04

62 6 3
                                    

لم يفهم جايهيون ما يحدث مع ويندي لذلك قرر سؤالها و لكنه قبل ان يفعل رآها تسابق الرياح نحو الباب , و قد وقف هو مدهوشا منها , دخلت ييري بعدها , " ماذا حدث ؟؟ " قالت ييري و هي تقترب من جايهيون الذي لم يفهم هو الاخر اي شيئ و ردا على سؤال شقيقته رفع كتفاه و بقي يحدق حيث خرجت هي للتو بخطواتها المهرولة , سمع صوت الباب الرئيسي يغلق ليعلم انها رحلت اما لأنه شيئ طارئ او شيئ آخر

ركضت ويندي بأقصى سرعتها نحو منزلها , و قد كانت تلعن حظها و ايرين في نفس الوقت , و كادت تسقط اكثر من مرة و هذا ذكرها بتوترها يوم كانت ذاهبة لتسلم روايتها , لم تنتبه الى حيث تخطوا اقدامها حتى وجدت نفسها تلامس الارض المغطاة الثلج , تأوهت بخفة عندما ادركت ان قدمها قد التويت , " تب لكل ما يحدث معي !! " قالت و هي تحاول النهوض مجددا و لكن الالم كان بادي على ملامحها التي انكمشت في الحال

نهضت بصعوبة لتعرج لمنزلها , لمحت ايرين من بعيد مع شرطيان , و قد كادت تقع ارضا عندما رأت منزلها أسود اللون و ينبعث منه دخان كثيف , و قد انتبهت اخيرا لسيارة الحماية المدنية و هي قد فكرت في أن كل ما تعبت في جنيه قد تبخر بسبب الآنسة باي ايرين التي لم تحضر عندما اتصلت بها

" ايرين انت ميتة لا محال !! " قالت ويندي و هي تصعد الدرج و قد رأت صدمة ايرين و بحثها عن مهرب و قد وجدت احدا , فعندما اقترب منها الشرطي قد صد طريقها نحو ايرين , " انت الآنسة ويندي سون , صاحبة المنزل ؟؟ " قال لتنظر له فقد كان يفرق بينهما طول شاهق و درجة , اومأت بخفة ليخرج دفترا ما و يكتب عليه و قد سنحت لها الفرصة لتنظر لايرين و تهددها , اعادت نظرها للشرطي عندما طفح كيلها من كل ما يحدث

" لقد تم سرقة منزلك , و عندما وصلت الآنسة ايرين و دخلت قام على ما اعتقد السارق بإشعال النار في المنزل و لحس حظ الآنسة ايرين لم تنتظر الكثير من الوقت لتخرج و تتصل بنا " قال مفسرا لها كل ما كان عقلها يفرزه عل شكل أسئلة , " الحمد لله انها بخير , شكرا لك " قالت محاولة ان تتخطاه و تقف بجانب ايرين , بينما ايرين كانت مستعدة لأي ردة فعل هجومية نحوها او غير متوقعة و لكنها لم تلقى شيئ من ويندي غير الصمت

" انت بخير ؟؟ " قالت ويندي و هي تنظر لايرين التي انتفضت من تحديقاتها , اومأت بخفة و هي تنزل رأسها بذنب , فقد كانت تحديقات ويندي بها دافئة للغاية و قد خجلت من فعلتها جدا , " ايرين لا تحزني , المهم انك بخير " قالت ويندي و هي تضع يدها على كتف الاخرى التي رفعت رأسها بعيون متلألأة بالدموع و قد ابتسمت لها ويندي بخفة قبل ان تأخذها في حضنها تستمع لشهقات ايرين بوضوح

" بسبب كسلي لم يكن ليحدث اي من هذا , لو كان الان كل شيئ مرتب و في مكانه , لكنت الان في مقابلتك و انا جالسة في غرفة المعيشة انتظر قدومك لتروي لي احوال المقابلة و لكن لا , انظري الى ما حدث " قالت و حديثها لم يخلوا من الشهقات و انقطاع بعض من حروف كلماتها لكنها اصلت مشاعرها لويندي التي مسحت دموعها بخفة و شدت على جسدها

" ايرين لا يهم حقا , المهم انك بخير لا تلثمي نفسك كثيرا في شيئ كان مقدر له من الاول حدوثه , توقفي عن الدموع فقد بللتي معطفي " قالت ويندي لتنفجر ايرين ضاحكة و ويندي شاركتها بخفة , ضربت ايرين كتف ويندي لتدعي الاخرى بالالم " انت من احتضنني اولا !! " قالت ايرين مدافعة عن نفسها بينما تمسح دموعها و تضحك بخفة , " هل تبكين ام تضحكين ايرين ؟؟ " قالت ويندي لتضحك ايرين اكثر

و في النهاية اضطرت ايرين الى اخذ ويندي للعيش معها , و قد كانت سعيدة قليلا لهذا , فهذا سوف يجعل ويندي قريبة من ايرين اكثر و سوف تضيف على حياتها بعض المتعة , فحياتها مملة حقا , حتى التلفاز قد اصبح غاملا حيث كان مكانه هناك و لا يشغل الا عندما تزوره ايرين في بعض الاحيان و الان قد احترق مع باقي الاشيائ التي لم تكن بفائدة على ويندي

جايهيون كان يقرأ قصة ويندي بين يديه و قد اعجب بها و بخطها الرقيق و المفهوم كذلك , و لكن جانبا منه كان قلقا على ويندي و ما حدث منذ بضع ساعات , كان يسأل نفسه ما هو الشيئ الذي جعل ويندي اركض خارج حرم منزله بكل تلك السرعة هكذا ؟؟ قد يكون شيئ عائلي , و احيانا يسأل نفسه و يضع نفسه مكانها و يتخيل ما الذي سوف يحدث ان جاءه اتصال مفاجئ في منتصف مقابلة فما الذي سوف يكون موضوع ركضه خارجا بسرعة ؟؟

تنهد بخفة ليمسح وجهه و يحرك رأسه بخفة طاردا تلك الافكار من حيز تفكيره , فقد تلقى الكثير من الصدمات لليوم , كأن كاتبة القصة التي سوف يعمل معها تكون الفتاة التي اصطدم لها ذلك اليوم , و لا ينكر انه لم يتوقع ابدا ان تكون هي صاحبة كل هذا الالهام , نهض من مكانه بعد ان وضع القصة جانبا , واضعا يديه في جيب بنطاله المريح الازرق , ينزل الدرج بخفة بعد ان القى نظرة على الطابق الثاني , وجد ييري تشاهد التلفاز و لم تعره انتباه حتى لذلك هو لم يتعب نفسه و يجعلها تفعل

اكمل بطريقه نحو المطبخ حيث اراد ان يحضر كوبا من القهوة يصفي عقله قليلا من ما فعلته ويندي , اغمض عينيه يسترجع هيئتها المشرقة و قد جذبته الهالة التي تحيط بها كثيرا , فقد كانت متميزة رغم انها تبدو من النوع الطائش و الهادئ في نفس الوقت , و لكن معالمها كانت تكتسيها لمسات من الخجل , و هذا ما اعجبه فيها , خجلها المفرط في كل الاوقات

خصلها الكراميلية الطويلة , جسدها ضئيل الهيئة , عيناها البنيتان , نقاء بشرتها و صفائها , توسع عيناها و صدمتها عندما علمت بهويته كما فعل هو , ابتسامتها الخفيفة و الطريفة , جعلت من عقله مسكنها الجديد , فقد اخذت ركنا جيدا من عقله , و زاوية راقية في قلبه ربما , فهو لم يعد يفرق بين ما يقوله له قلبه و ما يقوله له عقله , عقله يقول انها مجرد زميلة عمل , و قلبه يقول له ان يتعلق بها فقد تكون شريكة حياته , لكنه رفض كلا الفكرتين

و احتار حول ما يريده هو بالذات , فإن رفض طلب عقله و رفض كذلك طلب قلبه , من سوف يتبع ؟؟ من سوف يستشير في هذا ؟؟ من سوف يخبره اين الخطأ و الصحيح ؟؟ , اخذ كوب قهوته و قرر ان يناقش هذا الموضوع مع ييري , رغم انها اضغر منه الا انها قد تكون نافعة في بعض الاحيان , قد يستفيد هو منها هذه المرة , قد لا تكون المرة الاخيرة

...

The Parallel Lines || الخطان المتوازيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن