الخاتمة

4K 180 32
                                    

الخاتمة

_"سيدتي ... لقد انتهى وقت الزيارة"

قاطعت الجملة الهامسة حديث (ريماس) الهامس فرفعت كفها تمسح دموعها التي خانتها مجدداً قبل أن تلتفتت للممرضة... أومأت برأسها و هي تقول

_"حسناً ... دقيقة واحدة فقط و أغادر"

هزت الممرضة رأسها بشفقة قبل أن تترك لها الغرفة و تفسح المجال لها لتودع زوجها الغارق في غيبوبته

_"عليّ أن أغادر حبيبي فقد انتهى وقت الزيارة ... لكنني سأعود غداً فانتظرني ... أو ربما عليك أن تفاجئني بعودتك لي ، لكن ليس في غيابي .. اتفقنا؟!"

قالتها و انحنت لتطبع قبلة رقيقة على شفتيه و دموعها تنساب لتمتزج بقبلتها .. لم تنتبه للدمعة الصغيرة التي انسابت من بين جفنيه بضعف لتعانق دمعتها فوق شفتيه ... اعتدلت و هي تهمس

_"إلى اللقاء حبيبي ، سأشتاق إليك"

ضغطت كفه التي ظلت تحتضنها منذ بداية اللقاء و هي تضعها برفق فوق الفراش و التفتت لتغادر ... توقفت فجأة و قلبها انتفض بين ضلوعها فرقاً ... جسدها كله ارتجف و هي تخشى أن تلتفت فتكتشف أنها تحلم ... لكنها تشعر بأصابعه تتشبث بأصابعها في ضعف تمنعها من المغادرة ... التفتت ببطء شديد و دموعها تنحدر على خديها دون رحمة ... كانت أصابعه قد انقبضت لتلامس أصابعها قبل أن تتشبث بها في حركة ضعيفة زلزلت وجدانها كله لتسقط فوق مقعدها من جديد هامسة في وجل

_"(كرم) ... (كرم) حبيبي .. أنت استيقظت؟! .. أنت عدت لي؟!"

مضت لحظات كالأبد و هي تنقل عينيها بين عينيه المغمضتين و أصابعه المتشبثة بها كطفل صغير متعلق بأمه ... لحظات قاتلة تلك التي عاشتها و قلبها يرتجف في أمل قبل أن يرتجف جفنيه ببطء لتنفجر هي في البكاء بقوة و هي تهتف بإسمه ... و في ذهول و بكاء كانت تراقب انفراج جفنيه ببطء و صعوبة ليعاود غلقهما في ألم رغم الضوء الخافت في المكان و صوته الضعيف يخترق أذنيها مباشرة حيث قلبها الذي يكاد ينفجر بكل مشاعرها

_"لقد عدت"

اقتربت منه و هي تبكى و احتضنت كفه بكل حب و هي تميل لتسأله بهمس مماثل

_"اشتقت إليّ؟!"

ليجيب مجدداً بعد لحظة و بصوته الضعيف و عينيه مغمضتين

_"اشتقت إليكِ بشدة"

_" و مازلت تحبني؟!"

إبتسامة ضعيفة جداً ارتسمت على شفتيه و هو يفتح عينيه لتقابل عينيها الدامعتين و الحب يطل منهما بقوة ليهمس مجدداً بكل حبه

_"أحبك و دوماً سأفعل ... دوماً أحبك"

**************

تمت بحمد الله

الخميس

8-9-2016

دوماً أحبُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن