ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ -: ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ

8.2K 134 7
                                    


ﻋﻨﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ،
ﻭﻗﻔﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ .
ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ .. ﻓﺤﺒﻬﺎ ﻷﻧﺪﺭﻳﺲ .. ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻗﺮﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ،ﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺰﻗﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺒﻮﺭﻫﺎ .
ﻭ ﺑﺒﻂﺀ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻴﻼ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻌﻠﻪ ..
ﻫﻞ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺿﺎﺭﻋﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ‏( ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺘﻬﻤﺎ ‏) .
ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺃﺛﻴﻨﺎ،
ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺼﺪﻗﻬﺎ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻋﻨﻬﺎ،ﺃﺿﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻠﻢ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻟﻪ .
ﻷﻧﻪ،ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ .. ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺄﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻟﻴﺲ ﺃﺣﻤﻖ ،
ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺩﺍﻫﻴﺔ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ،ﻭﻟﻦ ﻳﻄﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻜﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ،
ﻭﺑﺸﻌﻮﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮﻩ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻪ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻴﻼ ،ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺭﺃﺳﺎً ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ .
ﻓﺨﻠﻌﺖ ﺛﻮﺏ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ،ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .
*****
- ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ
ﻫﻤﻬﻤﺖ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺑﺄﻏﺮﺍﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺍﻩ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺟﺪﻩ،ﻓﻘﺎﻃﻌﻬﺎ :
" ﻟﻴﺲ ﺍﻵﻥ،ﻳﺎ ﺃﺛﻴﻨﺎ "
ﻟﻘﺪ ﺃﻣﻀﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺘﻴﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ،
ﻭﺍﻵﻥ ،
ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺎﺳﻢ،ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎً ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ،
ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻊ ﺃﺛﻴﻨﺎ .
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺛﻤﺔ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ،
ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ . ﻛﻴﻒ؟
ﻣﺘﻰ؟
ﻭﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ .
ﻗﻠﺒﻪ . ﺟﺴﺪﻩ . ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ . ﻭﺭﻭﺣﻪ ..
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﺬ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺣﺒﻬﺎ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻘﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻤﻴﺘﺎً،ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ
ﻓﺈﻥ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺳﺘﺠﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗُﻌﺎﺵ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ .
ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ .
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻛﻴﻒ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟
ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ﻋﺎﺭﺿﺔ ﺑﻴﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ..
ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ،ﻓﻬﻮ ﺣﺘﻤﺎً ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺿﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﺭﺍﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺒﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﺫﻧﺒﻬﺎ،ﻓﻘﺪ ﺣُﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻷﺏ ﻭﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ .
ﻭﺍﻵﻥ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ . ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺃﻃﻤﺄﻥ ﻟﻔﻜﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺣﺒﻪ ﺳﻴﻌﻮﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺳﺘﻨﺴﻰ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻨﺴﺎﻩ ﻫﻮ،ﺍ
ﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎً .. ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺮﺡ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ،ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻪ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ،
ﻭ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﺎ،ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ .
. ﻟﻴﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺫﺍ ﺃﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ .
ﻭﺳﺄﻝ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻣﺘﺸﻮﻗﺎً ﻷﺧﺒﺎﺭ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺤﺒﻪ :
" ﻫﻞ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ؟ "
ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺃﺛﻴﻨﺎ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ
. ﻭﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ،
ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻏﺮﺍﺀ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ .
ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻏﺮﺍﺀ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺘﺮﻙ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ . ﻭﺃﺛﻴﻨﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﻴﻒ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺪﺙ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺗﺼﻨﻌﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻗﻠﻖ :
" ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ؟
ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﺘﻤﺸﻰ ... ﻣﻊ ﺃﺭﻳﺴﺘﻮﺗﻞ .
ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺤﺐ ﻗﻮﻟﻲ ﻫﺬﺍ،ﻳﺎﺃﻧﺪﺭﻳﺲ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺴﻨﺎَ،ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﻳﺤﺐ ﺃﺭﻳﺴﺘﻮﺗﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﻭﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻘﺒﻞ ﺫﻟﻚ ... ﻟﻴﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻃﺒﻌﺎً "
- ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻹﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻗﺎﺋﻼً :
" ﻟﻴﺲ ﺍﻵﻥ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ "..
ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻫﺎ ﻏﺎﺿﺐ ،
ﻓﻬﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ،ﺣﺴﻨﺎً،ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻟﻦ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺊ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﺃﺛﻴﻨﺎ .
ﻭﺩﺧﻞ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺻﺎﻓﻘﺎً ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ": ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ؟ "
ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺸﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺤﻤﺖ .
ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺸﻚ :
" ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺳﺘﺤﻤﻴﺖ؟ "
ﻓﺤﺪﻗﺖ ﺑﻪ ﺑﺈﺭﺗﺒﺎﻙ :
" ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﺸﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺎﺭ ﻭ "...
ﻭﺗﻤﻠﻜﺖ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻏﻴﺮﺓ ﺗﻔﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺃﻟﻤﺎً ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻴﺘﺎً ﻹﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ ﺃﺭﻳﺴﺘﻮﺗﻞ ﻭﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﺷﻖ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ . ﻓﺘﺼﺮﻑ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺬﻟﻚ .
ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ،ﻓﺄﻧﻐﺮﺯﺕ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻢ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻟﻢ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺗﻨﻬﺸﻪ
" ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ،ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ .
. ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬﻙ؟ "
ﻓﺎﺣﺘﺠﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺻﺎﺭﺧﺔ :
" ﺃﺧﺬﻧﻲ .. ؟ "
ﺍﺣﺘﺎﺭﺕ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﺗﺼﺮﻓﻪ ﻫﺬﺍ :
" ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ "..
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺼﻐﻲ ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻭﻗﺪ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ :
" ﻫﻞ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﻠﻖ،ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻛﻤﺎ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺤﺒﻴﻨﻪ، ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .. ﺗﺤﻘﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻠﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ .. ﻭﻟﻜﻦ،ﻃﺒﻌﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻫﺬﺍ .
ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ،ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻲﺀ،ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻚ ﺛﻢ ﻳﺮﻣﻴﻚ ﻭﻛﺄﻧﻚ ..
ﺣﺴﻨﺎ،
ﺇﺫﻥ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﻴﻨﻬﺎ،ﻟﻨﺮ ﺇﺫﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺠﺒﻚ .
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻨﺤﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻪ "
ﻓﻘﺪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ،ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ،ﺃﻥ ﻳﺪﻣﻐﻬﺎ ﺑﻤﻠﻜﻴﺘﻪ ﻟﻬﺎ .. ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻳﻤﺤﻮ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ..
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﺘﺎﻟﻤﺔ :
" ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻔﺘﻪ،
ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺍﻵﻥ؟
" ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ ﻣﺪﻣﺮﺓ، ﻭ ﺩﺍﺭ ﺭﺃﺳﻬﺎ .
ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﻫﻴﺎﺝ ﻻ ﺣﺪ ﻟﻪ ،
ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺮﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﺍﻹﺛﺎﺭﺓ .
ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺳﺮﺍ،ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ؟
ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻧﻈﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻧﺤﻮﻫﺎ؟
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺃﺷﻮﺍﻗﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺣﺘﻀﻨﻬﺎ ﺑﺸﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼ :
" ﺃﻧﺖِ ﻟﻲ .... ﻟﻲ .. ﻳﺎﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .. ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻲ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻛﻠﻴﺎ ﻭﻛﺎﻣﻼً "
ﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻘﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻀﺎﻧﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﻌﻨﻒ ..
ﺛﻢ ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ :
" ﻋﺎﻧﻘﻨﻲ ﻳﺎﺃﻧﺪﺭﻳﺲ "
ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺣﻘﺎ؟
ﻭ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻋﻴﻨﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ .
- ﺁﻩ،ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ
ﺛﻢ ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ،ﻭﻟﻜﻢ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺗﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻃﺎﻝ ﺷﻮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ .
ﺛﻢ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﺼﻮﺕ ﺭﻗﻴﻖ ﻭ ﺩﺍﻓﺊ ﺑﺎﺳﻤﻪ :
" ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ... ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ " ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ
ﻭﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻬﺎ ،ﻟﻤﺢ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺻﻮﺭﺗﻬﻤﺎ ﻣﺘﻌﺎﻧﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻛﺘﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﺃﺑﺪ ﺑﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺣﻲ ﻳﺘﻨﻔﺲ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﻠﺬﺓ ﻋﻨﺎﻗﻬﻤﺎ،ﻳﻤﺤﻮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﻧﺤﻮﻫﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻭﻳﺸﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻌﻴﺪﺍ،ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ،ﻭﺃﺣﺴﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ،
ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ،ﻓﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ،ﻭﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﻧﺴﻴﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻪ،ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ،
ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺧﻔﻔﺖ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺳﺤﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .. ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﻭﻫﺞ ﻧﺎﻋﻢ ﻫﺎﺩﺉ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ،ﻫﻤﺴﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺸﻮﻕ ﺑﺎﻟﻎ :
" ﺃﺭﻳﺪﻙ،ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪ ..
ﻭﺳﻜﺘﺖ ﻭﻗﺪ ﻏﺎﻣﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻮﺍﺟﻬﻪ . ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ . ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻭﺃﺟﺎﺏ ﺑﻠﻬﻔﺔ :
" ﻗﻮﻟﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ،ﻳﺎﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﻲ "
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺣﺠﺮ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻣﺤﻮﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ :
" ﺃﺭﻳﺪﻙ .... ﺃﺭﻳﺪﻙ ﻳﺎﺃﻧﺪﺭﻳﺲ .. ﺃﻧﺎ "
ﻭﺍﺭﺗﺠﻔﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻭ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
" ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﻳﺎﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ "
ﺛﻢ ﺧﻔﻒ ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﻌﻨﺎﻕ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺍ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻤﺎ،
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﻟﻪ،ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻬﻨﻴﻬﺎﺕ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﺸﻨﺞ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻓﺎﺭﺗﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻤﺲ :
" ﻟﻢ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ؟
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻨﻲ؟ "
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ،ﻓﻬﻤﺴﺖ ﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﺠﻒ :
" ﺭﺑﻤﺎ ﻹﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ "
ﻓﺎﺗﺴﻌﺖ ﺣﺪﻗﺘﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﺼﺪﻩ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺭﻓﺾ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ .
. ﻻ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻧﻘﻴﺔ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﻧﺒﺾ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺬﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﺻﺎﻣﺘﻪ،
ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﺴﺒﺒﻪ؟
ﻭﺗﻬﺮﺑﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .... ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺫﻫﻨﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ !
ﻟﻜﻦ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺧﺒﺮﺍﻩ ﺑﺄﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺻﺤﻴﺢ .. ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ
ﻭﺃﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺪﺕ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺘﺮﺩﺩ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﻤﺲ ﺑﺎﺳﻤﻪ :
" ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ "
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ؟
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺿﺎﺭﻋﺔ :
" ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ؟ .. ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻲﺀ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ ": ﻭﻫﻞ ﺃﻧﺖِ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺣﻘﺎ؟
ﺃﻧﺖِ .... ﺃﻧﺖِ ﻋﺬﺭﺍﺀ "
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﻤﺤﻮ ﺑﻬﺠﺘﻬﺎ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻀﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺛﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺬﺭﺍﺀ،
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻱ ﺇﺳﺎﺀﺓ؟
ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻤﺌﺰﺍ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ،ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺣﺖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻠﻴﺎ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍ :
" ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﺸﺠﻴﻌﻲ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺪﻱ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻱ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ "
ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺘﻌﺎﺳﺔ :
" ﺗﺮﻯ ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﻟﻮ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺮ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻫﻮ ﻣﻨﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ؟

عاصفة الصمت_روايات أحلام_ﺑﻴﻨﻲ ﺟﻮﺭﺩﺍﻥحيث تعيش القصص. اكتشف الآن