ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﺘﺄﻟﻘﺘﻴﻦ ﺣﻤﻠﻘﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﺎﺑﺴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ،
ﻭﺑﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻛﺎﻣﺮﺃﺓ ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻫﺎ .
ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺟﺪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ..
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻫﻨﺎ .
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺤﻔﻴﺪﻩ ..
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻀﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﻔﻴﺪﻩ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﻨﺎ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ ﻟﻬﻤﺎ،
ﻓﺄﺳﺘﺤﻢ ﻭ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺛﻢ ﺃﺑﻠﻎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺄﻥ ﺟﺪﻩ ﻳﻠﺢ ﺑﻄﻠﺐ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩ ﺃﻭﻻ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ :
" ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ "
ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺃﻱ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺨﺒﺮﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻟﺴﻼﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ .ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﺠﺪﻩ .
ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺗﻌﺒﺲ ﻟﺼﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ،ﻭﺃﻗﺮﺕ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻣﺤﺮﻭﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺭﻓﺾ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﻭﺃﺟﻔﻠﺖ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ..
ﺗﻨﻔﺲ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻌﻤﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺾ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﺤﺰﻡ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ ﺗﻘﺼﺪ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ ﺑﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻷﺟﻞ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻟﺘﻬﺪﺃ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻘﻞ ﻷﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﺃﺛﻴﻨﺎ .
- ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺭﺷﻮﺓ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺮﻛﻚ ﻭﻭﻋﺪﺗﻬﺎ ﺑﻤﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳُﺴﻤﺢ ﻷﺛﻴﻨﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺓ ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ . ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﺪﻱ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ..
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎ،
ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﺣﻴﺮﻫﺎ ﻋﺪﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﺃﻱ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ :
" ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ؟ "
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ( ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ) ﻭ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺛﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﻨﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ .
. ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﻄﺌﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻭ ﻣﺴﻴﺌﺎ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟
ﺻﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺣﺪﺛﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ،ﻓﻤﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ،
ﺣﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ..
ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺣﺎﺩ ..
ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣﺎﻭﻝ ،ﺟﺎﻫﺪﺍ ﺃﻥ ﻛﺒﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﻛﺒﺮﻳﺎﺅﻩ ﻛﺮﻫﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻡ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻭ ﻹﻧﻪ ﺃﺻﻐﻰ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺮﻳﺎﺅﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺩﻣّﺮ ﺩﻭﻥ ﻓﻄﻨﻪ ﺣﺒﺎ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﻫﻮ ﺃﺭﻭﻉ ﺟﺰﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ .. ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻜﻦ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻤﻨﺤﻪ ﻓﺮﺻﻪ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﺃﻡ ﻻ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﻈﻦ ﺃﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺒﻠﺖ ﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻡ ﻻ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺟﺪﻩ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ،ﻣﻀﻴﻔﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺟﺪﻩ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻭ ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﺠﺪﻩ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ،ﻛﻴﻼ ﻳﻌﺮﺽ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺟﺮﺡ ﻓﻲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ،
ﻟﻜﻨﻪ ﺧﺸﻲ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺟﺪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺨﻔﻲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻪ ...
ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ! ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﺭﺍﺋﻌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ..
ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺒﻞ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ،
ﻣﺤﺬﺭﺍ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
" ﻻ ﺗﺰﻋﺠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺟﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ "
ﺩﺧﻞ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍً،ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻬﻔﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻤﻠﺆ ﺷﻮﻗﺎ ﻭﺣﺒﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﺑﺪﺕ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻛﻌﺮﻭﺱ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﺗﻪ ﻓﻴﻬﺎ،ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﻭﻏﺎﺭﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻔﻞ ﺑﺤﺬﺭ .
ﺃﻏﻤﺾ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻌﺠﺰ،ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺤﺘﻪ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ .
ﻭﺗﺸﻮﻕ ﺍﻵﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻟﻴﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ،ﻭﻫﻮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺑﺘﻤﻀﻴﺔ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﺮﻳﻬﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﺒﻪ ﻟﻬﺎ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﻋﺪﻩ ﻟﺠﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻋﺪﻩ ﻟﻪ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺮﻓﻖ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺟﺘﺎﺯ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ،ﺍﻧﻜﻤﺸﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺒﺘﻌﺪﺓ ﻋﻨﻪ،ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻮﻧﻬﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﻤﺺ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻑﺀ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺳﻴﺪﻟﻲ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮﺓ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﺪﻩ ،ﻭﻟﻜﻦ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻙ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻨﺨﻔﺾ :