2.00

170 13 2
                                    

"may 2039"

"هل أخذت هذه من حقيبة والدتك؟.. أن اعترفت فقد أعطيك السجائر.."

"لقد سرقتها ما رأيك؟!"

"حسنا هذا يبدو وكأنه اعتراف بالجريمة لذا.. تفضل سجائرك"

يناوله علبة زرقاء مملوءة 12 سيجارة.. ويضع النقود في صندوق كاشير متواضع لا يليق لعام 2093.. ويكمل عمله بتحت المنضدة.. يصلح رف أو شيء ما يبدو معطوبا.. فجأة يهتز المكان بأرفهة ومقاعده الصغيرة التي انحسرت في زاوية تحتوي على جدار مفتوح مغطى بنافذة بلاستكية..

يتحدث ذا الشعر الوردي بملل:

"أه أرجوك ليس مجددا.."

يتساقط ما في الأرف من أشياء لدوي الصوت الذي جعل حتى أساسيات المكان ترتعش.. يخرج شخص ما من باب قد كتب عليه استراحة عامة.. شديد الفك ويبدو صغيرا في السن بلحية وملابس غير مهندمة وقبعته الخاصة بالعمل كانت معكوسة للوراء جاعلة شعره الأسود القصير يتدلى أسفل عيناه الزرقاوان.. بنظرة هلع على وجهه كانت تبدو مضحكة..

وهو يصرخ بصوت عال لعل ذا الشعر الوردي يستطيع سماعه:

"ما الذي يحدث زين؟؟؟"

"أنه المترو أيها المتحذلق"

يتلاشى الصوت تدريجيا بينما يبدو زين بأهدأ حالاته بعد انتهاءه أي ما كان يفعله تحت المنضدة... خلال ذلك كان ذا القبعة المتحذلق يحاول جمع شتات القطع المتناثرة هنا وهناك.. وهو يصرخ من مكانه البعيد قائلا:

"أذن لما لم تحذرني؟..."

"أنا الأن أفعل"

يتأفف المتحذلق ويشيح نظره لعبوات الذرة سريعة التحضير ويكمل ترتيبها من الرف التي سقطت عنه.. بينما يفتح زين صندوق الدفع ليحصي ما جناه الليلة مع ذا القبعة.. ليضع أحدى يديه ليمسح على شعره الزهري لتسقط قبعته السوداء ارضا.. يأتي المتحذلق ويناوله أحدى كوبي القهوة قد جلبهما للتو.. يربت زين على كتفه قائلا:

"أوين هذا راتبك الأول"

"افترضت بأنه أخر الشهر"

يرفع زين رقبته التي ألمته بكثرة التحديق لقصر قامة أوين ثم يتنهد قائلا:

"حسنا أنه ليس كذلك"

-

"لدي سؤال أخر"

"أوين هلا تتوقف؟"

"ماهي فتاتك المثالية؟"

يتوقف زين عن مسح آلة تحميص القهوة.. وينظر إلى عينا أوين الزرقاوان التان كانتا بعيدا للغاية لاقتلاعها بينما تنعكس أضواء النيون الزرقاء في عيناه العسليان.. فجأة تتوقف سيارة فارهة سوداء شديدة اللمعان بخطوط نيون حمراء قد أشعلت الطريق وما به.. قبل أن يتحدث زين دخل رجل بحلة غريبة.. كما لو كان قادما للتو من الفضاء أو شيء ما.. يبدو كما لو كان بعجلة من أمره لكنه لا يريد أن يخسر رابطة جأشه.. حينها يقول زين:

"مرحبا سيدي.. أهل بك إلى متجر وجباتنا الخفيفة كما تعلم أننا لا نعهد أناس مثلك كل يوم لذلك أوين هناك يحاول بأن لا يشهق"

حينها يقول أوين بدهشة غير مهتما بما قاله زين قبل قليل:

"هل يجب أن أنحني لك سيدي؟"

يتحدث الرجل بلكنة ملساء لا تليق لملابسه الغريبة وهو يستفسر قائلا:

"أنا ذاهب إلى حفلة تنكرية.. أنها خاصة بالعمل---"

يقاطعه زين ساخرا:

"وهل تعمل بالدعارة؟"

"أنا أسف لم أفهم.."

يضحك أوين بشدة.. بينما زين يفكر بجدية بأن هذا الرجل ولد بالأمس لكن الرجل لا يزال محافظا على رابطة جأشه عندما سأله زين:

"وماذا تريد سيدي؟"

"لقد سمعت بأنكم تبيعون بضاعة توقفوا عن انتاجها منذ زمن.."

"هل تقصد مخدرات؟"

SUPERNOVA-ZARRY.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن