ﺫﻋﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺪﻕ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ
ﺻﺒﺎﺣﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﻣﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﺮﻗﺖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .
ﺍﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻳﺒﺪﺃﻋﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎ ﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ، ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻓﺎﻥ ﺭﺍﺗﺒﻬﺎ ﻣﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﺾ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺻﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﻴﻠﻔﻮﺭﺩ ، ﻭﺍﺫﺍ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﺎﻥ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻭﺣﺪﻫﺎ . ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺍﻳﻤﺎ ": ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻭﺻﻞ؟ "
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻴﻪ ، ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻳﻤﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ": ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺃﻣﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻔﺨﺮ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺠﺎﺏ ﺍﻧﺜﻮﻱ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻨﻬﺪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : " ﺍﻧﺘﻈﺮﻱ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﺮﻳﻪ ، ﺍﻧﻪ ﺭﺍﺋﻊ .. ﺭﺍﺋﻊ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ."
ﻭﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺷﺎﺣﺒﺔ .
ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺍﻳﻤﺎ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ": ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺜﺎﻟﻲ ، ﺍﻧﺘﺒﻬﻲ، ﺛﻢ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﻭﺳﻴﺨﻄﺐ ﻗﺮﻳﺒﺎ . ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻬﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺍﻥ ﺟﺪﻩ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺰﻭﻳﺠﻪ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﻋﻢ ﺍﺑﻴﻪ ﻓﻬﻲ ﺛﺮﻳﺔ ﺟﺪﺍ ﻭ .. ."
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺤﺰﻡ ": ﺁﺳﻔﺔ ﻳﺎ ﺍﻳﻤﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺍﺫﻫﺐ ."
ﻓﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﻣﺜﻞ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ ، ﻻ ﺗﺤﺐ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺍﺿﻒ ﺍﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﺑﺪﺃ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻧﻘﻄﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺮﺋﻴﺴﻬﻢ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺧﺎﻟﻲ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﻌﻠﻪ ، ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺩﺧﻞ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ . ﻓﺤﻴﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ ":
ﺁﻩ ، ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻫﺎﺍﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﺍﺧﻴﺮﺍ ."
ـ ﻧﻌﻢ ، ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺑﺎﻛﺮﺍ ..
ﻓﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺟﺎﺭﻣﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ، ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺤﺪﺓ ": ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺸﺮﺡ ﺍﻵﻥ ، ﺍﻻﻓﻀﻞ ﺍﻥ ﺗﺼﻌﺪﻱ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ . ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻻﺗﻴﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻙ ، ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻭﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻐﻴﺎﺑﻚ ..."
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻨﺒﺲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ، ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻭﺩﺧﻞ ﻣﻜﺘﺒﻪ ،ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻳﺎﻫﺎ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﺓ ، ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺘﻮﺗﺮﻫﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬﻩ ﺍﻧﺪﺭﻳﺲ ﻻﺗﻴمﺭ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﺓ .
ﻛﺎﻥ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺩﺧﻠﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺟﺮﺕ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
ﺧﺮﺟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ، ﺛﻢ ﺳﺎﺭﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﻟﻮﺣﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ( ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ) " ﻣﺎﺩﺝ ﻓﻴﻠﺪﻳﻨﻎ " . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺗﻪ ﻣﻌﻪ .
ﺃﻋﻄﺘﻬﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ، ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺍﻣﺮﺓ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺟﺎﺭﻣﺎﻥ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﺯﺍﺣﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻳﻀﺎﺡ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻣﺎﻣﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ": ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ؟ ﻧﻌﻢ . ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮﺕ . ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻻﺗﻴﻤﺮ ﻻ ﻳﺤﺐ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺳﻜﺘﺖ ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻘﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﺎﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ": ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻌﻚ ﺍﻵﻥ ."
ﺛﻢ ﺭﻓﻌﺖ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .
ـ ﺍﻵﻧﺴﺔ ﺭﻭﺩﺟﺮﺯ ﻫﻨﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻳﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ، ﻫﻞ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ؟ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ": ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ، ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ .. "
ﺃﺭﻏﻤﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻏﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ،ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﺩﻗﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺛﻢ ﺃﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﺾ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﺑﻬﺮﺕ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻘﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﻣﻼﻣﺢ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﻇﻬﺮﻩ ﻟﻬﺎ، ﻭﻭﻫﺞ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ .
ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺭﺅﻳﺔ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺪﻫﺸﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻋﻦ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺃﻣﻀﺖ ﺳﻬﺮﺗﻬﺎ . ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﺩﻫﺸﻪ ﻓﻌﻼ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺯﻣﻼﺅﻫﺎ ﻣﻌﺎ. ﻓﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺿﺎﻓﻲ ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻤﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ .
ـ ﻧﻌﻢ ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺘﺨﺮﺟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ": ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺑﻴﺒﺔ ﺟﺪﺗﻬﺎ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ، ﻭﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮﻱ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻤﺘﺎﺯ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺆﻫﻼﺗﻬﺎ ."
ﻭﻫﻲ ﺷﺎﺑﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺬﻫﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻐﻞ " ﻣﺰﺍﻳﺎﻫﺎ " ﻟﺼﺎﻟﺤﻬﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺭﺱ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭ ﺷﻌﺒﻴﺘﻬﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
، ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺮﻏﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ
ﻟﻜﺎﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﺞ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ،ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺟﺬﺭﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺷﺎﺑﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣﻮﻇﻔﺔ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﺸﺪﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ ، ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻣﻨﻪ
. ﻭﺃﺧﺬ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﻘﻄﺐ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺠﺴﺪﻩ ، ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺓ ، ﻭﺑﺎﻟﺤﺎﺡ ، ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺴﺤﺮ ﺟﺴﺪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ
اﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ، ﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﺤﺘﺸﻢ ﺑﻄﻘﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺤﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ . ﺃﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ؟ ﻓﻘﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ، ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﺗﺨﺒﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺟﺪﻩ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺼﻤﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﻨﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﺘﺎﺓ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .
ﻓﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺩﻓﻌﻪ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ": ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻚ ﺗﻈﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ؟ ."
ﻭﺳﺎﺩ ﺻﻤﺖ ﻣﻔﺎﺟﺊ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ ": ﺃﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ؟ ﻳﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ! ﻣﻦ ﻫﻲ ؟ ﻭﻣﺘﻰ ﺳﻨﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ ." ﺁﻩ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻫﺬﺍ ، " ﺃﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎ " ! "
ﻭﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﺨﺒﺮ ﺃﺧﺘﻪ . ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﺍﺫﺍ " .
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻼﺻﻐﺎﺀ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ . ﺍﺫﺍ ﺑﺠﺪﻩ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻓﺠﺮﺍ ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﻣﺘﻰ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺧﻄﻴﺒﺔ ﺣﻔﻴﺪﻩ . ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺟﺪﻩ ( ﺳﺘﺤﻀﺮﻫﺎ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻃﺒﻌﺎ ) ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪ ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻤﺮ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ؟ ﻓﺄﻣﺎﻣﻪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ ﻻﻳﺠﺎﺩ ( ﺧﻄﻴﺒﺔ ) ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻤﺜﻼ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﻄﻴﺒﻴﻦ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﺎﻫﺮﺓ ﻟﻜﻲ ﺗﺨﺪﻉ ﻟﻴﺲ ﺟﺪﻩ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺍﻣﻪ ﻭﺍﺧﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ .
ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻓﺮﺃﺗﻪ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ .
ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺨﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺷﻬﻘﺔ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﻠﺘﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺘﻴﻦ ﺑﺤﺸﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻓﺘﻮﻫﺞ ﺑﻠﻮﻥ ﻣﺤﺮﻕ .
ـ ﺃﻧﺖ !
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﺘﻨﻖ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻏﺮﻳﺰﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺤﺖ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺗﺄﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﺧﺴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﻬﺎ .
ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ . ﺃﻗﺮ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻬﺎ .. ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇﻠﻤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺕ ﺑﻬﺎ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺁﻩ ، ﻧﻌﻢ .. ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻭﻟﻰ .. ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻭﻟﻰ !
ﻭﻓﺠﺄﺓ ، ﻻﺡ ﻷﻧﺪﺭﻳﺲ ﺷﻌﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ، ﻧﻔﻖ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ . ﺁﻩ ، ﻧﻌﻢ ، ﺍﻧﻪ ﺣﻘﺎ ﺷﻌﺎﻉ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ .
ﻓﺒﺎﺩﺭﻫﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ": ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺫﻥ ﺃﻧﺴﺔ ﺭﻭﺩﺟﺮﺯ " .
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﻤﺰﻕ ﺛﻘﺔ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ ﻓﻌﻼ .
ـ ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻨﻚ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺟﺎﺭﻣﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﺗﻬﻨﺌﺘﻚ . ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻚ ﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﻧﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺑﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺻﻐﻴﺮﺓ . ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ،
ﻫﻞ ﻧﻘﻮﻝ .. ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻄﺎﻁ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .. ﻓﺘﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ، ﻭﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻌﺪﻫﻢ ؟
ـ ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻛﺮﺍ ؟
ﻭﺣﺪﻗﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ؟
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻗﺮﺃ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﻌﻮﺓ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ﺣﻴﻦ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻣﻜﺘﺒﻚ ، ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﻮﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﻴﺮ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﺘﺬﻣﺮﺓ ": ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ..
