4.00

118 10 0
                                    

يهمس زين تحت انفاسه:

"اللعنة ما الذي أفعله بحق السماء؟"

يسير زين مبتعدا ويتلاشى بين أضواء النيون المختلفة التي أخفته عن الأنظار تماما بينما يستمر هاتفه باستقبال الرسائل المزعجة لكنه يستمر بالمشي فوق الأرصفة المبتلة التي لطخت حذاءه الجلدي بالوحل..

"ألن تجيب هذا؟"

يلتفت زين لصاحب الصوت.. ويقول له ببرود:

"لما تبعتني؟"

"لما لم تعطني ما أردته؟ أعلم بأنك تكذب زين"

"لا تدعني أعيد ما قلت مسبقا!"

"لا تدعني أمثل بأني مجرد شخص ضعيف.. أنه فقط أنا وأنت صحيح؟ لما أمثل يا زين؟"

"هاري دعني وشأني لما تزعجني لبضاعة كهذه؟"

0يمسك هاري ذراعي زين المليئة بحبر الوشوم... ويدفعه للجدار المقابل له ليلصق ظهر زين تماما في الحائط.. ليحملق بعيناه العسليتان اللذان يشتعلان حمرة ويقول:

"ألم تلاحظ بأنني لم أغادر المكان؟"

يمرر هاري إحدى يديه العريضتان بخصلات زين الوردية ليضعها خلف أذنه بينما يدي زين أكتفت بالالتصاق بالجدار والتأهب لما قد يحدث لتخنق هاري لاحقا.. حينها يكمل هاري هامسا في أذناه:

"لما ترتعش؟ هل لأنني سمعتك وقتها؟؟"

تضرب أنفاس هاري الساخنة رقبة زين المرتعشة ليشيح نظره أخيرا عن عينا هاري الخضراوان التان حبسته مسبقا.. وقتها يتحدث بصوت ضعيف نحو هاري:

"لا أعلم عن ماذا تتحدث..."

"أنت تعلم جيدا عن ماذا أتحدث.."

ينظر زين إلى عينا هاري بتجهم وعيناه تمتلئان حمرة لتلمع في ظلام الزقاق.. يكمل هاري همسه نحو أذن زين:

"بأنك شاذ عزيز-----"

فجأة.....يدوي صدى صفعة في الأرجاء جعلت الجميع الذين بدوا كما اختفوا مسبقا.. ينظرون بنظرات طاعنة لزين.. تشتعل يد زين ألما وتنبض حمرة من شدة الشفعة.. بينما يمسك هاري وجنته بعدما أبتعد عدة إنشات عن زين ويبصق على الرصيف دما.. حينها ينظر إليه بحدة.. بينما كان زين يدخل يده في سترته وينظر إلى هاري نظرة تخبر بأنه لم يتعمد فعل ما حدث.. بأن يداه طارت في الهواء غضبا لتحط على وجنته الباردة.. لتلامس فكه الحاد المرقط بنقاط من النمش.. يأخذ زين خطوة مبتعدا قبل أن يغلق عيناه ويجد نفسه يعدو مبتعدا عن الأشخاص ذي الحلة السوداء الذين اتوا لنجدة هاري...

-

"روبوميتا خذيني لمنزل والداي"

ينبعث صوت المجيب الآلي من بين سماعات في السيارة وهو يجيب لهاري الذي بدا حقا في حالة سيئة:

"ألا تريد العلاج سيدي؟ أستطيع الاتصال بوالديك وأخبارهما بأنك لن تأتي----"

"أصمتي روبوميتا وخذيني إلى منزلهما!"

"حسنا سيدي.."

تتحرك السيارة بسرعة عالية.. بينما يبقى هاري جالسا في المقعد الخلفي.. يبدو بأن عجلة السائق تتحرك بنفسها.. كما وذلك دواسات السيارة نفسها تبدو وكأن شبح ما يتحكم بها بينما يبدو هاري مسترخيا تماما غير مبالي لبما جلبه انتفاخ وجنته بعد لاتزال السيارة تسير بسرعة خاطفة لكن مازالت أضواء النيون تنعكس في عيناه كما وذلك مياه المجارير التي تجري في كل زقاق.. الناس ذي الملابس المهترئة والقفازات المقطعة الذين تجمعوا في مكان ما حول براميل مشتعلة بالنار..

يهمس هاري لنفسه بعدها:

"يا لها من طريقة لإمضاء رأس السنة.."

SUPERNOVA-ZARRY.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن