19

13.4K 278 10
                                    

الفصل التاسع عشر

بدأت تفيق من نومها وكأنها تحلم بوجوده حولها؛ لم يستوعب عقلها ماحدث بعد، كل ماتشعر به الأن هو

عبق عطره المحبب إليها يغزو أنفها ويدغدغ حواسها آسرا لقلبها مسيطرا على مشاعرها؛ ظهرت على

شفتيها إبتسامه حائره سرعان ماإختفت وحل محلها آهات آلامها وأوجاع عظامها

كان ينظر إليها وأسارير وجهه أسيرة إنفعالاتها؛ مبتسما حين تبتسم متألما حين تتألم كمن فقد السيطره على

إنفعالاته مستسلما لإنفعلاتها هى

بدأت تفتح عينيها وهى تأن تارة وتهدأ تارة أخرى؛ تتلفت رأسها يمينا ويسارا حتى إلتقطت عيناها من يجلس

على مقعد قريبا منها فتسمرت عينيها فجأة عليه وإتسعت وفغرت فاها الذى خرجت منه شهقة كتمتها

بيدها بصعوبة بالغة غير مصدقة أنه هو من يجلس أمامها محدثة نفسها:

" لم يكن حلما بل حقيقة  لكن كيف ومتى ولماذا وماذا حدث لى "

" لايعنينى من كل هذا غير وجوده بجانبى "

كل هذه التساؤلات تداخلت فى عقلها لحظة رؤيته

وكادت تنم شفتيها عن إبتسامه ............ولكن فجأة تذكرت ما ألم بها من أحداث بل كوارث بسبب هذا

المخلوق العنيد المملوء كبرا وغرورا؛ تحول الوجه الملائكى فجأة وأصبح كأنه جمرة مشتعلة تكاد تحرق

من يقترب منها ثم أشاحت بوجهها عنه وفرت من مقلتيها دمعة شاردة وإختنق صوتها وظلت تقاوم آلامها

فى محاولة منها لإخراج حروف كلماتها التى كانت وكأنها أشواك تمزقها وهى تخرج من فمها وبصوت

مختنق وكأنه يخرج بصعوبة من بئر أحزان عميق: إنت إااايه اللى جايبك هنا أخرج ... أخرج .... ماعنتش

عايزه .... أشوفك ..... تانى

كان غمر ينظر إليها متألما شاعرا بكل ما تعانيه من آلام عاجزا؛ لايستطيع القرب منها أو البعد عنها فهى

قدره وسبب سعادته وآلامه

نظر إليها بأسى وعينين لامعتين بعبرات الندم هامسا: طيب إهدي يا حبيبتى؛ متتعبيش نفسك بالكلام وأنا

هاعملك اللى إنتى عايزاه

لبنى التى غلبتها دموعها اللؤلؤيه ومع شعورها بآلامها المبرحة بعد زوال مفعول المسكن: مش عايزاك

..... تعملى حاجة ...... كفاية اللى عملته فيا

غمر وقد إمتلأ عن آخره حزنا ألما وندما هامسا: طب لما تقومى بالسلامة إن شاء الله إبقى إعملى فيا اللى

إنتى عايزاه وأنا اللى هاجيبلك حقك من نفسى ومن الدنيا كلها بس بلاش دموعك الغاليه

لبنى ببكاء وشهقات طفوليه: خلاص ماعنتش عايزاك وماعتش فى كلام بينا خالص؛ إنسى إنك كنت تعرفنى

زواج مع سبق الاصرار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن