ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﻓﺘﺎﺓ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ

14.6K 140 1
                                    

ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺇﻻ ﺭﺑﻌﺎً ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﺭﺩﻫﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺻﺎﺣﺖ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﺔ " ﺗﺘﺴﻠﻠﻴﻦ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻳﺎ ﻟﺤﻈﻚ "!
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﺔ ، ﻗﻄﺐ ﺟﺒﻴﻨﻪ ،
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻩ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ،
ﺇﻻ ﺇﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺭﺃﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺘﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﻮﻫﺞ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﻤﺤﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﺎﺩ ،
ﻭ ﺃﻧﺘﺒﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺤﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻓﺎﻟﺘﻮﺭﻁ ﻣﻊ ﺇﻣﺮﺃﺓ ... ﺃﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ....
ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﺃﻗﻨﻊ ﺟﺪﻩ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻓﻪ ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺷﻦ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺣﻤﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺇﺑﻨﺔ ﺃﺧﻴﻪ ،
ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺠﺪ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﺇﻥ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻮﺣﺪ ﺛﺮﻭﺗﻬﺎ
ﺇﻻ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺨﺮﻗﺎﺀ ﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﻋﻢ ﺃﻣﻊ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻟﻮﻻ ﺇﻥ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺗﻜﺒﺮﻩ ﺑﺴﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،
ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺎ ......
ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﺨﺮﺝ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻼﺋﻤﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻹﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺇﻳﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻣﻔﺼﻼ ً ﻋﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺠﺪﻩ ..............
" ﺁﺳﻔﺔ "
ﺇﻋﺘﺬﺭﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺸﺎﻏﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺷﺎﺭﺣﺔ :
" ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺳﺎﺋﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻏﺪﺍً "
ﻭ ﺳﻜﺘﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺇﻥ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﻐﻲ " ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ؟ "
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻣﻴﻐﻦ " ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺒﺮ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﻌﺎﺳﺘﻲ ..
- ﺗﻌﺎﺳﺘﻚ ؟
- ﺇﻧﻪ ﻣﺎﺭﻙ ...
- ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺗﻈﻦ ﻣﻴﻐﻦ ﺇﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﻣﺘﻮﺭﻁ ﻣﻊ ﻓﺘﺎﻩ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ "
- " ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ، ﻣﻴﻐﻦ ﺃﻧﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺣﺐ ﻣﺎﺭﻙ ﻟﻚ "
- ﺣﺴﻨﺎً ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻇﻨﻨﺘﻪ ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻥ ﺗﻌﻘﺪ ﺧﻄﺒﺘﻨﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﺗﺼﻠﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺟﺒﺖ ﺇﻧﺎ ﻳﻘﻔﻞ ﺍﻟﺨﻂ .
ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺄ .
_ ﺣﺴﻨﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺧﻄﺄ ﻓﻌﻼ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻴﻐﻦ ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ :
" ﻻ . ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،
ﻹﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ،
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﺭﺁﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ."
ـ ﺃﻟﻢ ﺗﺴﺄﻟﻴﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﺑﺤﺰﻥ ": ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺨﻴﻼﺕ ﺃﺗﺨﻴﻠﻬﺎ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺕ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺑﻌﺒﻮﺱ ﻣﺨﻴﻒ ": ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ...
ﻟﻘﺪ ﺑﺬﻝ ﺯﻭﺟﻲ ﺟﻬﺪﻩ ﻹﻗﻨﺎﻋﻲ ﺑﺈﻧﻲ ﻭﺍﻫﻤﺔ .
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ؟ ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻊ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ "
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ :
" ﺇﻧﺎ ... ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺇﻥ ﺍﺻﺪﻕ ﺇﻧﻪ ﻳﺨﻮﻧﻨﻲ ﻣﻊ ﺃﺧﺮﻯ ... ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻨﻲ "...
ـ ﺇﻧﺎ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻚ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﺠﻔﺎﺀ ": ﺣﺴﻨﺎ ، ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺗﻘﺼﺪﻳﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺣﻮﻝ ﺻﺪﻳﻘﻚ .
ﻓﻴﺮﺳﻠﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻏﻮﺍﺀﻩ ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺦ ﺗﺄﻛﺪ ﺷﻜﻚ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ "
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﻐﻦ :
" ﺁﻩ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ "
ﻓﺄﺻﺮﺕ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﻘﻮﺓ " ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻲ ﺩﺧﻠﻪ ﻭ ﻣﺼﺮﻭﻓﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﺭﺛﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﺔ ﺃﺑﻴﻚ "
ﻏﺎﺹ ﻗﻠﺐ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻗﻠﻴﻼً ، ﻫﻲ ﺗﺤﺐ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺮﻗﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً .
ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻴﻐﻦ :
" ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻫﻠﻔﻮﺭﺩ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ " .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﻗﺪ ﻋﻠﺖ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﺎﻟﺔ ؟
ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻣﺎﺭﻙ ، ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻏﺮﺍﺋﻪ .. "
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ :
" ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ؟ ﺃﺗﻌﻨﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ؟ "
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺗﺈﻥ ﺗﺘﻔﺮﺳﺈﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ :
" ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ . ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ "
ﻛﺎﺩﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺑﺎﺩﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭﻣﻴﻐﻦ ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻣﺎﺫﺍ؟
ﺃﻧﺖ ﺗﻤﺰﺣﻴﻦ . ﻻ ... ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ،
ﻫﺬﺍ ﺟﻨﻮﻥ ﻳﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺫﻟﻚ . ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎﺭﻙ؟ "
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺪﺓ :
" ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻨﻪ؟
ﺣﺴﻨﺎ ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﻥ ، ﻭﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﻘﺎ ﺇﻥ ﻧﻀﻊ ﺧﻄﺔ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻴﻐﻦ ": ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﻮﻑ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎ "
ـ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ .. ﺇﻧﻪ .. ﺇﻧﻪ . ﺇﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﻼﻗﻲ .
ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺑﺎﻋﺘﺬﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻐﻦ :
" ﺁﺳﻔﺔ ﻳﺎ ﻣﻴﻐﻦ ، ﻭﻟﻜﻦ "..
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺪﺓ ": ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻚ ﺳﺘﺮﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺻﺪﻳﻘﺘﻚ ، ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻟﻜﻲ ﺗﺤﺎﻓﻈﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ . ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻷﺟﻠﻚ ."
ﻋﻀﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ..
ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻣﺤﻘﺔ ، ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻤﻴﻐﻦ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ...
ﻓﻤﻨﺬ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮﺽ ﺧﻄﻴﺮ ،
ﻓﺮﺍﺣﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻣﻤﺮﺿﺔ ، ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺠﺪﺗﻬﺎ ﻣﺘﺨﻠﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻓﺮﺍﻏﻬﺎ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﺟﺎﺯﺍﺗﻬﺎ ﻛﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .
ﻭﻗﺎﻃﻌﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
" ﺇﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺇﻧﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻳﺠﺐ ﺇﻥ ﺍﻋﻠﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻤﺎﺭﻙ "
ﻭﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .
ـ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻡ ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻥ ﺷﻜﺮﺗﻬﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ :
" ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﺗﺼﻔﻲ ﻟﻲ ﻣﺎﺭﻙ ﻫﺬﺍ، ﻳﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﻟﻜﻲ ﺃﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ "
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﻭﻏﺒﻄﺔ :
" ﺁﻩ، ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ . ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﻤﻞ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺳﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ !
ﺇﻧﻪ ﺭﺍﺋﻊ ﺑﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ..
ﺟﺬﺍﺏ ، ﺫﻭ ﺷﻌﺮ ﻗﺎﺗﻢ ﻛﺜﻴﻒ ﻭﻓﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ..
ﺛﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﺯﺭﻕ ﺑﻠﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻓﻬﻮ ﺩﻭﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ..
ﻭﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻤﺼﺎﻥ "
ـ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ؟
ـ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ
ـﺤﺴﻨﺎ .. ﺇﺫﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺿﺎ .
ـ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺭﺍﺝ
ـ ﻻ ﺗﻬﺘﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ . ﺳﻮﻑ ﺃﻭﺻﻠﻚ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻲ .
ﻋﺮﺿﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﺴﺨﺎﺀ
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺗﻨﻮﺭﻩ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﻧﻴﻦ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻹﻥ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻀﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺙ .
ﺃﺗﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻔﺤﺺ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺛﻢ ﻋﺒﺴﺖ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﺪﺓ :
" ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺷﻴﺌﺎً ﺃﺧﺮ ﻓﻤﻈﻬﺮﻙ ﻳﺒﺪﻭ ﻭ ﻛﺄﻧﻚ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﻻ ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ،
ﺗﺬﻛﺮﻱ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺭﻙ ﺇﻥ ﻳﻈﻨﻚ ﺳﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ ،
ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺿﻊ ﺃﺣﻤﺮ ﺷﻔﺎﻩ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻭ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻚ ،
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻓﺄﻗﺮﺋﻲ ﻫﺬﻩ "
ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ . ﻗﺮﺃﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻣﻘﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻭﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﻓﺘﻴﺎﺗﻬﺎ ﻹﻣﺘﺤﺈﻥ ﺇﺧﻼﺹ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻮﻛﻼﺗﻬﻦ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻌﺪﺩ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻬﻦ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺤﺰﻡ :
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻄﻘﻢ ..
ﺩﺧﻠﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ﻭ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻌﻨﻒ :
" ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﻴﻐﻦ ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺎ ؟
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،
ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻻ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ
ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻣﻴﺮﺍﺛﻬﺎ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ .. ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ..
ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻛﻢ ﻭﺭﺛﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﻋﻦ ﻋﻤﺔ ﺃﺑﻴﻬﺎ ؟
ﻫﺰﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺼﻤﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻴﻐﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺭﻳﺜﺔ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ...
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻣﻨﻌﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ .
====================
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ :
" ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺛﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺟﻨﻴﻪ ."
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﻌﺒﻮﺱ :
" ﻫﻞ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ؟
ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﺤﺬﻳﺮﻫﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺑﺈﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻎ ﻟﻲ ،
ﻭ ﺍﻵﻥ ، ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻟﺬﺍ ،
ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻚ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ...
ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﺫﻟﻚ ﺟﻴﺪﺍً ،
ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺤﺚ ﻧﻔﺴﻬﺎ :
" ﻣﻴﻐﻦ ، ﻣﻴﻐﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﻤﻤﺮﺿﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﺣﻘﺎً ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎﺭﻙ ﻫﺬﺍ .. ﺣﺴﻨﺎ ً، ﺭﺑﻤﺎ ، ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺇﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .
ﺃﻣﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﺭﺑﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺧﻠﻌﺖ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺇﻥ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺑﻠﻮﺯﺓ ﺻﻴﻔﻴﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ .. ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ..
ﻭ ﺳﻜﺘﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ " ﺑﻠﻮﺯﺓ ﺻﻴﻔﻴﺔ ﻧﻌﻢ .. ﺃﻣﺎ ﺟﺬﺍﺑﺔ ﻓﻼ
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﺳﻜﺘﺖ .
ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ، ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﺧﺒﺮﺓ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺲ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﻴﺘﺸﺠﻌﻮﺍ ﻭ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺮﺗﻴﻦ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ،
ﻭ ﻗﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﺮﺟﻬﺎ ﻧﺰﻭﻻً ﻋﻨﺪ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻟﻮﺭﻳﻦ .
ﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺭﺗﻴﺎﺡ ﻟﻤﻈﻬﺮﻫﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ .
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻼ ، ﺃﻭﻗﻔﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ :
" ﻫﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ . ﺳﺂﺗﻲ ﻷﺧﺬﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ..
ﻭ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺘﺎً ﻛﺎﻓﻴﺎً .
ﺗﺬﻛﺮﻱ ، ﻧﺤﻦ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻷﺟﻞ ﻣﻴﻐﻦ "
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺇﻥ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺷﻲﺀ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻗﺪ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ،
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ
ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻣﺸﻴﺤﺔ ﻟﻪ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩﺍﺕ
ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ،
ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﺇﻥ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﻮﺯﺓ .
ﺃﺧﺬﺕ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﺛﻢ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ .......................

عاصفة الصمت_روايات أحلام_ﺑﻴﻨﻲ ﺟﻮﺭﺩﺍﻥحيث تعيش القصص. اكتشف الآن