي نلتقطها و الابتسامة صافية وتعلو وجوهنا..انها تلك الذكريات التي تبقينا احياء و تحافظ على روحنا في الجسد . انها تلك الاسباب البسيطة التي نخلقها لانفسنا لنظل دوما نتذكر ان الامل لازال موجود.
●●●●●
" عزيزي مصطفى...
ازيك؟ وحشتني اوي يا حبيبي. ما تزعلش عشان انا ما كنتش باجي ازورك بس انا كنت حابة اني يوم لما اجيلك اجيلك و معايا حاجة تشرف. انا حققت حلمنا يا مصطفى انا اتخرجت من الجامعة و هشتغل هنا في مصر عشان افضل جنبك. انا بحبك اوي يا مصطفى حتى و انت ميت فضلت تزرع فيّ حياة . انا عمري ما نسيتك و لا هنساك
حبيبتك ليلى"
و دفنت الخطاب بجانب تربته و قرأت الفاتحة و اخذت والدته و عادتا الى المنزل.
●●●●●
اخذت ليلى بالنظر الى صورها مع مصطفى و اغرورقت عيناها عندما رأت ابتسامته الجميلة التي لطالما عشقتها.
اخذت في العبث بين الصور حتى رأت صورتها مع نادية صديقة الطفولة.
●●●●●
كانت نادية من اكثر الاشخاص اللذين ساندوا ليلى لتعود الى حياتها الطبيعية بعد فقدانها مصطفى. نادية صديقة الطفولة ذات الشعر الكستنائي الاملس و الطويل، نادية صاحبة الجسد الممشوق التي لطالما أذابت عقول جميع من حولها من فتيان في الطفولة و شباب عند دخولها الجامعة.
كانت نادية نعم الصديقة و نعم الاخت لصديقتها ليلى.
●●●●●
أنت تقرأ
الماضي مرة اخرى
Romanceماضيك...قد تمضي عمرًا في محاولة نسيانه و يذهب و لكن يأتي ذلك الوقت الذي يشاء فيه قدرك لذلك الماضي ان يعود مرة اخرى.