."
ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ": ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻋﺬﺍﺭ ، ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ . ﻗﺪ ﺗﻨﻔﻊ ﻣﻊ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺟﺎﺭﻣﺎﻥ ﻟﻜﻨﻬﺎ ، ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻚ ﻟﻦ ﺗﻨﻔﻊ ﻣﻌﻲ . ﻭﺑﻌﺪ ، ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮﻓﻴﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ..
."
ﻭﻋﺒﺲ ﻭﺗﺼﻠﺒﺖ ﺷﻔﺘﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﺮﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ ، ﻣﻀﻴﻔﺎ ": ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﻃﺒﻌﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ "..
ﻫﺘﻔﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻧﺎﻛﺮﺓ ": ﻻ، ﻻ ! ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻓﻌﻞ .. ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻏﻠﻄﺔ . ﺃﻧﺎ .. "
ـ ﻧﻌﻢ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻠﻄﺔ ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ . ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺭﺍﺗﺒﻚ ﻗﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ
، ﻟﻜﻦ ﺟﺪﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺗﻌﻴﺴﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﺣﺪﻯ ﻣﻮﻇﻔﺎﺗﻨﺎ ﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﺷﺮﻛﺘﻨﺎ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺑﻠﻄﻒ ﻣﺼﻄﻨﻊ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ": ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻴﻦ ﺗﻤﺎﺭﺳﻴﻦ .
. ﺣﺮﻓﺘﻚ ﻓﻲ .. ﺃﺣﺪ ﻓﻨﺎﺩﻗﻨﺎ ﻭ ."..
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺛﺎﺋﺮﺓ ": ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅ؟ ."
ﻭﺗﻮﻫﺞ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺣﻤﺮﺍﺭﺍ ﻭﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ .
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﺴﺘﻬﺰﺋﺎ ": ﻛﻴﻒ ﺃﺟﺮﺅ ﺃﻧﺎ؟ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺠﺮﺅﻳﻦ؟ "
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻨﻀﺢ ﻏﻀﺒﺎ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭﺍ ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ ": ﻋﺪﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻋﻤﻠﻚ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻓﻀﻴﻠﺔ ، ﺃﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﻗﻂ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩﻙ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ؟
ﻭﻳﻬﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻣﺜﺎﻟﻚ ."..
ﻭﺳﻜﺖ ، ﺛﻢ ﻏﻴﺮ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﻨﺎ ": ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺴﻚ ﺃﻧﻚ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ."
ـ ﻧﻌﻢ، ﻧﻌﻢ، ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﺭﺟﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﻛﺒﺮﻳﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺫﻋﺮ ﻭﺧﻮﻑ ": ﺍﺳﻤﻊ ﺃﺭﺟﻮﻙ ، ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ . ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﻈﻬﺮﻱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ .. ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ "..
ﻓﺎﺭﺗﺒﻜﺖ ﻭﺻﻤﺘﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ
ﺗﺪﻝ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻬﺎ ، ﻋﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺼﺪﻗﻬﺎ . ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻠﻮﻣﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﻌﻔﺘﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺟﺮﺕ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭﻣﻴﻐﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﺘﺸﻬﺪﺍ ﻣﻌﻬﺎ ،
ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﺗﺄﺑﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻣﻴﻐﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺑﻤﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻴﺔ
. ﺃﻣﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻓﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﺨﻤﻴﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﺯﺍﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻵﻥ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻜﺘﺖ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ": ﻫﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ . ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺘﻘﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺣﺘﻘﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ "..
ﻭﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭﻩ ﻟﻴﺴﻜﺖ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ . ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﺣﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ": ﻟﺪﻱ ﺃﻣﺮ ﺃﺭﻳﺪ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻚ "
ﻭﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﻣﺨﺘﻨﻖ ﻳﺴﺄﻝ ﺑﺤﺬﺭ ": ﻭﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ؟ ."
ﺟﻤﻊ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺑﺎﺷﺎﺭﺓ ﻣﻬﺪﺋﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻰ ﻓﺮﻳﺴﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻬﻰ ﺑﺘﻌﺬﻳﺒﻬﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ": ﺁﻩ ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻗﺮﺃﺕ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﻃﺮﺩﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻴﺎﻣﻬﻦ ﺑﺪﻭﺭ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻯ ."..
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﺤﺘﺠﺔ ": ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻛﻬﺬﺍ ."
ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳﻜﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺤﺪﺓ ": ﻫﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ؟ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺟﺪﻱ ﺑﺴﻠﻮﻛﻚ ﺫﺍﻙ ، ﻟﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻃﺮﺩﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ."
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺪﻩ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﻷﻧﺪﺭﻳﺲ ، ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺼﺪﻗﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺒﺘﻠﻌﺔ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀﻫﺎ ": ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍ ﻷﻥ ﺗﺨﺒﺮﻩ .. ﺃﺭﺟﻮﻙ ..
:"
ـ ﻧﻌﻢ ، ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ ﻟﻤﺎ ﺃﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻚ .
ـ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ .
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ": ﻫﺬﻩ ﻣﻬﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺗﺰﺍﻭﻟﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ "
.
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻳﺘﻤﻠﻚ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﻌﺪﺍﺀ ": ﻳﺪﻫﺸﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺭﺟﻞ ﻣﺜﻠﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺒﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ."..
ﻓﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻘﻬﻘﻬﺎ ": ﺃﺷﺒﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ؟ ."
ﻓﺬﻫﻠﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻻﺫﺕ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ، ﺛﻢ ﻛﺮﺭ ﻫﺎﺩﺋﺎ ": ﺃﺷﺒﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻲ .. ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺒﻌﻬﺎ ، ﺃﻧﺖ؟ ﻻ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻣﻨﻚ ."
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﺠﻒ ": ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﺍﺫﻥ؟ ."
ـ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻣﻨﻚ ﻫﻮ ﻭﻗﺘﻚ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ .
ـ ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻭﺣﻤﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ ": ﺍﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ ." ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺤﺰﻡ ": ﻻ ، ﻟﺴﺖ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺟﺪﻱ ﺗﺰﻭﻳﺠﻲ ﺍﻳﺎﻫﺎ ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﺣﺐ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ."
ـ ﺃﺗﺮﻳﺪﻧﻲ ﺃﻥ .. ﺃﺗﻈﺎﻫﺮ .. ﺑﺄﻧﻨﻲ .. ﺧﻄﻴﺒﺘﻚ؟
ﺃﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﺤﺬﺭ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺓ ": ﻻ .. ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ .. ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ."
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﺑﺎﻟﻎ ": ﻻ؟ ﺍﺫﻥ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺎﻣﻲ ، ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ، ﺳﻮﻯ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮﺟﺪﺍ ، ﺑﺼﺮﻓﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺳﻨﺼﺮﻓﻬﻢ ، ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﺃﻋﻨﻴﻪ ."
ﻓﺼﺎﺣﺖ ": ﻻ ! ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ."..
ﺛﻢ ﺳﻜﺘﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .
ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ": ﺣﺴﻨﺎ؟ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻨﻲ ﺟﻮﺍﺑﻚ . ﻫﻞ ﺗﻮﺍﻓﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺿﻲ ﻫﺬﺍ، ﺃﻡ .. ؟ ."
ﺑﺪﺕ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ .
ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ، ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﺘﻌﺎﺳﺔ ": ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ."
ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺘﺎﺯ . ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﻠﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ، ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻗﺼﺔ
ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﺳﺮﻱ ﺳﺎﺑﻖ ﺣﺪﺙ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ..
ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺭﺕ " ﻫﻠﻔﻮﺭﺩ " ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﻷﺟﻞ ﻣﻔﻮﺿﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻘﻴﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ .. ﺣﺒﻨﺎ ﺳﺮﺍ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺴﺮﻳﺔ ، ﻭﺍﺛﺒﺎﺗﺎ ﻟﺬﻟﻚ
، ﻭﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺤﺮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺳﺄﺩﻋﻮﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ .
ﻭﻗﻄﺐ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ": ﺳﻨﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ " ﺍﻳﺠﻴﻦ " ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ."!
ﻓﺸﻬﻘﺖ ": ﻧﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟ ﻻ .. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺫﻟﻚ . ﺟﺪﺗﻲ ."..
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺟﺪﺗﻬﺎ ،ﻓﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ": ﺍﻧﺖ ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﻲ ﺍﻵﻥ ، ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ، ﻭﺣﺘﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻫﻢ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﺗﻚ
، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻏﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﺍﺑﻘﺎﺀ ﺣﺒﻨﺎ ﺳﺮﺍ . ﺍﺫﺍ ﺷﺌﺖ ، ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻤﺮﺍﻓﻘﺘﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺮﺣﻴﻦ ﻟﻬﺎ .. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ."..
