فتحت عيناي أخيراً ، لم أكن أعلم في أي وقت ، أو أي يوم ، أو شهر ، أو حتى أي سنه ، فتحتها و أنا أنظر إلى سقف الغرفه .. سحبت يديّ لكي اتأكد من أنني مازلت على قيد الحياه ، وبأنني مازلت أرى ، نظرت إلى يديّ ، قمت بتقليبها يميناً ويساراً ، دخل ماكس على إعتبار بأنني مازلت في غيبوبه ، ولكنه ذهل بذلك ، فإقترب مني ، وقام بتقبيل عيناي ، نظرت إليه وأنا أعلم بأنه هو ، إبتسمت له وكلانا يبكي ، وضعت يديه على قلبي لأجعله يشعر بالاطمئنان ، فقد شعرت بأنني نسيت الحروف تماماً ، تمتمت بصوتي وأحتضنني بقوه دون أن يحاول فهم ما أقول ، بكينا سوياً لعدة دقائق ، ثم خرج ليحدّث الطبيب ، أتى الطبيب ليجعلني ارتاح قليلاً ويطمئن على حالتي الصحيه ..
لم ينم ماكس أبداً ، وكعادته ، جلس بزاوية الغرفه يقرأ لـ" مولي " قصة ، وما أن إنتهى حتى أتى ليضع رأسه بين يديّ ، وجلس ينظر إليّ إلى ان أتاه النوم.
إستيقظت في صباح اليوم التالي عندما أتى الطبيب ليحدّثني عن التاريخ والوقت وعلمت بأنها قد مرت سنه كامله على فقداني للوعي, لم أصدق ذلك... ذهبت إلى المنزل وأنا أحاول تذكر آخر مره كنت في هذا المنزل، لقد أُزيلَت الاشجار والزهور، وضع ماكس الحقائب وأمسك بيدي للصعود، فتح باب غرفة الضيوف، لقد جعلها غرفة مولي دون أن أعلم بذلك، بكيت حينها :
- ما رأيك؟
- أنا... أنا آسفه حقاً لأنني لم أكن موجوده في ذلك الوقت، لكنت قد إخترت أفضل منك ..
إبتسم ماكس وقام بمعانقتي بقوه :
- وها أنت موجوده الان، يمكنك الاعتناء بي وبالطفله، ويمكنني الاعتناء بكما أنتما الاثنتان... يمكنني جلب ما تريدينه.
- وماذا عن المزرعه؟ لم أرى أية أشجار !
- سوف نزرعها من جديد، سنذهب لشراء بعض البذور.
طرق باب المنزل مرة، مرتين، بل ثلاثاً... نزل ماكس لفتحه :
- حبيبتي إنه جون. يريد إلقاء التحيه.
- عزيزي إنني متعبه.
جون: ولكنه أمر ضروري.
نظر ماكس إلى جون بإستغراب، ثم نزلت ستيفاني برفقة جون إلى الأسفل :
- هل يمكننا الجلوس خارجاً, إنه موضوع شخصي قليلاً.
خرج جون وهو يمسك بيد ستيفاني إلى المزرعة لكي لا يراه أحداً، وقفت ستيفاني أمامه :
- لا يمكنك معانقتي، هل تعلم ذلك؟ بل لا يمكننا رؤية بعضنا البعض مجدداً، من الان فصاعداً قد إنتهـ....
- أرجوك ستيفاني... يمكنني إصلاح ذلك.
- كيف يمكنك إصلاحه ، لم يعد لديك مكاناً في قلبي ، لم أكن أعلم بأنك كنت تتسلى بقلبي إلى هذا الحد .. لقد جعلتني جثة هامده في المشفى لمدة " سنه " هل تعلم بذلك !! لقد كنت أشعر بك عندما تأتي لتبكي كالطفل ، ولكن ذلك لا يجبر الانكسار أبداً ، لا يجبر رحيلك عندما كنت بحاجة إليك ، وإلى حديثك برفقة ماكس لتخبره بأنني أحبك أنت ..
- يمكنني التحدث إليه الآن .
- الان !! لا يمكنك ، لأنني أحببت ماكس ، أحببت وقوفه بجانبي ومراعاته لطفلتي عندما كنت في غيبوبه ، هل يمكنك الذهاب ! لقد تأخرت كثيراً ومن الممكن أن يشك ماكس ..
نظر جون إلي لبرهة ثم ذهب مسرعاً ، صعد إلى سيارته وذهب ، أمّا أنا ، فلم أبكِ أبداً ، لقد أعتدت على رحيله ، وانا من اردته الان ان يرحل ، ركضت مسرعه إلى ماكس لأعانقه ، لأعوض ماقد حصل ..
- لقد أحببت العيش في هذا المكان .. لقد أحببت المزرعه ، والبقر ، والدجاج ، ورائحتهم ، وعصير الليمون .. لقد أحببت كل هذا .
*
أنت تقرأ
قلب ونصف Heart and half
Romanceلم اكن اعلم بأن قلبي سوف ينقسم إلى نصفين ، بدوت وكأنني تائهه وحائره بين قلبي الأيمن ونصفه الآخر ، لم يكن قلبي الايسر يشبه الايمن ابداً ، ولكنني احبتتهم كلاهم