في الصباح التالي كنت أغادر بيتي مرتدية ثوبًا صيفيًا ذا ألوان ربيعية جميلة، يتجاوز الركبة بقليل وارتديت حذاءً بكعب مرتفع، كنت أعرف أن المشي به سيكلفني كثيرًا ولكن لا بأس إن كنت سأرى تلك النظرة الغاضبة اليائسة في عينيك. كنت أعلم أن مظهري لن يرضيك، أنت قلت «البسي شيئًا أنيقًا» وأنا نفذت... انتظر فقط.
وحتى يكتمل حظي العثر يومها، اكتشفت أن سيارتي تعطلت، خانتني ورفضت التحرك، وكان علي أن أدفع ثمن عنادي معك وأنا أضطر للذهاب بالمواصلات العامة وبمظهري هذا. كان يومًا عصيبًا وكدت أبكي دمًا لكنني ما كنت لأسمح لك بأن ترى دموعي.
وصلت مقر الصحيفة بعد عناء ورأيتك تقف متأففًا تنظر في ساعتك وعيناك تدوران في المكان، شعور غامر بالترقب والإثارة غمرني وأنا أتجه إليك، كنت أنتظر أن أرى نظرة عينيك حين تقعان عليّ. اقتربت منك حتى رأيتني، وشعرت بالدماء تندفع كلها إلى وجنتيّ حين تتألقت عيناك بنظرة إعجاب لم تستطع إخفاءها، رأيتها وانتشيت وقلبي المسكين تخبط كالعادة.
اقتربت منك بابتسامة كبيرة على شفتيّ، وقفت أمامك بترقب وبقيت أنت تتأملني للحظات طويلة قبل أن تقطب مرددًا ببرود
«ما هذا الذى ترتدينه؟»
رددت بغباء مصطنع وأنا أنظر لك بعينين بريئتين أعلم كم ستستفزانك
«ماذا؟ إنه فستان»
«حقًا؟ إنه فستان، لم أكن أعرف هذه المعلومة شكرًا لكِ»
ابتسمت لك بعذوبة وأنا أعيد بعض خصلات شعري التى حركها الهواء وارتجفت ابتسامتي حين تتبعت عيناك حركة يدي، لمحت تلك الحركة المتوترة في حلقك قبل أن تضغط أسنانك متمتمًا بغضب
«هل هذا هو تعريفك للمظهر المناسب للمهمة؟ أنتِ تعرفين أين سنذهب، صحيح؟ّ»
«أنت قلت البسي شيئًا أنيقًا، ماذا ألا يعجبك؟ أليس أنيقا؟»
قلتها ببراءة مفتعلة فرفعت عينيك نحو السماء مستغفرًا ثم قلت
«آنسة ريماس، هل أخبرتكِ أننا سنذهب في موعد غرامي معًا؟»
احمر وجهي بشدة وتابعت أنت
«لا، صحيح؟ إذن ما معنى أن ترتدي فستانًا كهذا و... ما هذا أيضًا؟ كعب مرتفع؟! هل تمزحين معى؟»
زممت شفتيّ ضيقًا وأشحت بوجهي
«ماذا الآن؟ أخطأت وانتهينا، هل ستضربني مثلًا؟ يمكنك أن تذهب وحدك وأنا سأدخل للصحيفة، هيا يمكنك أن تـ»
قبل أن أتم جملتي كنت تشدني من كفي للمرة الثانية في يومين متتاليين وتشدني خلفك عبر الشارع. صرخت فيك وأنا أحاول التملص من كفك دون جدوى، عبرنا إلى الجهة الأخرى ولم تفلت يدي بينما تتجه نحو أحد محلات الملابس الشهيرة هناك. كنت أصرخ من خلفك ونظرات الناس الفضولية تتوجه نحونا
أنت تقرأ
دوماً أحبُك
Romanceقلبي انتفض وقتها في صدري و وقفت أحدق فيك بعينين متسعتين ببلاهة قبل أن ينقذني لساني -المتبريء مني- و هو يندفع في جولة جديدة من جولاته المعتادة كانت من نصيبك تلك المرة و أنا أشتم حظي الأسود الذي يوقعني مع أشخاص لا يستطيعون الرؤية أمامهم ... تكلمت بإند...