كل شيء بيننا تغير بعد ذلك ... اتصلت بي يومها كما وعدتني لتطمئن ... استمعت لصوتك الواثق الهاديء و أنت تطلب منء أن أهتم بنفسي و أرتاح ... كنت أشعر أنك ترى إحمرار وجنتيّ حيث أنت و تشعر بأنفاسي التي تهدجت و أنا أعدك بذلك ... كل كياني انقلب و شراستي في التعامل معك اختفت تماماً ... الجميع لاحظ ذلك فلم يكفوا عن مراقبتنا بفضول و كأنما شعروا بتلك الشرارات التي كانت تنطلق في المكان فور أن نتواجد معاً ... بعضهم حتى لم يكتف بالنظرات بل تجاوزها إلى التلميحات التي كنا نقابلها بصمت و إبتسامة ... لذا لم يكن مفاجئاً لهم عندما دعوناهم إلى حفل خطبتنا بعدها بأيام قليلة ... أنا التي تفاجأت رغم كون تلك الخطوة متوقعة بعد كل ما حدث و ما قلته يومها ...
ذلك اليوم عندما طلبتني لمكتبك لمناقشتي في أمر هام و ذهبت إليك تحت أنظار زميلاتي و إبتسامتهن الخبيثة ... انتظرت أن تكلمني فيما يخص التحقيق الذي نعمل عليه .. لكنك لم تفعل ... فقط وقفت مكانك تتأملني بهدوء و بطريقة دفعت الدماء دفعاً إلى وجنتيّ قبل أن تقترب مني بروية لتقف أمامي و تقول دون أي مقدمات
_"أنا أحبكِ (ريماس) و أريد الزواج بكِ ... ما رأيكِ؟! .. أمامكِ ثلال ثوان فقط لتجيبي بنعم فلن أقبل بغيرها"
هتفت بذهول
_"ماذا تقول؟!"
نظرت في ساعتك و أنت تتابع
_"لقد انتهت المهلة حبيبتي ... سأعتبر هذه موافقة"
هتفت بك و أنا أحاول لملمة ارتباكي و مشاعري التي بعثرتها بكلمة
_"أنت مجنون"
التقطت كفي و شددتها بقوة و أنت تقول
_"أجل .. أنا مجنون ... و سأكون مجنوناً رسمياً إن مر اليوم دون أن أخطبكِ من أهلكِ"
حاولت شد كفي دون جدوى و أنا أهتف بك
_"توقف أيها المجنون ... ماذا تفعل؟!"
كنت أهتف بك و أنا أراك تغادر مكتبك و تشدني خلفك حتى وقفنا أمام زملائنا الذين تجمعوا بدهشة على صوتي المرتفع و شهقت بذهول و أنت تهتف بمرح
_"زميلاتي و زملائي الأعزاء .. هناك خبر مهم نود أنا و (ريماس) أن نطلعكم عليه ... لا أظنه سيكون مفاجئاً لكم على أي حال ...بإختصار ... لقد قررنا أن نتزوج"
كل إعتراضاتي طارت في الهواء مع عاصفة التصفيق و الصياح التي انهالت على المكان و الجميع يلتفون حولنا يقدمون التهاني و أنا أقف بذهول أتقبل عناق زميلاتي و هن يقدمن تهانيهن لي ... نظرت نحوك من بينهن لأراك تبتسم بشدة و تتقبل تهنئة الباقيين بسعادة غامرة دفعت بإبتسامة حب إلى شفتيّ و أنا أهز رأسي في يأس منك و أنا أهمس داخلي
_"أحبك أيها المجنون"
******************
جنونك هذا لم ينتهي بل انتقل بكليته إلى منزلى و أنت تصر على أن أطلب من أبي ميعاداً في أسرع وقت لتأتي مع أسرتك لتطلبني منه ... و هددتني أن أسرع و إلا سأجدك أمام باب المنزل دون سابق إنذار و عليّ وقتها أن أبرر لوالديّ وجودك المفاجيء .... و تحت إصرارك كلمت أبي ... حسناً شهرتك الصحفية أتت بثمارها فهاهو أبي يرحب بمجيئك أنت و أسرتك و قد حدد ميعاداً في أقرب وقت لزيارتكم ... و بفضل جنونك مجدداً و إصرارك الذي اكتشفت يومها كيف يمكن أن يكون مسيطراً و إستبدادياً حددنا موعد الخطبة و الزواج ... كل شئ كان سريعاً و في خلال شهرين فقط وجدتني أرتدي فستان زفاف رائع الجمال و أبي يقدمني لك لأصبح أخيراً زوجتك ... زوجة (كرم الألفي) ... نجمي الذهبي و حلمي الأبدي ... كل شيء بدا كل الحلم ... هل قلت أنني كنت أحبك وقتها؟! ... اكتشفت بعد زواجنا أن ما شعرته قبلاً كان شيئاً بسيطاً جداً أمام ما غمرني من مشاعر اكتشفتها بقربك ... في كل يوم قضيته معك كنت أقع في حبك أكثر و أكثر ... كنت أكتشف شيئاً جديداً عنك و في كل يوم كنت أزداد عشقاً و غرقاً فيك أكثر ... كل يوم قضيته في جنة حبك كان حلماً جميلاً حتى خشيت على نفسي ... خشيت على سعادتي أن تكون مجرد حلم سأستيقظ منه بقسوة ... لكنك كنت واقعاً ... كنت واقعي الأجمل ...
أنت تقرأ
دوماً أحبُك
Romanceقلبي انتفض وقتها في صدري و وقفت أحدق فيك بعينين متسعتين ببلاهة قبل أن ينقذني لساني -المتبريء مني- و هو يندفع في جولة جديدة من جولاته المعتادة كانت من نصيبك تلك المرة و أنا أشتم حظي الأسود الذي يوقعني مع أشخاص لا يستطيعون الرؤية أمامهم ... تكلمت بإند...