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺑﺬﻋﺮ ﻭﺑﺤﺰﻡ ": ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،
ﻓﺠﺪﺗﻲ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ " ﺑﺎﺙ " ، ﻣﻊ ﺃﺧﺘﻬﺎ ، ﻭﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻼﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ . ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻠﻬﺬﺍ . ﺛﻢ ﺍﻥ ﺟﺪﻙ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺍﻥ ﻳﺘﻜﻬﻦ ﺑﺄﻧﻨﺎ .. ﻟﺴﻨﺎ .. ﻭ .. ."
ـ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻ ﻧﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻜﻬﻦ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ . ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻚ ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺧﻄﻴﺒﺎﻥ
ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﺯﺯ ﻭﺍﺫﺍ ﺍﻧﺖ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻟﻴﻘﺘﻨﻊ ...
ﻭﺻﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ، ﻓﺘﺮﺍﺟﻌﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ
، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ
. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺮﻗﺔ ": ﻫﺬﺍ ﺣﺴﻦ ﺟﺪﺍ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﺍﻟﻌﺬﺭﻱ ،ﻓﺠﺪﻱ ﻟﻴﺲ ﺃﺣﻤﻘﺎ،
ﻭﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺳﻨﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﻤﺎﺛﻠﻪ ﺧﺒﺮﺓ
. ﻓﺄﻧﺎ ، ﻧﺼﻒ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ , ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﻫﻲ ﻣﻴﺰﺓ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ."
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻫﺎﺭﺑﺔ . ﻟﻘﺪ ﺳﺎﺀ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ، ﻋﻤﺎ ﺳﻴﻔﻌﻠﻪ ﺍﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ " ﺧﺒﻴﺮﺓ " ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﻗﺒﻼﺕ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﻌﺎﻧﻘﺎﺕ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ
. ﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻻﺣﺘﺮﺍﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻬﺎ ﻻﻥ ﺳﻠﻮﻛﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺶ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﺮﺭ ﺣﻤﺎﻗﺘﻬﻤﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻪ ": ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،
ﺃﺭﻯ ﺍﻥ ﺗﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻚ ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺳﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻴﻚ ﻭ ﺁﺧﺬﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ . ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺳﺮﻋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﺷﺎﻋﺔ ﺃﻣﺮ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ ."
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ، ﻭﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ
، ﻭﺷﻬﻘﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻆ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻤﻌﺼﻤﻬﺎ ﺍﻟﻬﺶ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ .
ـ ﺁﻩ ، ﻳﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ .
ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻳﺠﺬﺏ ﺑﻬﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ .
ـﺄﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺘﻲ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺪﻙ ﺍﺗﺼﻞ ﻣﺮﺗﻴﻦ .
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ": ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﺠﺪﻱ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﻻ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺂﺧﺬ ﺧﻄﻴﺒﺘﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ."
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻳﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺗﺬﻭﺏ ﺭﻗﺔ ﻭﻋﺎﻃﻔﺔ .
ﺑﺪﺍ ﻓﻌﻼ ﻛﻌﺎﺷﻖ ﻭﻟﻬﺎﻥ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺑﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺼﺪﻗﻪ . ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻ ﻣﺒﺎﺩﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺴﻤﺮﺕ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎ
. ﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .. ﻛﻔﻰ .. ﺣﺬﺭﺕ ﻧﻔﺴﻪ
ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﻫﺰﺗﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻗﺪ ﺻﺪﻡ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺻﺪﻡ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ .
ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺻﻮﺕ ﻣﺨﺘﻨﻖ ﺛﻢ ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺍﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻠﻄﻒ ﻋﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺷﻲﺀ .
ـ ﻻ .. ﻛﻨﺖ ﻓﻘﻂ .. ﻫﻜﺬﺍ .. ﻻ .. ﻻ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ .
ـ ﻫﺬﺍ ﺣﺴﻦ . ﺁﻩ ، ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ . ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺤﺠﺰﻱ ﻣﻘﻌﺪﺍ ﺁﺧﺮﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .. ﻷﺟﻞ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ..
ﻭﺃﺷﺎﺡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ ": ﻛﻢ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺸﻮﻕ ﻷﻗﺪﻣﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺮﺗﻲ ، ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻱ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻭﻻً .. "
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻬﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﻮﻳﻪ ، ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻤﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺍﺣﻨﻬﺎ . ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺪﻑﺀ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻠﺪﻫﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﺗﺠﻒ ، ﻭﺗﺘﺴﺎﺭﻉ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ . ﻭ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺭ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ، ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺷﺨﺼﺎً ﺁﺧﺮ
.. ﺩﺧﻠﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ .. ﺣﻴﺎﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﺮ ..
ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ﻳﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺟﺶ .. " ﺃﻭﻻً ، ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺰﻳﻦ ﺇﺻﺒﻌﻚ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻫﺬﺍ . ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺟﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻙ ﺩﻭﻥ ﺧﺎﺗﻢ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻧﻴﺘﻲ " .
ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺻﻮﺕ ﺷﻬﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻣﺔ . ﻟﻘﺪ ﺇﺩﻋﻰ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺟﻴﺪﺓ ، ﻟﻜﻨﻪ ، ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻨﻘﺼﺜﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍﺫﻫﺎﺑﻨﺎ.ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻬﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ : " ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﺇﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ؟ "
ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﻇﺮﺍً ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻮﻕ : " ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ؟ ﺁﻩ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ، ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻣﻨﺪﻫﺸﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭ ﺧﺎﺋﺐ ﻟﻸﻣﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ " .
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺴﺘﻔﺴﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ ﺷﺎﺭﺣﺎً ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ : " ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻴﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ، ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎًُ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ "
ـ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﻙ .
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻬﺪﻭﺀ : " ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎً " ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻬﺎ ﻋﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ .
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ، ﺗﺒﺎﺩﺭﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﻛﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺪﻩ ، ﻭ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﺟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ
... ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺒﻬﻤﻪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺟﺪﺍً ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ، ﻭ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺇﻳﻤﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺇﺑﻨﺔ ﺃﺥ ﺟﺪﻩ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻛﺄﻧﺪﺭﻳﺲ .
ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً ﻛﻴﻒ ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ، ﺇﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﻳﺪﻫﺎ ، ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺤﻪ ﻟﻬﺎ ، ﻟﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ
- ﺃﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ؟
ﻭ ﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻲ ﺍﺑﺎﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ﻳﻜﺴﻮ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﺯﻣﻼﺋﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ، ﻟﻜﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺟﻴﺪﺍًﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﻂ ﺇﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
، ﻭ ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ؟
ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻟﺮﺋﻴﺴﻬﺎ ": ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺁﺳﻒ ﻷﻥ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺳﺘﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ."
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﺮﻗﺔ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ": ﺃﻟﻢ ﺗﻄﻠﻌﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﻌﺪ ، ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ؟ ."
- ﺃﻩ .. ﻻ .
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .
ﻭ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ : " ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .. ﻻ ﺃﻓﻬﻢ "..
ﻭ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻜﺄﺑﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻢ ﻭ ﺇﻥ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﺡ ، ﻭ ﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﻻً ﺃﺑﺪﺍً ﺧﺪﺍﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺧﻴﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ؟
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﻘﻮﻝ ": ﻻ ﺗﻠﻢ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺨﻄﻰﺀ ﻫﻮ ﺃﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ . ﻟﻘﺪ ﺃﻟﺤﺤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺳﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺇﺳﺘﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﻭ
. ﻟﻢ ﺃﺷﺄ ﺃﻥ ﺗﺘﻬﻢ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀ .. ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺇﺧﺒﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﻏﻮﺭﺩﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺻﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﺾ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ."
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﺎﺳﻜﻴﺎ : " ﻭ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﻴﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎً ."
ﻭﺭﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﻮﺟﻬﺎ
ﻭ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻬﻘﺔ ﺣﺴﺪ ﻣﻦ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ .
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺮﻣﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ، ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺈﺳﺘﻴﺎﺀ : " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ؟ ."
- ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎﺫﺍ ؟
- ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﺎ ﺃﻋﻨﻴﻪ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻘﺎﺅﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ؟
- ﻭ ﺳﺮﺍً ؟
ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺄﻡ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﻄﺒﺎً ﺟﺒﻴﻨﻪ . ﻛﺎﻥ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ، ﻓﺂﻟﻤﻬﺎ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻣﺪﺗﻪ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭ ﺗﻤﻨﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻴﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺭﺗﻴﻼﺡ ﻭ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ . ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ، ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺎ ، ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻮﺛﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
- ﺃﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻫﻮ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻦ ؟
- ﺛﻢ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎً ﻭ ﻣﻀﻴﻔﺎً ": ﻟﻘﺪ ﺣﺠﺰﺕ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﻟﻠﻐﺪﺍﺀ ، ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻠﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺟﻴﺪﺍً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .. ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻥ .. ﺃﻗﻞ ﺟﻮﺩﺓ "
.
- ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻤﻴﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻝ .
- ﺍﺳﻤﻊ ، ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺇﺧﺒﺎﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻠﻄﺔ ، ﺃﻧﺎ ..
- ﺃﻧﺎ ﺃﻭﺍﻓﻘﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻠﻄﺔ .. ﻏﻠﻄﺘﻚ .. ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،
ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻧﺒﻬﻚ ، ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻛﻬﺬﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺪﺓ ﺧﻄﻮﺑﺘﻨﺎ .. ‘ ﺫﺕ ﺃﻧﺖ ﺗﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ..
- ﻭ ﺳﻜﺖ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﺤﻤﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺬﻫﻮﻝ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻧﺎ ﻧﺼﻒ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ، ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎً .. ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ "..
- ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻚ .
ﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ، ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺳﺎﺧﺮﺍً ": ﻃﺒﻌﺎً ﻻ ، ﻷﻧﻚ ﻟﻜﻞ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ، ﺃﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ .. "
ﻭ ﺳﻜﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎﺣﺘﺠﺎﺝ ﺣﺎﺩ ﻭ ﻗﺪ ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻓﺘﻮﻫﺞ ﺍﺣﻤﺮﺍﺭﺕً ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺪﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ .
- ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻲ .
- ﺑﻞ ﻟﺪﻱ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻜﻮﻧﻲ ﺧﻄﻴﺒﻚ .
ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻔﺎً ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻜﺘﻪ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﻤﺴﺢ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻹﺫﻻﻝ ﻋﻦ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺎﺧﺮﺍً ": ﺩﻣﻮﻉ ؟ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﺃﻣﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ! "
ﻛﺎﻧﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ﻓﺎﺿﻄﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﺗﺮﺍﻓﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻠﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ": ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺁﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎً ، ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺟﺎﺋﻌﺔ "
.
ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ": ﻣﺴﺘﺎﺀﺓ؟ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺇﺭﻏﺎﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻞ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺣﺮﻡ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻴﺐ ."
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﺃﺿﺎﻑ ﺑﺒﺮﻭﺩ ": ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺣﻮﺍﻟﻚ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺃﺳﺮﺗﻲ ، ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺟﺪﻱ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻋﺎﺷﻘﺎﻥ ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻋﻨﻚ . ﺯ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻋﻨﻲ "
ﻋﺎﺷﻘﺎﻥ .. ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺠﻬﺪ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺗﺠﺎﻑ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻹﺑﺘﺰﺍﺯﻩ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍً ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻌﺒﺔ ﺣﺴﺐ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻭ ﺇﻻ ﻓﺴﻴﺪﻣﺮﻫﺎ ﻛﻠﻴﺎً . ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ ﺑﻜﺂﺑﺔ ": ﻋﺎﺷﻘﺎﻥ .. ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
"
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻣﺘﻬﻜﻤﺎً " ﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺼﻒ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ ﺑﺄﻥ ﺟﺪﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ .. ﺗﺴﺎﻣﺤﺎً "
- ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺎً ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺇﺑﻨﺔ ﺃﺧﻴﻪ ؟
- ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ .
- ﺃﺛﻴﻨﺎ ، ﺇﺑﻨﺔ ﺃﺧﺒﻪ ، ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺟﺪﻱ ..
ﻭ ﺳﻜﺖ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺠﻔﺎﺀ " ﺇﻥ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﺟﺪﻱ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ "
- ﻫﻞ ﻗﻠﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺭﻣﻠﺔ ؟
ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ، ﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﺗﻈﻨﻬﺎ ﺷﺎﺑﺔ . ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻬﺎ ﻗﻂ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎً – ﻧﻌﻢ ، ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻭ ﺃﻡ ﻻﺑﻨﺘﻴﻦ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻴﻦ .
- ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﺎﻥ !
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺷﺮﻳﻦ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔً ﺗﻘﺮﺑﻴﺎً
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺴﺐ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻣﻦ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ، ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻣﺮﻏﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺫﻟﻚ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻫﻲ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﻴﻨﺎ .
- ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ، ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻬﻲ ﺗﻤﻀﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻭ ﺑﺎﺭﻳﺲ ، ﻭ ﺗﻤﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮﺓ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﻳﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﺷﺤﻦ ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ .
- ﺷﺮﻛﺔ ﺷﺤﻦ ، ﻭ ﺳﻠﺴﺔ ﻓﻨﺎﺩﻕ . ﻻ ﻋﺠﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻬﻒ ﺟﺪ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻟﻴﺰﻭﺟﻬﺎ ﺑﻪ ، ﻭ ﺣﻴﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﺟﺪﻩ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﻟﻺﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ .
ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺗﻜﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻪ ، ﻓﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺠﺮﺍﺀﺓ ": ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺑﻴﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺜﻠﻚ "
- ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺑﻴﻊ ﻧﻔﺴﻲ
ﺃﻧﻜﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﺓ ، ﺛﻢ ﻗﻄﺒﺖ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺣﺎﻣﻼً ﻃﺒﻘﻲ ﻃﻌﺎﻡ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﺬﻳﺬﺓ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻌﻬﻤﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻤﺎ ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ : " ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻃﻌﺎﻣﺎً "
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ": ﻻ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺇﺣﺪﻯ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺟﻠﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻛﺎﻷﺭﺍﻧﺐ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ . ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﺣﺎً ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺿﺮﺏ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺨﻄﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺠﻮﻳﻌﻬﺎ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺗﻤﺮﺩ " ﺿﺮﺏ .. "
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻜﺘﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺄﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻴﻈﻬﺎ .
- ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﻌﻠﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ، ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺧﻀﺎﻋﻬﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻦ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﻴﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
.
ﺍﺭﺗﺠﻔﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﻣﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺤﺲ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ؟ ﻭ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ؟
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺄﻛﻞ ﻟﻜﻲ ﺗﻠﻬﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﺸﺊﺀ ﺁﺧﺮ ، ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺤﺴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻘﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺄﻛﻞ . ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍً ﻟﻘﺎﻝ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺧﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻱ
ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ، ﻭ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻤﺜﻴﻞ ، ﻭ ﺇﻻ .. ﻭ ﺇﻻ ﻣﺎﺫﺍ ؟ ﻭ ﺇﻻ ﻻﻧﺪﻓﻊ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻭ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ، ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻬﺎ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ : " ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻨﻌﻲ ﺟﺪﻱ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ "
ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺗﻪ ، ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺬﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﺟﺪﻩ ، ﻣﻀﻴﻔﺎً : " ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺃﻥ ﺻﺤﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻧﺼﺤﻮﻩ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻨﺎﺩﺍً ﻭ ﺗﺼﻤﻴﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺭﺅﻳﺔﻷﺣﻔﺎﺩﻩ ، ﺃﻱ ﺃﻭﻻﺩﻱ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯﺍً ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ "
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﻄﺎﻃﺔ ، ﻓﻌﻠﻘﺖ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ : " ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﺑﺘﺰﺍﺯ ﻋﻴﺐ ﻣﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺗﻜﻢ "
ﻓﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ : " ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺳﺘﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﺳﺘﻔﺴﺦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ . ﻭ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ،
ﺃﻛﻮﻥ ﻛﺴﺒﺖ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺛﻴﻨﺎ ، ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻗﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﺪﻱ "
- ﻭ ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ؟
- ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ، ، ﻋﻠﻲ ﺇﺫﺍً ﺗﺄﺟﻴﻞ ﻓﺴﺦ ﺧﻄﻮﺑﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺟﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻗﻨﻊ ﺑﻬﺎ ﺟﺪﻱ ﺑﺄﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﻬﺎ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﻟﻪ .
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻭ ﻫﻲ ﻣﺠﻔﻠﺔ ": ﺍﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﺑﺪﺍً ؟ "
ﻓﺄﺟﺎﺏ ": ﺣﺴﻨﺎ ً ، ﻓﻠﻨﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻪ ﻭﻭﺩﻱ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻟﻲ ﺍﻵﻥ . ﺍﻟﺤﺐ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻭ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺗﻬﻢ . ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ."
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ": ﺃﺑﻲ ﺃﺣﺐ ﺃﻣﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﻫﺮﺑﺎ ﻣﻌﺎً "
ﻭ ﺇﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ": ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻏﻠﻄﺔ .
ﻓﻘﺪ ﺗﻼﺷﻰ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺗﻲ . ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻟﺸﻌﺮ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ، ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺠﺒﻪ
، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻭﻟﺪﺍً "
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ : " ﻭ ﻫﻞ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻚ ؟ "
- ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻲ ، ﻓﻠﻮﻻ ﺟﺪﺗﻲ ﻻﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺃﺧﺬ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﺘﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺈﺗﺰﺍﻥ ، ﺃﺗﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺴﻜﻌﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ؟ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻴﻬﺎ ؟ﻭ ﺿﺎﻳﻘﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻬﺎ ﻟﻴﺒﺮﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ . ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻟﻬﺎ ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﺭﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻪ
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻝ ﺑﺠﻔﺎﺀ " ﺣﺴﻨﺎً ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺫﻫﺎﺑﻨﺎ.يتبع
آسفة للتأخير
10 فوت و 10 تعليق لأكمل الباقي