بعد عشر سنوات.
كانت شمس سبتمبر تسطع على مدينة لندن. عندما اقتربت مجموعة من الطلاب الى مدخل جامعة المكعب الاحمر الجديدة، كل الناس يستهزؤون من هذا الاسم الذي اتخذ لها، حديثة العهد هي، انشأت من رجل مجهول الهوية، لم يره أحد من قبل، كل ما يعرفه الناس هي مجموعة من الشائعات والاقاويل التي كثرت حوله وحول كليته، ولكن ما لا يخفى عنهم أن الجامعة أصبحت شهيرة في العالم بسبب نوعية امتحانات القبول التي يقوم بها الطلاب من اجل قبولهم. فقط الطلاب ذو معدل ذكاء فائق يتم قبولهم، ولكن هذه السنة كانت مختلفة، فقط قامت بقبول عدد كبير من الطلاب ذو معدل ذكاء متوسط وحتى المنخفض، حتى انفسهم لم يصدقوا، لما قرأوا على موقعها في الانترنت، أن كل من لديه معدل متوسط أو منخفض أن يقوم بالتسجيل حالا، كان هذا الاعلان حديث العالم لأشهر، وكانت النتيجة تسجيل عدد هائل من الطلاب.
قال ماثيو وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه: "أنا لا أصدق حقا أنه تم قبولي، وأن هذا أول يوم لي في هذا المكان، لا تقم بوخزي يا جوناثان حتى لا استيقظ من هذا الحلم الجميل."، رد عليه جوناثان ساخرا: "حتى أنا لا أصدق.". لم يسمح ماثيو لنفسه بابتلاع الطعم، فهو يعرف بأنه عانى كثيرا حتى وجد نفسه داخل كلية الاحلام، كلية الأحلام هذا هو اللقب الذي أصبح يطلقونه عليها، فقال: "أتصدق أم لا، فأنا الان أحد طلابها وانتهى الأمر."، قال جوناثان بهدوء هذه المرة: "أسمعت بالشائعات التي تدور حول كلية أحلامك هذه؟". كان ماثيو يعلم أن جوناثان سيستدرجه الى هذا الحوار آجالا أو عاجلا، فهو سمع من قبل عن الاشاعات التي تدور حولها، عن انتحار معظم الطلبة بطريقة غريبة، واختفاء أغلبهم. كان يتمنى أن لا يطرح عليه هذا السؤال، خاصة في هذا الوقت، ولكنه قال: "الاموات والمختفين لا يظهرون بعد ذلك."، فرد عليه جوناثان بصوت مستهزئ لأنه عرف من نبرة صوت ماثيو أنه يسخر منه: "حقا؟"قال ماثيو: "أعني أنها مجرد شائعات لا أكثر، فلا تقلق بهذا الشأن. دائما ما نسمع تفاهات حول أمكنة مثل هذه."
"جوناثان."
التفتا خلفهما ليرى ان كان حقا الصوت الذي سمعاه هو نفسه لذلك الشخص الذي يفكران فيه. وردا في نفس الوقت:" روز.أهذه حقا أنت؟."، لم يعتقد ماثيو أنه بعد كل تلك السنوات سيلتقي بها في هذا المكان. فنظر بشيء من الفضول والاعجاب الى الفتاة الحسناء التي راحت تقترب منهما. نعم انها روزلين كاريل ، لقد تغيرت نوعا ما، أصبحت تضع الكثير من الزينة على وجهها، طويلة، رشيقة، وأكثر جمالا، بعينين زرقاوين ينبئ تألقهما عن فيض الشباب والحيوية، ويضيف جمالا شعرها الكستنائي الطويل. وفيما هي تقترب لمصافحته أحس جوناثان بعينيها وهما تتفحصانه، وكأنها تريد أن تنفذ الى أعمق أعماقه، وأخيرا لما وصلت ألقت عليه التحية ، وقالت وهي تضع يدها على شعره: "جوناثان لم تتغير أبدا، ما زلت كما أعهدك، نفس الفتى الأحمق بارد الأعصاب."، فرد عليها نازعا يدها من شعره: "اوه حقا، لم أدرك ذلك." ضحكت ثم أردفت:" اوه، قبل أن أنسى، تهاني الحارة على نجاح أول رواية لك، استمتعت حقا بقراءتها، وأحببت جدا شخصية جيمي الصغير."
أنت تقرأ
المكعب
Fantasíaروايتي ليست كالروايات التي تملؤها أكثر الكلمات شاعرية او شكسبيرية بالمعنى الاخر روايتي عبارة عن مغامرة تنقلك في طياتها بين الواقع والخيال اكثر من مرة. في الاخير ارجو ان تعطوها فرصة وان تقراها لعلكم تستمتعون حقا بالرحلة. وشكرا