٠٨ ؛ في صميمه.

9.1K 544 121
                                    

عِندما غادر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.





عِندما غادر... لم يبقى أمامها سوى الصمت المهلك لفراغ المنزل حولها. ابتلعت ريقها واستوعبت أنها في قرارة نفسها ، وفي قلبها بعضٌ من القلق.

لفّت وقررت أن تعيش حياتها العادية ، ألا تقلق ولا تفكر حوله ولا فيما يحاول فعله ولا أين سيذهب. ربما عملٌ عاجل ، ربما أوراق عليه توقيعها ربما شيء من قبيل حياة الأغنياء الذين يديرون الشركات على مدار اليوم.

أليس كذلك؟

الصمت خانق ، فشغلت الموسيقى...
بقيت في المطبخ تجهز سلطة يونانية لتشتت عقلها بها ولكنها مازالت تفكر ، أين يمكن أن يكون إدوارد الآن؟ ها هي ذا تناديه إدوارد مرة أخرى ، ليس لأنها تجعل من اسمه اسمًا خاصا تنفرد به ، ولكنه الأسهل هكذا ...

أليس كذلك؟

اتصلت بوالدتها وحكَت معها عن كل شيء عادي وتركت كونها انتقلت إلى منزل رجلٍ لتمثل أنها حبيبته. لم تخبرها أنها قلقة عليه ولم تعرِب عن تفكيرها الزائد حول من قام ببيعها. كل ذلك بقي مدفونا في عقلها جاعلا منها حمولة من القلق والتعب.

" كلميني غدا أذا ، كوني بخير أماه" قالت بصوت حنون وأغلقت المكالمة مع والدتها بإبتسامة. كانت المكالمة ما تحتاجه لتأخذ نفسًا عميقًا وبعضًا من الطاقة.

وحين أصدر هاتفها تنبيها لوصول رسالة ، انتفضت من مكانها لتتفقد الشاشة ، ولكنها لم تجد أسم إدوارد يقابلها ،بل رقما غير مسجل

" يمكننا أن نتفق اتفاقا جيدا ، أملك ما تبحثين عنه ، وتملكين ما أبحث عنه"
رسالة نصية واضحة تماما. وقفت من مكانها وريقها قد جف في حلقها ، وقعت الشوكة من قبضتها ولم يعد أمام عينيها سوى الرغبة في معرفة المزيد.

ليس هنالك ما تريد معرفته أكثر من خلفية بيعها ومن كان السبب في ذلك ، ولذا لم تتردد سيدني في الاتصال بذلك الرقم ... ولكن لا رد...

صوت تنبيه آخر لحق بالرسالة الأولى :
" تعالي إلى هذا العنوان ، سأشرح لكِ كل ما تريدين معرفته"
" لا تخافي ، المكان عام ولن يصيبك مكروه"
ثم لحق بالرسالة الأخيرة خريطة تدلها على الموقع المقصود ، مكان باسم قصر الأمة وهو تجمّع سكني لم يتم تعميره بعد.

كررت محاولات الاتصال ، ولكن لا رد.

في الجهة الاخرى ، حيث يقف صاحب الرقم ، غير سعيد بتغيير خطته وبفشله مرة أخرى. يبستَم في وجه إدوارد الذي يقف ببدلته الرسمية وبهندامه الرّاقي وسط هذا المكان الفارغ.

" مالذي كنت تفعله في منزل البنتين مجددا؟" سأل اللورد بعد أن أمسك لورنزو بنفسه بعد ملاحقة طويلة

لورنزو أسمر البشرة وأخضر العينين ، اللاتيني الذي هرب من وطنه ليحقق الحلم الامريكي بطريقة غير شرعية ، ها هو ذا يريد حرق إدوارد واقفا ويدفئ يديه على لهيبه.
" ألست خائفًا من أن انهي حياتك؟ تعلم أن هويتي مزيفة ولذا لن ترهبني أنت ولا القانون"

" أنا موافق على ما تطلبه ما دمت لن تقترب من سيدني مرة أخرى.
لا يهمني عيشك بأوراق مزيفة ، ليس من واجبي تحقيق القانون."

فَتاةُ المليُون دولاَر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن