.. لقد مضت ثلاثة ايام ودارك لم يأتي الى المدرسة .. علمنا فيما بعد انه سافر ليكمل دراسته في الخارج .. انا متأكدة بأن والده اجبره ليفعل هذا لأنه لم يكن ليتركنا فنحن اعز اصدقائه .. سيعود يوما ما اليس كذلك ؟.. تنهدت وانا اراقب الفتيان يلعبون كرة السلة .. اخرجت تلك اللاصقة الطبية من جيبي وتأملتها وانا اتذكر تلك الفتاة .. انا لم اراها مجددا لأعتذر منها .. اردت ان اعطيها هذه واشكرها بشأن حلوى الفراولة لقد اعجبتني على غير العادة ..
التفتت باستغراب لأجد ماكس يتذمر .. ما الأمر لما هو منزعج لهذه الدرجة ؟.. رأيت فتاة غريبة تقف امام شيئ يبدو وكأنه كرة ممزقة .. هل هي من فعلت ذلك ؟..اقترب ماكس منها اكثر وهو يسألها بانزعاج طفولي
: لما مزقتي كرتي ايتها الشريرة ؟!..
عقدت حاجبيها بطفولية :انا لم امزقها انظر انه غصن الشجرة الموجود على الأرض !
رفع ماكس الغصن عن الارض بعدم تصديق : لنه ليس حاداًّ ليمزقها !
قالت بقلق : ستجرح يدك انتبه !..
ولكن يبدو ان الأوان قد فات بالفعل .. جرحت يده جرحا كبيرا بعض الشيء بسبب عدم مبالاته وغباءه ..
ادركت وانا اتقدم منهم بفضول انها نفس الفتاة الغريبة
قلت بدون تفكير : انها انتي !..
التفتت الاخرى نحوي باستغراب ويبدو انها تذكرتني فورا فهذا ما بدى على وجهها البريء
: سي؟!..
لقد كان هذا مرفرفا لأنها تذكرت اسمي .. انا اقدر هذا كثيرا لأنني لم املك سوى اصدقاء طفولتي بسبب انني انطوائية جدا .. اواجه صعوبة في التحدث مع الآخرين ..
اقتربت مني وهي تبتسم وقالت : انتي رائعة حقا !..
لم افهم ما قالت حتى شعرت بيدها تسحب تلك اللاصقة الطبية من بين يدي وتضعها بحذر على اصبع ماكس المجروحة .. كان ماكس ساكنا ببرائة وهو يراقبها تقوم بذلك .. انتهت من ذلك ورفعت له ابهامها وضحكت بعبث لتظهر تلك الغمازات الساحرة على وجنتيها ..
قالت بحماس : انت بخير الآن عليك ان تشكر سي !..
التفت كلاهما نحوي وشكرني ماكس بخجل وهو يحاول تفادي نظراتها
التفتت لتذهب ولكنني تشجعت هذه المرة وامسكت يدها بكلتا يدي بخجل
: انتظري !..
التفتت الي باستغراب : ماذا ؟..
بقيت احدق بقدمي بإحراج .. لما فعلت هذا ؟اتمنى لو انني لم افعل !
هذا محرج جدا ..
بقيت تحدق بي ببراءة .. ضحكت بخفة فرفعت عيني لأنظر اليها باستغراب : لما تضحكين ؟..
اجابت وهي تميك ببطنها بألم من الضحك : انتي لطيفة جدا تبدين كحبة الطماطم !هههههههه
اجل .. هذا لقبي فتاة الطماطم ..لأنني احرج بلا سبب مقنع ويحمر وجهي كاملا ايضا !
قاطع افكاري صوتها وهي تتذمر : الن تخبريني ماذا تريدين اريد الذهاب للعب !..
قلت بحروف متقطعة : ما اسـ مك؟!..
اشعر بأن وجنتاي تحترقان ويبدو مظهري غريبا على الأرجح !
اجابت بهدوء: بيلا ..
....
مازلت اذكر كيف اصبحت صديقة لماكس والبقية بسرعة وكنت اشعر ببعض الغيرة لأنها تمتلك شخصية مرحة وتجيد لعب كرة السلة وكرة القدم .. هي تحب اللعب مع الجميع والجميع يحبونها !.. انا اشعر بالغيرة منها حقا ..!
في يوم من الأيام اتت الى المدرسة وشعرها منكوش ومبعثر .. وكانت تتثاءب .. بدت كأنها اكثر طفلة كسولة في العالم
وضعت رأسها على طاولتها التي كانت امام طاولتي .. ودخل معلم الرسم بعدها وهو يبتسم بلطف ويثني على رسوماتنا التي رسمناها الاسبوع الماضي وبدأ بتوزيعها علينا .. وصل الى طاولتها ووضع لوحتها عليها وطرق طاولتها بلطف
:بيلا كانت لوحتك رائعة جدا ..!
رفعت رأسها بحماس وكأنها فتاة اخرى غير تلك الكسولة .. استرقت نظرة نحو رسمتها التي صدمت بمنظرها حقا .. لقد كانت اروع لوحة رأيتها في حياتي في ذلك الوقت !.. لقد كانت بارعة جدا في الرسم على عكسي تماما.. فأكثر مادة اجدها صعبة هي الرسم !
وضع الاستاذ رسمتي على الطاولة وربت على رأسي بخفة
: احسنتي سييرا انتي تتحسنين !..
التفت هي الي وهي تمسك برسمتها باستغراب التي بقيت احدق بها للحظات ولم انتبه لما قالته
: اسمك هو سييرا !..
: ممم
: لما لم تخبريني بذلك ؟!..
عدت لعالمي الواقعي بعد سماع صوتها المنفعل
: ماذا ؟..
: لما قلتي ان اسمك سي ؟..
احمرت وجنتاي بإحراج من نظرات الجميع التي توجهت الي
مايك : انه سييرا ولكننا نناديها بـ سي يا بيلا ..
التفتت بيلا اليه : حقا ؟!..
اومأ الآخر ببراءة
ابتسمت لي : اسمك جميل ..
التفتت لتتحدث مع بقية الطلاب الذين كانوا منبهرين بلوحتها
ماهذا ؟!.. لقد اخبرتني ان اسمي غريب مسبقا والآن تخبرني بأنه جميل !!.. هذه الفتاة غريبة حقا ..ولكن هذا كان لطيفا ..
---
مرت الايام واصبحت بيلا تلعب معي كثيرا .. نضحك كثيرا معا وكانت تساعدني في حصص الرسم وتعلمني كيف استخدم الألوان بشكل افضل .. كنت اقضي وقتا ممتعا لأنها معي .. فكرت احيانا .. ماذا لو تركتني وذهبت ؟.. ماذا سأفعل دونها ؟.. ليزا كانت تمتلك صديقاتها بالفعل واما بالنسبة للفتيان فأنا اكره لعبهم المزعج والفوضوي.. مرت الايام واصبحنا اعز الأصدقاء .. كانت تعتني بي كثيرا وكأنني اختها الصغرى مع اننا في نفس العمر ..
وفي ليلة من ايالي الشتاء كنت انتظر عودة والدي من العمل امام المدفأة .. انها عطلة رأس السنة لذا ليس من الضروري ان انام باكرا .. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة وشعرت ببعض القلق لأنهما تأخرا .. فتح الباب فجأة فركضت لأحضنهما ولكن فاجأني المنظر وأنا ارى ابي يحمل بيلا بين يديه ويبدو انها كانت نائمة بعمق .. توجهت نظراتي المتسائلة نحوهما فأشارت امي لي بأن اهدأ لأنني سأوقظها .. وضعها والدي على سريري في غرفتي بالأعلى وجلس هو وامي على الأريكة و اجلسني في حضنه وهو يمسح على رأسي بحنان ويبتسم .. ابتسمت والدتي كذلك وبدأت تحدثني .. اخبرتني ما حدث مع بيلا و ان العم ريتشارد قد رحل .. وستبقى بيلا معنا .. لم استطع كبح دموعي لأنني فهمت مالذي يقصدانه برحيل العم ريتشارد .. هل بقيت بيلا وحدها ؟.. هذا يؤلم قلبي حقا
ضحك والدي بارتباك عندما رآني ابكي واعتقد انه بسبب خوفي من ان يدللوها اكثر مني
: لا تقلقي سأحبكما بالقدر نفسه والدك يحبكما انتما الاثنتان ..!
اخذتني والدتي من حضنه وحضنتني وهي تمسح على رأسي
: انها لا تبكي بسبب هذا .. انا اعلم لما هي حزينة ..
بقيت تربت على رأسي بحنان وتلعب بشعري الذهبي بهدوء ..
وقبل ان يسرقني النوم لعالمه فكرت .. هذا حقيقي .. الام دائما تعرف الافضل ..
في صباح اليوم التالي .. ايقظني والدي بحماس وهو يشير الى النافذة ويخبرني بأن العالم اصبح ابيضا بالكامل ..
فركت عيني بقوة وانا انزل من سريري واجري باتجاه النافذة لأرى عالم احلامي .. لطالما تخيلت العالم كله مغطا بالثلج وكأنه غيمة بيضاء صافية .. ابتسمت بحماس وانا اتخيل شكل رجل الثلج الذي سأصنعه .. لدي وشاح قديم ايضا .. سأضعه حول رقبته وسأضع له جزرة على انفه .. ارجو ان لا يكون ارنبي بيري قد اكل جميع الجزرات ..
خرجت مع ابي الى الخارج وصنعنا اجمل رجل ثلج جميلا جدا !.. لقد شعرت بأنني سأتجمد لذا عدت الى الداخل وتذكرت بيلا .. صعدت الى الأعلى وطرقت باب غرفتي التي تنام فيها بخجل .. فتحت الباب لأنني لم اسمع اي رد ووجدت بيلا نائمة وهي متكورة على نفسها .. او ربما هي مستيقظة ؟.. لأنني رأيت دموعا على وجهها .. شعرت بالحرن وخرجت بسرعة واحتضنت امي وانا على وشك البكاء
: اميي .. بيلا حزينة
التفتت الي باستغراب وحضنتي وهي تحدق بوالدي بقلة حيلة
صعدت بعد قليل مع والدي لنسأل بيلا ان كانت تريد صنع رجل ثلج معنا
دخلت الى الغرفة ورأيتها مستيقظة هذه المرة .. كانت تقف بجانب النافذة وتنظر الى الخارج بشرود .. حافية القدمين وملابسها خفيفة جدا .. ستمرض انا قلقة بشأنها .. قال والدي وهو يربت على رأسها بحنان
: صباح الخير بيلا ..
ردت عليه بصوت مبحوح فعلمت انها كانت تبكي حقا .. انها حزينة
نظرت الي بنعاس فجريت نحوها وحضنتها وانا اقاتل بصعوبة لكي لا أبكي كالأطفال .. لأنها اخبرتني مرة انها تكره البكاء .. لأنها تظن انه للأطفال فقط
لقد كانت اطول مني ببضع سنتيمترات .. شعرت بها تربت على رأسي بلطف وتتصنع الابتسامة لتسعدني
بدا هذا مؤلما جدا !..هي تحاول الابتسام من اجلي .. خرج والدي من الغرفة وهو يبتسم ..
امسكت بيدها وجلست على السرير .. نظرت لعينيها الذابلة .. وفجأة ضحكت بصوت مبحوح
: هههههههه .. لما يبدو شكلك مضحكا هكذا ؟..
ازالت الثلج الذي كان عالقا بقبعتي الصوفية بينما كنت انا انظر لها بدهشة ..
ابتسمت مجددا وبدا هذا صعبا جدا عليها : لقد ازلته لم تعودي مضحكة ..
... بقدر ما كان الثلج كثيرا جدا في الخارج ..
كان حزنها اكبر بكثير ..
أنت تقرأ
انا اسوأ مما ترى .. وأكثر براءة مما تظن ..!
Fanfiction"هي تحب النوم لأنها الجميلة النائمة .. وهو يحبه لأنه كسول جدا على الاستيقاظ " "تحب مراقبة النجوم .. وهو يحب ان يغني لنجمته المظلمة" "هي باردة كقطعة الثلج .. وهو سريع الغضب كالأطفال " الابطال : "بيلا ---- دارك" "رين - سييرا - جون - ماكس - ليزا - مايك...