الهدف الأول

97 6 3
                                    

12/12/2017: الرابعة صباحا:

استيقظت كالعادة بضجر، ولكن بحذر، لم تشأ أن تزعج أختها، وتوقظها من نومها، حملت إحدى نعليها، رفعت به إلى السماء و بكل قوة صفعت أختها.
استيقظت الأخت مذعورة، عاجزة على أن تنطق بحرف.
-وون: ما هذا أيتها العاهرة؟ كم قلت لك من مرة أن تطفئي ذلك المنبه اللعين؟ إن كان نومك ثقيل فأنا عكسك! اللعنة، كنت غارقة في الأحلام ...!!
-مانسي: هل جننت!!!! هل تريدين أن تتركي على وجهي عادة مستديمة؟ أنت تعرفين أنني مصابة بالكبد المستمر، و مع ذلك تؤذينني!!
-وون: إنه الكبت المستتر، و أنت لست مصابة به، آه يا رأسي!!! من الأفضل أن أشتري حذاء قياس 40، فهذا النعل لا يجدي فيك نفعا!!
تشاركت الفتيات نظرات حقد و كره، قامت وون بإطفاء الضوء، لتغرق الآن بعدها بالكوابيس....
الغد:
-استيقظي........استيقظي يا خرقاء!! لقد تأخرنا! صرخت مانسي.
تمتمت وون و هي تحاول جاهدة فتح عينيها: سأقتلك!
نظرت وون إلى الساعة و إذا بها السابعة و 45 دقيقة.
-وون: يا إلهي! لقد تأخرنا، كل هذا بسببك...
-مانسي: ما ذنبي أنا! أنت التي تأخرت، وداعا!!
ختمت قولتها بابتسامة ساخرة وأغلقت الباب.
أسرعت وون في تحضير نفسها، و في غضون نصف ساعة كانت مستعدة، حملت مفاتيح سيارتها وانطلقت نحو وجهتها الأولى، أو بالأحرى، هدفها الأول.....
شركة إلكترو: التاسعة و النصف صباحا:
صعدت وون أدراج ذلك المبنى الفخم بكل رقة و فخامة، إلى أن وصلت إلى قاعة الاجتماعات، فتحت الباب و بخطوات خفيفة دخلت.
-وون: أرجو ألا أكون تأخرت، لكن بما أنني هنا، فلتبدإ الإثارة!!!
ذهل الجميع، كيف لا وأمامهم صاحبة أكبر مناجم الماس في كوريا، الآنسة "وون سو بان". وقف الجميع احتراما و تقديرا لها، إلا المدير جين سو الذي ظل جالسا مصفر الوجه، تبدو عليه ملامح قلق حادة، لم يستطع الحراك حتى، كل ما استطاع فعله، هو أن يتمتم بهذه الكلمات:
-سامحيني، أنا آسف، أرجوك..... لا تفعلي......!
رجل في الخمسين من عمره، متوسط القامة، تبدو عليه ملامح الكبر.
نظرت إليه وون نظرة احتقار، و ابتسمت ساخرة: أسامحك؟!!هاهاها، أنا لا أراك تركع أمامي!
تحمر عيني المدير و ينحني أمام الحضور، ليركع أمامها باكيا: سامحيني! أرجوك!
-وون: نعم، هذه مكانتك الحقيقية، تحت أرجل الناس. لا، لن أسامحك، الحشرات أمثالك تستحق السحق!!
تستدير وون لتلاحظ جهاز عرض البيانات، ابتسمت و قالت ممسكة السي دي: بين يدي الآن، ما سيدمر السيد "المحترم" جين سو. لكن، كفاي كلاما، لندع الصور تتحدث...
تضع وون السي دي داخل ذلك الجهاز و تشغله، ليقف الملأ منبهرين من خطورة تلك المعلومات، التي تحمل سر غش و خداع السيد جين سو في الصفقات المالية، و المبالغ الطائلة المسروقة، وغيرها من صور لجرائم قتل شارك فيها. يكسر ذلك الصمت القاتل صوت إنذارات سيارات الشرطة التي اجتمعت عند باب المبنى.
-وون: لقد اتصلت مسبقا بالشرطة، لا داعي للقلق.
-السيدة بورا (صاحبة شركة تصميم أزياء): خائن، محتال، مخادع.....
تتعالى أصوات الجميع من شتم، ذم، ولعن. تمسك وون بكاميرا و توجهها نحو السيد جين الذي كان مستلقيا على الأرض، تكاد عينيه تخرج من مكانها من شدة الغيض.
-وون: ابتسم للكاميرا.....
ثم التقطت الصورة بابتسامة حنونة.
أم يستطع السيد جين التحمل، فانقض عليها، أمسك بعنقها كأنه يريد أن يجعل منها آخر ضحاياه.
-جين: من تظنين نفسك يا حثالة؟ تريدين أن تنتقمي؟ لكن هذا لن يجدي نفعا، سبق و دمرتك، أفسدت حياتك.... لكن الخطأ الذي ارتكبته هو أنني لم أنهها، و قد حان وقت تصحيح ذلك الخطأ......
                                                         يتبع

بقلم:B

ما يفعله الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن