SUPERNOVA-ZARRY.

6.00

"من هناك؟"

"-أنت تعلم من أنا-"

يبتلع زين ريقه وعيناه ترتفعان للأعلى بينما هو يقول بغصة عالقة في منتصف حلقه:

"لورنزو لما ترسل لي بوقت كهذا؟ أتعلم بأنها تعدت منتصف الليل.. كما وكأننا لم نعد نتحدث كما كان في السابق.."

"-أردتك بأن تعلم بأنني تشاجرت أنا وماثيو مؤخرا.. لذا كنت أظن بأنك ستظل بجانبي مهما حدث زين-"

"بعدما حدث قبلا لورنزو أعتقد بأنني مجرد أتصال لإرضاء شهوتك فقط.."

"-زين أنت أكثر من هذا أنك تعل------"

يقاطعه زين بضحكة ضعيفة حاربت لأجل أن تخرج من بين شفتاه قبل أن تصل دموعه إليها:

"لا أنني لست كذلك لو.. لست كذلك أبدا"

يشهق زين شهقة ضعيفة خلال طيات أنفاسه المتسارعة بينما يسارع كلامه كل من شهقاته على حدى...يخبئ زين رأسه في وسادة كانت بجانبه... مبعدا هاتفه عن أذنه.. ناظرا إلى أفق الحجرة المظلم الذي لم يكن أشد ظلمة وحلكة من ماضي علاقته بلورنزو.... ليعتدل فجأة ويسند رأسه للأريكة لتنساب عدة من خصلات شعره الزهري للوراء ويتلون أنفه باللون الأحمر الزاهي.. ويكمل ما كان يقول سابقا:

"ولم أكن كذلك لك... ما كنا قبلا كان شيء لا أريد أن ألطخه ببقاياك الفاسدة.."

يقفل زين الهاتف... ويرميه على المنضدة التي أمامه.. لتبدا معدة زين بإصدار هدير خفيف.. لم يأكل شيء اليوم.. ولا يشعر بالرغبة للأكل كذلك.. لكن ومع تلك المعدة الخاوية يقف زين ليسير نحو البراد.. الذي أمتلئ بملصقات قديمة له قد تبعثرت أمام باب البراد.. لكن في تلك الصور يبدو مختلفا للغاية يصعب الجزم بأنه زين في أحداها... لكن كلما نظرت لعيناه في تلك الصور.. ستراها تلمع كما تلمع الأن لتيقن بأن ما ذلك الشخص إلا هو نفسه..

يفتح زين البراد الذي لم يكن يحمل شيء بداخله سوى صلصة رانش قديمة.. وكذلك زجاجات السوبرنوفا.. يخرج زين زجاجة تشابه بحد كبير زجاجة النبيذ ألا أن لونها أغمق وعبقها المخمر ينتشر بالمكان دون انتشال الفلينة من فهوته!. يتناول زين كأسا ويفتح دولابا صغير بجانب البراد ويأخذ من قليل من الرقائق أحضرها مؤخرا من المتجر.. ويتخذ مقعدا في أريكته مجددا يشاهد احتفالات رأس السنة مرة أخرى..

يملئ زين كأسه كله وينتشل بعض من الرقائق في يده.. وعندها...... أخذ رشفته الأولى من السوبرنوفا.. أخذ كل شيء يبدو كلا شيء... عيناه اخذت تنغلقان من لذة وعمق السوبرنوفا التي عانقت شفتاه كما لم يفعل أحد من قبل...... ينزلق الكأس من بين شفتي زين الملونتان بالأحمر الغامق وتنتصف مقلتا عيناه أمام الكأس الذي يرى نصفه فارغا... يأخذ زين يرتشف القليل شيء فشيئا.. تشتعل شعلة النشوة ليقف شعر جسمه كله ويجد نفسه بزاوية الأريكة مطربا أنفه برائحة السوبرنوفا العبقة التي أملئت الحجرة وما بها...

فجأة يرى زين عناوين أخبار الحفلة التي تقام الأن في الساعة 3 صباحا... يضع بعض من تلك الرقائق على لسانه قبل مضغها.. ويرفع صوت التلفاز عاليا قبل أن ترمش عيناه وتنعكس عليهما تلك الصورة في التلفاز...

يهمس زين لنفسه إلى جانب أنفاسه المتسارعة:

"حفل ذكرى زواج سعيدة هيو و فيرا ستايلز ....أه يا إلهي.. سأحتاج إلى كأس أخر.."