دعوة للعشق

الفصل الثاني

" لازلت انتظر إجابتك دالي"

تنهدت داليا

– لا ادري بابا .. لكني اعلم ان مالك رجل معروف برصانته و أخلاقه العالية ..

شد على يدها و قال بابتسامة لطيفة

– إذن اقبلي دالي .. أرجوك اقبلي ..

تنهد و قد اختفت أثآر المزاح من ملامحه

– انا يا ابنتي قد بلغت السبعين من عمري .. و جسدي لم يعد يحتملني ..

ازدردت داليا ريقها بتوتر

– بابا.. أرجوك لا تقل هذا الكلام .. انت تخيفني ..

هز الحاج عزيز رأسه بهدوء

– لكنها الحقيقة يا ابنتي .. ان الدوار الذي شعرت به قبل سقوطي لم يكن طبيعيا .. الأطباء يخشون ان الأمر متعلق بضعف في القلب ..

شهقت داليا بفزع فسارع والدها لتطمينها

– ليس خطيرا .. لقد اجريت معاينات عديدة لكنني اعاني من انخفاض في قياس القلب .. علي تناول الادوية بصفة يومية ..

اضاف و عيناه تلمعان بترج واضح

– ان شقيقتك سلوى مخطوبة و لن يمضي وقت طويل قبل ان تكون في منزل زوجها .. اريد ان اطمئن عليك انت يا ابنتي .. لا اريد ان تبقي وحيدة .. ارجوك ..

اغمضت داليا عينيها بقوة لتبعد الدموع ..نهضت لا اراديا وأخذت تجول في الغرفة تحت انظار والدها المترجية كانت تعلم ان يريد سماع موافقتها حتى يطمئن باله .. اخذت نفسا متقطعا ثم همست بصوت منخفض

– حسنا بابا .. انا على استعداد لقبول خطوبة مالك ..

تهللت اسارير والدها و قبلها على خدها

– شكرا يا ابنتي .. لقد ارحتني ..

=========================================

فرع الشركة حيث تعمل داليا يقع في الجانب الآخر للمدينة .. كان البناء ضخما مهيبا بواجهة زجاجية لامعة تحيط به حديقة شاسعة تحوي نافورة ضخمة تزيد من بهاء المكان..

طبعا رغم فخامته إلا انه لا يرقى لمستوى المقر الرئيسي للشركة..

سبق و أن رأته مرة واحدة فقط حينما كانت مساعدة نائب قسم دراسة المشاريع قبل أن يتقاعد.. كان قد احضرها معه لإيصال أوراق غاية في الأهمية و السرية.. من يومها و هي تشعر بالانبهار لذلك المكان.. كان حلمها أن تعمل هناك.. أن تقوم بتسيير احد الأقسام هناك.. لذلك عملت جهدها خلال السنوات الماضية حتى خلفت نائب القسم المتقاعد و أمامها الآن فرصة حقيقية لتكون رئيسة القسم بعد أن تمت ترقية المدير الحالي و ذهابه إلى المقر الرئيسي في العاصمة..

استقبلها عون الأمن في المدخل بتحية رسمية كالمعتاد ثم توجهت إلى المصعد الخاص بالموظفين و ضغطت على زر الطابق الخامس