الجزء 01

2K 16 0
                                    


وداعا رامي ... الوداااااع

الصوت أزعجني ، و الاسم أزعجني أكتر .. صرخت : لااااا ما اسمي رامي .. ماااااا اسمي رااااامي

كرر بنفس الصوت الهادي : رامي .. الوداع .. للأبد

اتلفتت حواليني .. لقيتو اختفى، فتشتو في كل مكان ما لقيتو .. بقيت بناديهو بهمس و بكرر اسمو و بقول (ما تسيبني .. تعال .. أنا ما رامي ، لا ما رامي)

اتكلت على الحيطة بيأس بعد ما عرفت إني ما حأشوفو تاني ، لكن .. سمعت دقات على الشباك الجنبي ، اتلفتت بعد ما رجع لي الأمل ، لقيتو من برة متكل بي جبهتو على الشباك ، تكلت جبهتي قصادو ، ويديني قصاد يدينو .. و دموعي نزلت بغزارة زي دموعو الاختلطت بالمطر .... وفجأة جات رعدة قوية ، رفع راسو عاين للسما و رفع لي يدو بمعنى مع السلامة و جرى ، و اختفى .....

شهقت و فتحت عيوني المليانة دموع ... اتلفتت حواليني لقيت نفسي في غرفتي ، مديت يدي على البطاقة الشخصية القاعدة فوق الكومودينو الجنب سريري.. سحبتها و قريت الاسم وابتسمت برضا : (ريمي حسن الفاضل) ، اتمطيت بكسل وأنا بحاول أتجاهل الكابوس البشوفو يوميا من 4 سنين .... لكن ... مرات بيصبح عليك يوم بتحس انو يوم مميز ، من أول لحظة فتحت فيها عيونك بتحس انو كل شي مختلف رغم ان كل شي زي ماهو .. و أنا كمان كنت حاسة إنو المرة دي حلمي ده ليهو معنى و حيتحقق ، وفعلا ... جزء كبير من الشفتو اتحقق معاي في اليوم ده ، و حصلت حاجة ما كانت في الحسبان ، و رجع لي الأمل ، و الحب ، و الحنين بعد ما كنت فاقدة أي شعور بالأمل .. و كمان اتفتحت جواي حاجات كتيرة و أحاسيس غريبة كنت قافلاها من سنين ....

كل شي اختلف اليوم رغم ان صباحي بدا زي كل صباح ، عاينت للساعة لقيتها بتأشر على الوقت البصحى فيهو يوميا .. و بنفس الروتين قمت فتحت دولابي و طلعت وحدة من لبساتي المتشابهة كلها بأناقتها و ماركاتها و ألوانها البغلب عليها الأسود و الرمادي و أحيانا السماوي ..

اتسوكت ، استحميت ، و صليت الصبح الكان فايتني كالعادة ، و لبست الفستان الأسود السادة و عليهو هاف جكت أسود مخطط بالأبيض و قعدت قدام المرايا .. فتحت علبة المكياج وبديت أخت منو على وشي باحترافية ..

شلت الطرحة لفيتها على راسي ... و ثبتتها بالدبوس ، و فجأة ، غيرت رايي ، و شلت الطرحة بعيد و فتحت الدرج طلعت الاستشوار و عملت شعري و خليت الطرحة على كتفي .. وعاينت لنفسي بي ثقة و أنا متجاهلة الزعزعة البتحصل جواي كل صباح و أنا طالعة الشغل البتقول عليهو أمي ما شغل بنات ناس و بنختلف عليهو يوميا ....

طلعت من الغرفة و أنا ماشة سريع عشان مافي زول يشوفني ، لكن قبل ما أطلع من الشقة ، حسيت بأصابع صغيرة ماسكة في هدومي وبتشدني :

(ريمي ... رييييييمي ماشة معاااااك ... عليك الله سوقيني ، بقعد فالحة والله)

فكيت أصابعها مني وقلت بحزم (لدن ، أمشي جوة مع أمي هناك يلا)

جنون الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن