2

4K 138 4
                                    

من يومها بدأ بيننا طريقٌ طويلٌ من الحرب والحب، وكنت محقًا، التقينا كثيرًا بعدها... كثيرًا جدًا، فلسبب ما استدعاني رئيس التحرير في اليوم التالي، بالتأكيد كنت تعرف ذلك. أخبرني أنني سأعمل معك في كل تحقيقاتك الصحفية، سنشكل فريقًا... لابد أنك تمزح!

قال أنك اطلعت على عملي ووجدت أنني أنسب من يمكنه مشاركتك في سلسلة تحقيقاتك القادمة خاصة وأنني إلى جانب عملي في قسم التحقيقات كنت أمارس التصوير أيضًا بحرفية كبيرة وهذا سيساعدنا في التحقيقات التي ينوي حضرة الصحفي اللامع أن يجريها والتي ستحقق الصحيفة من خلالها قفزة نوعية ونجاحًا باهرًا. تبًا، وما شأني أنا؟ ثم كيف انقلب حلمي الأبدي بلقاء بطلي والعمل معه إلى هذه الحرب الباردة والمناوشات الكلامية والرغبة في الهروب إلى أقاصي الكرة الأرضية حتى لا تقع عينايّ عليه؟

كل يوم بعد ذلك كان عذابًا خالصًا، كل يوم قضيته قربك، قرب حلمي وقدوتي، أعمل جانبك وأشاركك. تلك التحقيقات التي كنت أتابعها بكل شغف صرت جزءًا منها.

كل يوم يمر كان لساني يزداد طولًا فيما قلبي يقع ويقع ويغرق فيك أكثر. كل تفاصيلك، أصغرها وأدقها، أدمنتها. صرت أحفظك عن ظهر قلب، وقلبي كان في خطر من الوقوع في حبك. لطالما كنت أخاف من الوقوع في فخ الحب، أتجنب العلاقات العاطفية كالطاعون. معك كان الأمر مختلفًا مثيرًا، كنت أهرب وأهرب فأجدني أقترب أكثر وأكثر. كنت أغرق فيك أكثر وأكثر، وقلبي المسكين كان في كل مرة تقترب مني يعلن حالة الطواريء داخلي بنبضاته التي تتجاوز الحد الصحي المسموح به.

كنت أتفنن في الشجار معك حتى أخفي كل شعور يمكنه فضخ ما يدور بداخلي أمامك، صرت أشعر أن كل خلجاتي تحكي المصيبة التي وقعت فيها دون تمهل أو تفكير. هل كنت تعرف ما يدور بقلبي وقتها؟ لطالما راودني هذا السؤال.

لماذا كنت أخاف أن تشعر بي؟ لماذا حاربت شعوري وأنا أعلم بصدقه؟ هل لأنني لم أصدق أبدًا أنك قد تبادلني مشاعري تلك، أم لأنني خفت أن أنقلك من خانة القدوة والنجم إلى خانة الحبيب؟ تلك الهالة التي أحطتك بها قبل أن ألتقيك كانت تقف حاجزًا بيني وبينك، كنت أخشى أن أتجاوزها، وكنت أحلم لو فعلت.

متى أدركت أنك تحمل لي ذات المشاعر؟ لا أدري متى بالضبط. متى أدركت أن نظراتك لي كانت مختلفة؟ كنت غارقة في حرب مشاعري حتى يمكنني إدراك أن الطريقة التي كنت تراني بها، الطريقة التي تعاملني بها كانت تختلف عن تلك التي تعامل بها باقي زميلاتك في العمل.

فجأة استوعب عقلي الغارق في مأساة قلبي المسكين، أنه ربما كان هذا البطل الحلم هو الآخر غارقًا في نفس المأساة. هل يحق لي الحلم بهذا؟

أذكر اليوم الذي كان بداية التغير، بداية الإدراك. كنت أقف مع أحد زملائي، كان يطلب مني خدمة ما. مررت بجانبنا ورمقتني بقسوة اقشعر لها جسدي، ما الذي فعلته لتنظر لي هكذا؟ عقلي استدعى كل المواقف التي ارتكبتها فى حقك والتي لم أرتكبها بعد، ضحكت لشيء قاله هذا الزميل وأنا ألمح من مكاني نظراتك تزداد تجهمًا. هل كان يحق لي أن أحلم لحظتها أنك... تغار؟

دوماً أحبُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن