3

3.4K 51 11
                                    


  لكنها لم تكن فراشة ، فكرت حالمه وهي تدور .
كانت عنه تدور إلى مالا نهاية في إثارة خطرة متوهجة .
( عظيم ، يا حلوتي ) تمتم خلف أذنيها . ( لكن هذا ليس ما أقصده تماماً . أريد أن ترقصي لي مثلما رقصت في حفلة فكتوريا ليوتانا .
لا يمكن أن تكوني قد نسيت . أم هل أنعش ذاكرتك ؟).
راحت أصابعة تداعب ظهرها العاري حتى وصلت إلى حافة ثوبها ، ثم استمرت ،آخذه السحاب الطويل معها ،
انزلق الثوب عن كتفيها وانزلق إلى الأرض عند قدميها في بركة متلألئة .
وقفت جوليت للحظة ساكنة ، مصدومة وبلا حراك ، ثم مع صرخة انحنت ولملمت الثوب ، ورفعت طياته لتحمي جسدها العــاري عندما
ادارها لكي تواجهه . ضاقت عيناه بضجر وهو يلاحظ حركتها الغريزية من الحشمة .
( لماذا تزعجين نفسك بإدعاء المزيد ؟) سألها .
( أنت لم تغطي نفسك أمامي - أو أمام ثلاثين آخرين تقريباً - في حفلة فكتوريا ) إبتسم ، لكن الإبتسامة لم تصل إىل عينيه اللتين بقيتا قاسيتين .
( لو أنني نزعت عنك ثيابك عندما كنا نتبادل القبلات منذ لحظات لما تفوهت بالإعتراض ).
أطبقت يده فوق الطيات الرقيقة للقماش الذي ما زالت تغطي به جسدها .
( إنه ثوب جميل ) فال بفر ح.


******




( لا تدعيين أمزقه ، يا حلوتي ).
استخدمت كل قوة تمتلكها لتتمكن من التراجع .
وهي تضرب يده لاإبعادها . أسودّ وجهه بالغضب وتقدم خطوة سريعة نحوها ، ثم توقف ، وقد بدأ مذهولاً من النظرة في وجهها الشاحب .
( ماذا جرى ؟) سأل .
( يا جنينا الحلوة ، أنا لن ...)
( لا تناديني هكذا ) اعترضت .
كان صوتها منخفضاً لكنه خفق بإخلاص غاضب جعل حاجبيه السوداوين يلتقيان في عبوس غير معقول .
( ولا تلمسني أيضاً . في الحقيقة ، لقد قلت مرة ما يجب أن أقوله ، لقد صليت فقط بأن لا أراك أو أتحدث
إليك ثانيه ) توقفت وأخذت نفساً عميقاً : ( أنا - أنا كذبت عليك ، سينيور ، من البداية . أنا لست جانينا لورانس .
أنا جوليت ، شقيقتها الكبرى من انكلترا ).
وقفت جوليت تنتظر بتوتر انفجار الغضب الذي لا مفر منه . لقد أقنعت نفسها تماماً
أنه هكذا هو ستفاعل عندما تخبره أخيراً بالحقيقة ، وهكذا فإن صرخة الضحك القاسية ، كانت صدمة أرسلت نظرتها الخائفة طائرة في جحود
إلى وجهه .


***********



( لا شك عن قصصك عن الجنيات مفرحة يا عزيزتي ) ، قال .
( لكن هذا ليس هو الزمان ولا المكان للغوص فيها . لقد بدأت تجربين صبري ).
أخذ خطوة أخرى نحوها . كان هناك تهديد ووعيد في كل خط عضلي من جسمه وشعرت جوليت نفسها تنكمش داخلياً ، شاعرة بالرغبة الجبانة
لكي تدير ظهرها وتهرب . مع ذلك في نفس الوقت هي عرفت أن عليها الوقوف في أرضها واقناعه بأنها كانت تقول الحقيقة .
( لا ، يجب أن تصغي ) قالت بسرعة .
تراجعت بعيداً عنه قدر المستطاع وكانت الآن قد وقعت في شرك الظهر العالي للكنبة خلفها .
( لقد ضللتك بإمعان . لقد عرفت أنك اعتقدت بأنني جين ، وتركتك تستمر في اعتقادك لأنني . أريد أن تلحق بها .
لكن محفظتي كانت في غرفة النوم وجواز سفري فيها . ذلك سيقنعك بأنني أقول الحقيقة ).
توقف ، واعتقدت للحظة بأنه سيأخذ بعين الإعتبار ما قالته .
لكن ذلك كان فقط ليخلع جاكيته ويلقيها على ظهر الكرسي .
تبعتها ربطة عنقه ، وهو بدأ يفك أزرار قميصه ، وعيناه الساخرتان تراقبان هلعها المفاجئ وعدم ثبات نفسها .
( المفروض هو أن أسرع إلى روما في الحال للتحقيق في هذا - التلفيق ؟)
هز رأسه وهو يرمي قميصه على الأرض . ( أنا آسف يا عزيزتي ، فأنا لدي - لدي أشياء أفضل للقيام بها .
الآن توقفي عن المماطلة هناك كحورية خائفة ، وتعالب عندي ) أضاف مع لمسة ضجر .

فراشة تحترقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن