١٠؛ على النبض.

9.1K 561 144
                                    

في رحلة سيارة عمّها الصمت ، تجلس سيدني بفستانها الأسود وبجانبها إدوارد الذي يرتدِي توكسيدو زادته مثالية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



في رحلة سيارة عمّها الصمت ، تجلس سيدني بفستانها الأسود وبجانبها إدوارد الذي يرتدِي توكسيدو زادته مثالية. كان لها الوقت الكافي لتتزين جيدا ، وضعت أحمر شفاه ولم تتردد في صبغ أظافرها باللون نفسه. وضعت على عنقها عقد من الألماس كان إدوارد قد أرفقه مع الفستان في الصندوق ذاته.

مددت يدها تحاول رفع الفستان الطويل ذو الشق الواسع على ساقها التي تعرّت. ولكنه يستمر في الانزلاق كاشفا ساقها التي تنير وسط الجلد الأسود للسيارة الفارهة التي يقودها سائقٌ خاص.

نظر إليها إدوارد ثم تابع بعينيه حركتها المستمرة لتغطية ساقها. تنهد بهدوء ثم مدّ يده نحوها ، التقيا في نظرة خاطفة قبل أن ينظرا معا ليده التي أمسكت طرف الفستان ورفعته ليغطي ساقها... ليس ذلك فحسب ، فيده استقرت على ساقها طيلة الطريق ، بعذر ألا ينزلق الفستان مجددًا.

نظرت هي إلى الطريق عبر النافذة ، وتجاهلت الحرارة التي تسببها راحة كفّه على ساقها. تجاهلت أنه يحرك ابهامه بين الدقائق ليتلمّس مخمل فستانها بهدوء. وتجاهلت أيضا ابتلاعها لريقها في كل مرة يفعل ذلك.

" سيدي لقد وصلنا." قال السائق وهو يركن السيارة أمام ممر توسطه سجادة حمراء وامتلأ بالمصوّرين على الجانبين.

" الكثير من الكاميرات.." قالت ملاحظتها بصوت عالي ثم لفّت لتنظر اليه.

" لا تتوتري ، الأمر ليس بالشيء الكبير.." أنهى عبارته بابستامة سريعة ثم فتح الباب وسحب معه يده التي تركتها تقشعرّ لبرد خاطف لم تشعر به سابقا.

لف لجهتها وفتح بابها بلباقة، ابتسم ومد يده إليها
" تعالي..."

امسكت يده وابتعدت عن كرسي السيارة بهدوء لتنظم اليه.
وقفت الى جانبه ثم نظرت اليه بعينيها اللامعتين وهي تخبره كم أنها متوترة ..
" تبدين جميلة ، سيلتقطون صورا جيدة لكِ ... "

اقترب نحو اذنبها وأمرها بنبرته المعتادة ... الهادئة.
" ابتسمي."

هزت رأسها بانصياع ثم نظرت الى الامام وابتسمت برقّة ، مشيا يدا بيد على السجادة الحمراء وأضواء الكاميرات لم تتوقف ولو للحظة. حتى دخلا المبنى وهدأت أصوات الكاميرات التي بدت صاخبة للغاية في أذنيها.

" لم أتخيل أن كل تلك الكاميرات ستكون مرعبة لهذا الحد حين توجّه جميعها نحوي"
قالت وهي تلتقط انفاسها.

" عملٌ جيد." نطق دون أن ينظر إليها ... على العموم ، لا يريد أن ينفجر في وجهها معربا عن اعجابه بمظهرها اليوم وكيف أن شعرها أجمل ما قد رآه في حياته. لأن ذلك سيكون محرجا للغاية في النهاية.

اكتفى كعادته أن ينظر إليها مطولا ، يغلق عينيه لبرهة من الوقت ليسجل صورتها في عقله. ثم يبعد عينيه عنها حتى لا يخيفها أو يوتّرها .

أما عن القاعة التي يقف الزوجين فيها ، فهي قاعة كبيرة من الفندق المقيّم بنجوم خمس. الأسقف العالية والمقببة التي تتوسطها عدد من الثريات الكريستالية المعقدة التي تبعث بنورها الأصفر إلى الأرضية الرخامية المنقوشة برسوم عتيقة  رُتّبت عليها صفوف من الكراسي المريحة المبطنة المغلفة بحرير ناعم.

وفي المقدمة مسرح بمنبر في المنتصف ، يستقيم حوله عدد من المزهريات التي تملؤها ورود عطرة وخلفه شاشة كبيرة ستُعرض عليها تفاصيل المزايدات لاحقا. وعلى الجدار ستائر حمراء تضفي على المكان أناقة ورقيا طاغيين.

يقابله أعمدة اسطوانية ملفوفة بورود حمراء حقيقية تبعث بعبقها إلى حواس السادة والسيدات الذين يرتدون ملابس راقية وبدلات رسمية وهم يتهامسون بأصواتهم الرقيقة والهادئة في حماسة وترقّب تام لبدء المزاد.

عدد من الندّل الذين يلفّون القاعة بصواني عليها اكواب الشامبانيا الفوّارة وبعض المقبلات الخفيفة المختارة بعناية التي جاؤوا بها من البار المفتوح في آخر الجانب من القاعة  .

التقط ادوارد كأسين من المشروب الكحولي وناول أحدهما لرفيقته في هذا المكان الذي يحتشد بأشخاص من ذات طبقته. غيرها ، هي التي لم تكن معتادة على هذه الأجواء ولكنها أجبرت على التواجد بجانبه بسبب عقده التافه.

فَتاةُ المليُون دولاَر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن