01

189 11 6
                                    

خرجت من تلك الشقة الصغيرة ذات اللون الازرق , سرعان ما لفحتها الرياح بقوة جعلت من خصلها الكراميلية تتطاير في الهواء تسقط عليها حبات الثلج بخفة , اغلقت عيناها و تنهدت بخفة بينما تتمسك بحقيبتها بقوة

نزلت الدرج بخفة ثم راحت تسير نحو وجهتها المقصودة , خطواتها كانت عكس التوتر الذي ترتسم ملامحه على وجهها , تنظر للمارة تارة و للأرض تارة اخرى , كادت تتعثر مرة , مرتين و ثلاثة و هذا كله بسبب التوتر الذي يأكلها حية , ضحكت بخفة عندما كادت تقع هذه المرة صدقا !!

لمحت المكتبة على مقربة منها , بنوافذها الكبيرة و الراقية و الوان جدرانها البيضاء و خشب ابوابها البنية , تنفست الصعداء بينما تغلق عيناها و تدعو الرب بداخلها , سارت بخطى بطيئة نحو مقصدها

فتحت الباب لتدلف للداخل حيث التقت اعينها مع جميع من هم بالداخل , نظرت لأمين المكتبة ' هاري ' ثم سارت نحوه بإبتسامة لطيفة , وقفت بجانب مكتبه العريض و بقيت تراقبه كيف يعمل حتى انتبه لها و ابتسم

" مرحبا ويندي , قصة جديدة ؟؟ " قال بينما يتكأ بثقله على سطح المكتب و ينظر لها بينما هي اومأت له " اجل , من هنا اكسب رزقي !! " قالت و هي ترجع بعضا من خصلات شعرها للخلف و هو اومأ لها بتشجيع

" هل السيد دايمون هنا ؟؟ " قالت بعد مدة من الصمت , " اجل في مكتبه , كالعادة " قال مشيرا لها نحو مكتبه و هي اومأت له بتفهم لتبتسم له قبل ان تبتعد نحو الرواق الطويل المؤدي لمكتب ' دايمون فريدريك '

طرقت الباب ثلاث مرات لتتلقى ردا منه للدخول , مسكت بمقبض الباب و دخلت , نظرت له منشغلا في عمله و ينظر لأوراقه بإنهماك , حمحمت له لتبلغه لقدومها و هو لم يتأخر عنها الا و هو يرفع انظاره لتلتقي عيناه الخضراء بخاصتها البنية

" مرحبا سيد دايمون !! " قالت بينما تقترب من مكتبه بينما هو وقف بإبتسامة خفيفة لها و صافح يدها الصغيره بداخل قبضته الخشنة , " مرحبا ويندي , كيف الحال ؟؟ " تسائل بينما يشير لها ان تجلس و هي نفذت , " بخير , لقد انهيت القصة " قالت و هي تسلمه الاوراق بعدما اخرجتهم من حقيبتها و هو تسلمها و بدأ في تصفحها

" جيد , سوف نعمل على طبعها بأسرع وقت !! " قال بينما يضع الاوراق جانبا و عاد لإنهماكه في اوراقه الخاصة ووقد كان هذا تلميحا انه لا يريد منها اي كلمة اخرى او بمعنى آخر , انه يطردها من مكتبه بصمت !!

تنهدت ثم وقفت تمسك بحقيبتها بين يديها " شكرا لك سيد دايمون " قالت و قد رأته يومأ لها بخفة , التفت لتسحب اقدامها مخلفة اثارها على الارض الرخامية بخفة , خرجت من مكتبه بينما تنظر للأرض بشرود , و عندما رفعت رأسها عند نهاية الرواق اصطدمت بأحدهم سبب اختلال توازنها للحظة و عودة بأدراجها للخلف بخطوة

رفعت يدها لتمسح على جبينها بخفة , ثم رفعت بنظرها لترى شابا طويل القامة ووسيم , كان ينظر لها بجدية و برود , حبست انفاسها من دون ارادة منها عندما ابتسم بجانبية " الا ترين امامك يا آنسة ؟؟ " قال بصوت يميل الى الخشونة قليلا لكنه كان رقيقا و لطيفا على مسامعها

" اعذرني يا سيدي " قالت بتلعثم و هو مر بجانبها بلامبالاة لما قالته و هي شعرت بالخيبة اكثر , التفت لتراه يدلف لمكتب السيد دايمون حيث كانت منذ قليل , و فكرت في من قد يكون هذا الشاب طويل القامة ؟؟!

لم تهتم كثيرا و اكملت بسيرها حيث مرت بجانب هاري و لوحت له بإبتسامة مزيفة , خرجت للخارج للبرد القارس و العالم الموحش حيث قابلتها السماء الملبدة و الشوارع الفارغة من اي مخلوق كان او حتى بخار نفس مندثر

نزلت الدرج بخفة تلتفت يمينا و يسارا تبحث عن سيارة اجرة فهي لم تعد تتحمل , هي تعلم ان السيد دايمون سوف يقوم بإختلاق الاعذار لها ككل مرة لكي لا يطبع قصصها ثم عندما لا يجد ما يجعله تحت الاضواء و يلفت له الانظار يقوم بطباعتها من فوق القلب !!

و بعد ذلك اصطدامها بذلك الشاب الذي سلب تفكيرها للحظة معيدة نسخ صورته في مذكرتها مرارا و تكرارا و فكرت في كم هي ساذجة !! لقد سخر منها بينما هي فقط اعتذرت له رغم ان الخطأ خطأه , فقد رآه و هي لم تفعل , اي انه تعمد الاصطدام بها !!

رفعت يدها في الهواء عندما لمحت احدى سيارات الاجرة تقترب منها و لكنه عندما تقدم منها رأت انه يوصل شخصا بالفعل , اي انها مضطرة الان الى العودة سيرا على الاقدام كما حضرت من قبل ....

...

" سيد دايمون اظن ان طلبي ليس بالقليل , انني اطلب قصة من احدى قصص اصحاب الرزق عندك من اجل فلمي القادم , احتاج الالهام " قال ذلك الشاب بينما يريح ظهره على الكرسي و يضع قدما فوق قدم يراقب البشوش بتزييف مقابلا له و ملامح التوتر لم تفارق وجهه منذ دخوله

" اظن ان هذه القصة قد تعجبك سيد جايهيون " قال و هو يقدم له الاوراق التي بجانبه و قد اراد صفع جبهته لأنه لم يجد غير تلك القصة ليقدمها له كفيلم مستقبلي لمخرج مثل جانغ جايهيون

التقط الاوراق من يديه و راح يتصفح الاوراق بجدية بينما السيد دايمون يكاد يموت من الخوف لسماع ردة فعله , فقد تكون تلك المدعوة ويندي الفتاة التي لا تعجبه من بين الجميع , فقدت مهاراتها في كتابة روايات و قصص , و قد انتفض عندما نظر له جايهيون

" جيد , لقد اعجبتني , اريدها مطبوعة بعد اسبوع و اريد مقابلة الكاتبة ارجوك , اخبرها بهذا و سوف اعود قريبا جدا لملاقاتها " قال بينما يعيد له الاوراق و قد تنفس الاخر الصعداء بينما يقف و يصافح جايهيون الذي خرج من دون كلمة اضافية يضع نظاراته الشمسية رغم انعدام الشمس !!

مسح وجهه المتعرق بعض الشيئ و نظر لأوراق قصة ويندي التي تحمل عنوان ' الخطان المتوازيان '  و قد تخصر ليبتسم بخفة بينما يلتقط الاوراق بيده الاخرى , " من قد يعلم , قد تغير نظرتي لها هذه الفتاة , من مبتدئة الى نجمة , ربما ... " قال و قد افلت الاوراق من يده ليجلس و يكمل اعماله

...

The Parallel Lines || الخطان المتوازيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن