"Rain"

233 13 0
                                    

Goodbye
Goodbye
Goodbye my love
..
فتحت عينيها على صوت الرعد في الخارج .. يبدو ان الجميع نائمون ..نظرت الى ساعتها ووجدتها تشير الى 2:30 صباحا ..
نهضت عن السرير وهي تتذكر الصوت الذي كان يغني في منامها .. اجل هذا ليس غريبا ان تحلم بهذا مجددا بعد غناء دارك لنفس الأغنية .. 

نهضت عن السرير وانزلت قدميها بنعاس الى الأرض الباردة .. فركت عينيها وهي تنزل الدرج الى المطبخ ..
لم تنتبه ان دارك كان نائما على الأريكة البيضاء في غرفة الجلوس بجانب المطبخ ..

فتحت الثلاجة وهي ما تزال تحت تأثير النعاس ..
ضربت رأسها بخفة لتستيقظ : لا يوجد عصير فراولة ما الذي توقعته؟..

اتجهت نحو الاريكة بنعاس فهي كسولة جدا على الصعود مجددا الى غرفتها .. فتحت عينيها بدهشة وهي ترا الآخر نائما بعمق عليها ..
لم تنتبه ان رين استيقظ ايضا وكان قد وصل الى غرفة الجلوس للتو ..
..
قالت بهمس : لما تنام هنا ؟..
اجابها وهو تحت تأثير النوم ..
: لأن رين قاسٍ جدا ..
:وما دخل رين ؟.. هل ستجعله المذنب ايضا ..
عقد حاجبيه بانزعاج : لأنه ..تغير
عم الصمت بعدها .. بقي رين يراقبهما بدهشة بينما بقيت الاخرى تنظر اليه وتفكر بكلامه ..
مدت اناملها الناعمة لتبعد شعره عن عينيه تحت انظار رين المصدومة من حركتها
همست : وهل تعتقد مجددا أنه بسببي ؟..
تنهد وتكلم بصوت مبحوح : انا متعب حقا ..
لمع ذلك البرق محدثا نورا قويا في تلك الغرفة المظلمة .. تلاه صوت رعد قوي جدا استيقظ بسببه دارك بفزع وهو يتنفس بسرعة
جلس وهو يرفع شعره الناعم عن وجهه المتعرق ..
ببرود : هل رأيت كابوسا ..؟
التفت بفزع اكبر وهو يراها تقف بجانبه : متى اتيتي ؟!..
نظرت نحو المطر في الخارج : الآن ..
انتظم تنفسه قليلا : ولما ؟..
اعادت نظرها اليه : لأنقذك من كابوسك المرعب ..
تمتم بصوت ناعس : والذي هو انتي ..
ابتسمت لأنها سمعت كلامه .. هكذا اذا تبدو له ككابوس مرعب
ابعدته عن قليلا وهي تكور نفسها على جزء من الأريكة
: اذا ابتعد ودع كابوسك ينام قليلا ..
دهش من حركتها : ولما لا تنامين في غرفتك ؟..
فتحت عينيها بعد ان رمشت بنعاس : لانني كسولة جدا على الصعود الى الأعلى ولا يوجد اي احد يحملني اليها ..
رد عليها : اذا ماذا عن الأريكة الأخرى ؟..
نظرت الى الأريكة الأخرى : رين مختبئ خلفها وهذا مخيف
فتح عينيه بدهشة وهو ينظر الى رين الذي خرج فجأة من خلف الأريكة وهو يحك رأسه بارتباك ..
راقبت نظرات الاثنين الشاردة ..
تمتمت: هل هو شجار الأحبة ام ماذا ؟..
رين بصوت منخفض : لما تنام في الأسفل ستمرض ..
ابعد دارك نظره عنه بغضب : لن افعل ..
تنهد الآخر : لا تكن عنيدا هيا ..
نظر دارك فجأة نحو عينيه بحدة : لتأخذها من هنا وسأكون بخير ..
كان يقصد بيلا بكلامه .. هي شعرت بحقد كبير في كلامه
نظرت نحو رين الذي نظر اليها : ما اللعنة هل تشاجرتما بسببي ؟!
تنهد كلاهما بقوة ..
بعثرت شعرها بغضب : هذا يكفي حقا !.. انتما تشعرانني بأنني لعنة حلت عليكما
نظر الاثنان اليها بصدمة وهما يسمعان كلامها
نهضت بغضب وهي تأخذ هاتفها ودون ان تنظر اليهما خرجت من المنزل في هذا الجو الماطر
نظر رين نحو دارك المصدوم : هل كان من الضروري ان تزعجها بكلامك ؟!
دارك صرخ في وجهه بغضب : اليس هذا خطأك منذ البداية ؟!..
نهض دارك بسرعة وخرج مع رين للحاق بها وهم يدعون في داخلهم بأن لاتكون قد ابتعدت ..
توقف الاثنان بدهشة وهم يرونها قريبة من المنزل امام الشاطئ وهي تضع قدميها الحافيتين في الماء البارد ..
همس دارك بدهشة : بحق الله الذي تفعله بهذا الجو ؟!..
رين تنهد : حقا انا لا استطيع معرفة ما تفكر به ..
مشى رين نحوها فنظر اليه دارك ولحق به بغضب
وقف بجانبها ونظر اليها بهدوء .. يراقب خصلات شعرها المبللة وبيجامتها القصيرة التي غرقت تماما بالماء ..
همس : ستمرضين
دون ان تنظر اليه : ليس من شأنك..
تنهد الآخر بقوه وهو ينظر الى البحر :انتي اعند منه حتى
وقف دارك على يسارها : بما تفكرين بحق الله ؟..
وتكررت اجابتها دون ان تنظر للآخر
: لا شأن لك ..
ضحك بسخرية : ههه .. رد متوقع
نظر للبحر لدقائق.. اخفض رأسه بخفة .. لن يلحظ احدهم ان بكى الآن ..
لن يلحظه اي احد اذا تساقطت  دموعه بهدوء تحت المطر
ولكنه لن يفعل
لن يسمح لحزنه بأن يغلبه
لم ينتبه انها كانت تراقبه بعينيها .. بدا حزينا جدا لها وهذا جعلها تحزن اكثر بلا سبب محدد ..

رفع رأسه الى الأعلى وتنهد والمطر كان يهطل بقوة .. هل تلك دموع ؟.. رأت عيناه تلمعان .. التفتت نحو رين الذي كان مخفضا لرأسه بتعب ..
قلقت لرؤيتها كلاهما بهذا المنظر .. تظاهرت بالبرود وهي تلتفت لتعود الى المنزل .. تعرف بأنهما سيتبعانها فورا وهذا ما فعلاه ..
عطس رين بخفة وهو يبحث عن بعض المناشف في الخزانة الموجودة بجانب الباب
عطس مجددا مما أثار قلق دارك
: مازالت مناعتك ضعيفة ..!
لم يهتم لكلامه وهو يبحث اكثر شعر بيدين صغيرتين تضع منشفة على كتفيه .. التفت ليرى بيلا تفعل المثل لدارك الذي كان ينظر بعيدا بغضب .. مازال غاضبا منها هذا ما يظنه رين
..
بينما الآخر كان يظن انه غاضب ولكن هذا اشعره بالدفء حقا ..
تنهدت ببرود : انا لم اطلب منكما ان تمرضا بسببي
دارك : هل تظنين اننا نفعل هذا لأجلك ؟!.. هذا مضحك
اجابته بحدة :اذا لما خرجت في المطر وانت تعرف ان مناعة هذا الأحمق ضعيفة ؟!
صمت بانزعاج وابعد نظره عنها مجددا .. انها محقة هو يعلم ذلك بالفعل
ابتسم رين بخفة وهو يراقبها : ياا .. لا تقلقا بشأني انا لن امرض
 
وفي نفس الدقيقة قال كلاهما : وكأنني اصدق !
دهش رين لردة فعلهما وصدم كلاهما وهما يتبادلان النظرات

دارك بهمس يشد منشفته اكثر : انتي مخيفة حقا ..
صرفت نظرها بيأس وتنهدت وهو مازال يراقبها كأنه طفل

ضحك رين بقوة مما افزعهما ولكن سرعان ما ابتسموا على ضحكته ..
رين يمسح دموعه : هههههه! .. لقد تحسن مزاجي حقا
بيلا بهمس : من دواع سروري .. سنتشاجر كل دقيقة لأجل مزاجك عزيزي رين !
ضحك دارك بقوة وهو يسمع كلامها ونظر لرين وهو يهز رأسه بأسف
تنهدت : اه.. حقا انتما غريبان جدا ..
حضنها رين بدفئ وهي يهمس في اذنها : ياا انا مدين لك .. شكرا بيلا ..
ابتسمت وهي تسمعه وبادلته الحضن .. بينما شعر الثالث بأنه يحترق من الغيرة فحشر نفسه بينهما وحضن رين بقوة
ضحك رين بخفة : طفل ..
دارك بغضب : اخرس ارجوك ..
..
صعد دارك الدرج وهي يتثائب : سأنام للأبد حقا..
رمشت عدة مرات وهي تسمعه .. هي فقط من تقول ذلك لما يقلدها الان ؟!..
التفتت بخفة وهي تراقب الآخر الذي كان يراقب المطر .. بدا وحيدا جدا وهو غارق بتفكيره امام تلك النافذة .. لم ترد ازعاجه .. بل الأصح القول بأنها كانت منعسة بشدة .. حتى انها لم تستطع تمييز ان كان هذا حلما ام لا .. صعدت بكسل شديد الى الأعلى وهي تتبع دارك .. لم تدرك بأن غرفتها كانت في الاتجاه الاخر .. دخلت بعده التفت وهو ينظر اليها باستغراب .. اتجهت نحو سريره ونامت عله فورا .. بقي يراقبها باستغراب ونعاس .. لم يشعر بنفسه وهو يتجه نحو سرير رين ويدفن نفسه تحت غطائه .. نام كلاهما متناسيين رين الذي بقي في الأسفل ..
امسك بتلك السيجارة وأشعلها وهو يضعها في فمه .. نفث دخانها بهدوء .. فكر بينه وبين نفسه .. لن يصدق اي احد نفسه اذا رآه بهذا الشكل ..
"لأنه رين "..

انا اسوأ مما ترى .. وأكثر براءة مما تظن ..!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن