ﺭﺃﻯ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺈﻧﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻒ ، ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺈﻧﺔ ،
ﺭﺑﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻼﻛﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻩ ﻭﺃﺛﻴﻨﺎ ،
ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻻﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ،
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻤﺪ ﺗﺮﻙ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
ﺗﺼﻠﺒﺖ ﻗﺴﻤﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﻹﻏﻮﺍﺋﻪ ﻭﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺈﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،
ﻟﺬﺍ ﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ .
ﻗﻄﺐ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﻔﺤﺺ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ . ﺃﺩﺍﺭﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺈﻧﻌﻜﺴﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺘﻴﻦ ﺍﻟﻼﻣﻌﺘﻴﻦ .
ﺗﻨﻔﺲ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺑﻌﻤﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﺑﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ؟
ﻛﺎﻥ ﻏﺮﺿﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺟﺪﺍ ﺑﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﺗﻠﻚ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻀﺤﻚ ﻻ ﺇﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ..
ﻓﻲ ﻣﺎﺫﺍ؟
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ .. ؟
ﻭﺗﻤﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ .
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻃﺒﻌﺎ ! ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻨﺄﺗﻬﺎ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻹﻧﺴﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺒﻜﺮﺓ .
ﻭﻧﻈﺮ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻍ ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺤﻠﺘﻴﻦ ﺑﺈﻓﺮﺍﻁ ،
ﺭﺁﻫﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻃﻘﻤﺎ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭﺓ ..
ﻭﻟﻔﺖ ﺃﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺳﺎﻗﺎﻫﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺘﺈﻥ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺗﺈﻥ ﺑﺠﻮﺭﺑﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﻴﻦ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ ﺷﻔﺎﻓﻴﻦ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻨﻮﺭﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ .. ﺟﺪﺍ !
ﻗﻄﺒﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺪﻯ ﻗﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻏﻤﺘﻬﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﺼﺮ ﻟﺘﻘﺼﻴﺮﻫﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﺠﺪ ﻣﺎﺭﻙ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ .
ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﺗﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ،
ﻓﺄﺧﺬﺕ ، ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ، ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺄﻭﻝ ﺍﻷﺯﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﻮﻛﺔ .
ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺇﻧﺪﺭﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ . ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻠﻔﺖ ﺍﻵﻧﻈﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ..
ﻭﺍﻛﺘﺸﻒ ﺇﻧﺪﺭﺱ ﺇﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻨﺈﻧﻪ ،
ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻋﻨﻬﺎ .
ﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﺛﻢ ﺟﻤﺪﺕ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺒﻜﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ .
ﺃﺧﺬ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ، ﻭﺟﻒ ﺭﻳﻘﻬﺎ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧﺒﺬﺕ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻴﻐﻦ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ .. ﻣﻌﺘﺒﺮﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻫﺬﻳﺈﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ .
ﺭﺍﺋﻊ .. ﺧﻼﺏ .. ﻭﺳﻴﻢ .. ﺟﺬﺍﺏ ..
ﻭﻫﻮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻻﺑﺴﺎ ﻗﻤﻴﺼﺎ ﺃﺯﺭﻕ ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻴﻐﻦ ﻣﻊ ﻟﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ .
ﺣﺴﻨﺎ .. ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺑﺈﻥ ﻣﻴﻐﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﻪ ..
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺇﺫﻥ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻴﻐﻦ ، ﻻ ﺑﺪ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ،
ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﺳﻮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ،
ﻻ ﻋﺠﺐ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﻟﻬﺎ ..
ﻓﺮﺟﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻣﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺇﻥ ﺗﻼﺣﻘﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ .
ﺇﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻔﻴﺾ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺻﻌﻖ ﺫﻟﻚ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻔﺤﺼﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻋﺈﻥ ﻣﺎ ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﻭﺍﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ..
ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ؟
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺗﺒﺪﺩﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺸﺈﻥ ﻣﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ .
ﺣﺴﻨﺎ .. ﻟﻘﺪ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻥ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻣﻴﻐﻦ ﻭ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻪ ﺻﺎﺋﺒﺔ ،
ﻓﻤﻴﻐﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺪﺭ ﺭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ .
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃ ﻥ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺇﻥ ﻣﻴﻐﻦ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﻤﺎﺭﻙ
ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻬﺎ ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﻴﻪ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ، ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﺑﺸﻤﻮﺥ ﻫﺎﺩﺉ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ، ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻼﺣﻈﻬﺎ .
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﻄﻂ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺴﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻷﺯﺭﺍﺭ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻓﺄﺛﻴﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ !
ـ ﺁﻩ ، ﺇﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ .
==================
ﺍﻋﺘﺬﺭﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﺈﻧﺐ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ، ﺛﻢ ﺗﻌﺜﺮﺕ ( ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ) ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻓﺎﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﺛﻢ ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺠﺈﻧﺒﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺼﻒ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺳﺎﺣﺮﺓ ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻥ ﻳﺸﻢ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ..
ﻭﻛﺎﻻﺣﻤﻖ ﺃﺧﺬ ﻫﻮ ﻳﺘﻨﺸﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺴﻜﺮﻩ .. ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ .. ﻟﻬﺎ ..
ﺃﺭﻏﻢ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺩﺣﻤﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ": ﺁﺳﻒ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺃﻋﺮﻓﻚ ؟ "
ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺎﺀ ﻳﻘﻤﻦ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ .. ﺃﻱ ﺷﻲﺀ .. ﻭﻣﻊ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ . ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ .
ﻟﻜﻦ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺍﻵﻥ ، ﻭﺇﻧﻔﺮﺟﺖ ﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺘﺈﻥ ﺑﺈﻓﺮﺍﻁ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﺩﺭﻙ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺮﻏﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻤﺘﻢ :
" ﺁﻩ ﻻ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ، ﺃﻧﺖ ﻻ ..
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺭﺟﻮ ﺇﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ﺣﺎﻻ .
ﺃﺣﺴﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻟﺨﻔﻮﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﺞ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ .
ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻗﻂ ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺫﻟﻚ .
ﺛﻢ ﺃﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺈﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺪ ﺳﻠﻔﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻔﺮﺝ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ، ﺭﺍﺟﻴﺔ ﺇﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻐﺮﻳﺔ ﻭﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺮﺭﺕ ﻟﺴﺈﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﺻﺎﺣﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ :
" ﺭﺑﺎﻩ ، ﻣﺎ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺬﺍﻕ ﺣﻤﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ .. ﻫﺬﻩ ."
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺪﻟﻊ :
" ﺃﻟﻦ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺷﺮﺍﺑﺎ؟ ."
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﺨﻔﻖ ﺑﺄﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﺁﻣﻠﺔ ﺇﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ،
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻧﺎﻋﻢ :
" ﺃﺣﺐ ﻟﻮﻥ ﻗﻤﻴﺼﻚ ."
ﻭﻣﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻀﻴﻔﺔ :
" ﺇﻧﻪ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﻟﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻚ ."
ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻇﻨﻚ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺇﻧﻚ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻌﻤﻰ ﺍﻷﻟﻮﺇﻥ .. ﻹﻥ ﻋﻴﻨﻲ ﺭﻣﺎﺩﻳﺘﺈﻥ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎﺏ .
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺸﻌﺮﻩ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ،
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺮﺷﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮ ﺑﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﻧﺤﻮﻫﺎ ،
ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻫﻮ ؟
ﻫﻞ ﻫﻮ ﻏﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ؟
ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻪ ﺇﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺟﻼ .. ﺭﺟﻼ ﻧﺎﺿﺠﺎ .. ﻣﺤﻨﻜﺎ ﺧﺒﻴﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ..
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻳﻘﺎﻋﻪ ﻓﻴﻬﺎ ..
ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ..
ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﻮﻯ ﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺸﻌﺮ ﺑﺪﻓﺌﻬﺎ ..
ﻭﻟﻴﺴﻤﻌﻬﺎ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭﻟﻴﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ .
ـ ﺍﺳﻤﻌﻲ ، ﺃﻧﺖ ﺗﻘﺘﺮﻓﻴﻦ ﻏﻠﻄﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﺓ ، ﻣﻘﺎﻃﻌﺎ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻨﻬﺎ .
ـ ﺁﻩ ، ﻻ .
ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ ،
ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺇﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻐﻦ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻥ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻬﺎ ﻭ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻪ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﺭﻓﺾ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
" ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺇﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻠﻄﺔ ﺃﺑﺪﺍ ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻱ ﺍﻣﺮﺃﺓ "..
ﺃﺧﺬ ﺃﻧﺪﺭﻳﺲ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﺒﻼﻫﺔ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﻦ ،
ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﺷﻤﺌﺰﺍﺯﻩ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻻﻧﺠﺬﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﻬﺬﻩ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ؟
ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .
ـ ﺇﻧﺎ ﺁﺳﻒ ، ﺇﻧﻚ ﺗﻀﻴﻌﻴﻦ ﻭﻗﺘﻚ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺑﺼﻮﺕ ﺭﻗﻴﻖ ﻣﺨﺎﺩﻉ
" ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻣﺜﻠﻚ ،ﻫﻮ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﺗﺬﻫﺒﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ .
ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻘﺒﻼ ﻣﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻌﺮﺿﻴﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ ؟ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ،
ﻟﻘﺪ ﻧﺒﺬﻫﺎ .. ﺇﻧﻪ .....
ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ . ﺇﻧﻪ ..
ﻟﻘﺪ ﺍﺛﺒﺖ ﺇﻧﻪ ﻣﺨﻠﺺ ﻟﻤﻴﻐﻦ . ﻭﻧﻈﺮ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ. ﻣﺴﺤﺖ ﺣﻤﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻋﺒﺴﺖ ﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻫﺎ .
ـ ﺃﻫﻼ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ , ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺇﻥ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻟﻚ ﺷﺮﺍﺑﺎ ؟
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﺎﻓﻴﺔ ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻖ ﻫﺎ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻧﺔ ،
ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ،
ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺃﻗﻔﻠﺖ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ،
ﻭﻣﺴﺤﺖ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﺮﺝ ﻭﺍﻟﻜﺤﻞ
ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻇﻞ ﺧﻔﻴﻒ ﻟﻠﻌﻴﻨﻴﻦ
ﻭﺣﻤﺮﺓ ﺷﻔﺎﻩ ﻧﺎﻋﻤﺔ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﺯ ،
ﻭﺭﺑﻄﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﺪﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ .
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺇﻥ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺩﺧﻠﺖ ، ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺑﻠﻬﻔﺔ :
" ﺣﺴﻨﺎ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺼﻞ ؟ "
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﺰ ﺭﺃﺳﻬﺎ :
" ﻻ ﺷﻲﺀ ، ﻟﻘﺪ ﻧﺒﺬﻧﻲ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ."
ـ ﻣﺎﺫﺍ؟
ـ ﻟﻮﺭﻳﻦ ، ﺣﺬﺍﺭ ..
ﻫﺘﻔﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻣﺤﺬﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻧﻈﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺈﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﺺ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﻻ ﺑﺪ ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺒﺬﻟﻲ ﺟﻬﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ."
ـ ﺃﺅﻛﺪ ﻟﻚ ﺇﻧﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻱ ."
ـ ﻫﻞ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻣﻴﻐﻦ ؟
.. ﻫﻞ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﺧﺮﻯ ؟
ﻓﻬﺰﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺭﺃﺳﻬﺎ :
" ﻻ ! ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺅﻛﺪ ﻟﻚ ﺇﻧﻪ ﺃﻭﺿﺢ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻲ . ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ "..
ﻭﺳﻜﺘﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻮﻉ ﻧﻈﺮﺓ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻴﻐﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ .
ﻭﻟﺴﺒﺐ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻢ ﺗﺸﺄ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﻏﻀﺒﺎ .
ـ ﺃﻳﻦ ﻣﻴﻐﻦ ؟
ـ ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ، ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺇﺿﺎﻓﻲ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻲ ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻨﺎ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻧﺠﺘﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ .
ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻲ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ .
ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺇﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺸﻌﻮﺭ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻵﻥ ،
ﻟﻜﻦ ﻣﻴﻐﻦ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻣﺨﻠﺺ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻨﻬﺎ .
ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻣﺎﺭﻙ .. ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻴﻐﻦ .. ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﺛﻘﻞ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻟﻬﺎ ؟
ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﻴﻐﻦ ؟
ﻻ .. ﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ..
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﺪﺍ .
ـ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﺇﻧﻚ ﺑﺬﻟﺖ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻙ؟
ـ ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﻗﻮﻟﻪ ، ﻭﺗﺼﺮﻓﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﻠﻴﺖ ﻋﻠﻲ .
ـ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ؟
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺇﻥ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺼﺪﻗﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ :
" ﺁﻩ ، ﻟﻘﺪ ﺃﺑﺪﻯ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ .. "
ﻭﺳﻜﺘﺖ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻔﺘﻮﺭ :
" ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻲ ، ﻳﺎ ﻟﻮﺭﻳﻦ ، ﻻ ﺑﺪ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻴﻐﻦ ﺣﻘﺎ ."
ـ ﻧﻌﻢ ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺣﻘﺎ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺘﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻣﻴﻐﻦ ، ﺭﺃﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﻣﺮﻛﻮﻧﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،
ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻵﻧﻘﺒﺎﺽ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺮ .
ﻣﻴﻐﻦ ﻭﻣﺎﺭﻙ .. ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺈﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻢ ،
ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻭﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ..
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺭﺟﻼ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺇﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺏ ﺃﺳﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﺎﺭﻙ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻴﻐﻦ ،
ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭﻫﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ .
ﺃﺟﻔﻠﺖ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ؟
ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻮ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻴﻐﻦ .. ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ .. ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ﻭﺻﺤﺔ ﺟﺪﺗﻬﺎ .
ﻳﺒﺪﻭ ﺇﻥ ﻣﻴﻐﻦ ﺭﺃﺗﻬﻤﺎ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﺘﻬﻠﻞ ﺳﺮﻭﺭﺍ ،
ﻓﺒﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﻤﻴﻖ ": ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ ﻳﺎ ﻣﻴﻐﻦ ﻓﻤﺎﺭﻙ ﻟﻢ "..
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﻣﻴﻐﻦ :
" ﺃﻋﺮﻑ ، ﺃﻋﺮﻑ ، ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺮﺇﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،
ﻭﻗﺪ ﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﺁﻩ ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺘﻮﻫﺔ ..
ﺁﻩ ﻳﺎ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺸﻮﻗﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﺒﻴﺔ ..
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺣﺠﺰ ﻣﺎﺭﻙ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ..
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺎﺹ ﺑﺄﺟﺎﺯﺍﺕ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ .
ﺇﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ ﻹﺿﺎﻋﺔ ﺳﻬﺮﺗﻚ ﺳﺪﻯ ،
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻚ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ .
ﻇﻨﻨﺖ ﺇﻧﻚ ﺟﺌﺖ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻈﺖ ﻏﻴﺎﺏ ﻣﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺈﻧﺔ ..
ﻭﺳﻜﺘﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻭ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﻤﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩﺓ ﻭﻣﺘﻌﺠﺒﺔ :
" ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ؟ "
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺗﺴﺄﻝ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ :
" ﻟﻜﻨﻚ ﻗﻠﺖ ﺇﻧﻚ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺇﻟﻴﻪ ."
ﻓﺄﺻﺮﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
" ﻧﻌﻢ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﻟﻨﺎ، ﻳﺎ ﻣﻴﻐﻦ "..
ﻭﺳﻜﺘﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺰﺕ ﻣﻴﻐﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﺰﻡ :
" ﻻ ، ﺇﻥ ﻣﺎﺭﻙ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ .
ﺷﻌﺮ ﺑﻤﺪﻯ ﻛﺪﺭﻱ ﻭﻏﻀﺒﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ "
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺸﻐﻒ ﻭﻓﺮﺡ ، ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺭﻳﻦ :
" ﻭﻗﺒﻞ ﺇﻥ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻛﻠﻤﺔ ، ﺳﻴﺪﻓﻊ ﻣﺎﺭﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ "
ﺍﺗﻜﺄﺕ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺑﻀﻌﻒ ،
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ :
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺩﻓﺘﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﺭﻙ ،
ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ؟
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺷﺤﻮﺏ ﻭﺟﻬﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ..
ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻛﻠﻴﺎ ..
ﺭﺟﻞ ﻫﻮ ..
ﻭﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺎﻟﻐﺜﻴﺈﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ،
ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ،
ﺛﻢ ﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻹﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎ ..
ﻓﻬﻲ ﻟﻦ ﺗﻀﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ،
ﺛﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻴﻐﻦ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻘﻠﻖ :
" ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ،ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺇﻧﻚ ﺑﺨﻴﺮ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ؟ "
ـ ﻻ ﺷﻲﺀ .
ﻟﻜﻦ ﻟﻮﺭﻳﻦ ﺗﻜﻬﻨﺖ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺳﺎﺳﻜﻴﺎ ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﺑﺤﺪﺓ :
" ﺣﺴﻨﺎ ،
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﺭﻙ ، ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ؟ "
ـ ﻧﻌﻢ ، ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﻜﻮﻥ ؟