"إن احترق كتاب ،فأحذر ثورة الكلمات"
الكلمات عن دورها المعتاد لم ترضخ ، مازالت بأذناها تصدر ذلك الضجيج الجليّ "نحن كالورق ، إن سمحنا لأحدهم أن يغدقنا حبراً صرنا نكرة دون فائدة".
بخطوات متعثرة دلفت عِنان لمنزلها الصغير و لم تنثني عن التفكر بمقصد الجد من حديثه المبهم ذاك...
أخذت تتعمق بفكرها اكثر في كون جل من حولها غدوا ملطخين حبراً ، هذا إن لم يكونوا هم المحبرة بذاتها.
مشدوهة تماماً هي الآن ... وقت الآصال قد حل ، و القرار حول مقالها لم يُبت في اتخاذه بعد و الوقت لم يبق منه سوى بعض القليل !!★★★★★
جرب أن تضع حرف ... ثم آخر ... ثم أخير ، مبروك ، لديك كلمة !
لغرفتها دلفت و جل جوارحها قد أجفلت ، أساريرها تخلت عن كل بريق و رحبت بأذرع مفتوحة لكل وجوم و امتقاع .ان تجتث روحها من براثن ذكريات لها كانت الافضل ، و الآن صارت محرمة ، فذلك يكلف من الالم الكثير .
أول كلمة لمت شمل عائلة حروفها معا ً وحدها ، و الجملة التي أصابت تركيبها اللغوي ، و صفحة التعبير تلك التي ابصرتها دولة و كلماتها الشعب ... الآن أحترقت الورقة ، و معها الشعب !!
على الرغم من عجزها عن انتشال جوارحها من حذو هذه الفكرة ، إلا أن أُذناها سرقت الانعتاق و الحرية و أجبرتها على خطف كلمات من إجتماع جدها بجمع كبار القوم ... تجاذب اطراف الحديث و
التناجي بينهم ، قد تخطى حد الهدوء الكتابي ، او حتى صمت القارئ المنصت لضجيج الكلمات ...
وقتذاك وعت كم يكون الصخب الصامت مؤذٍ لمن تجرأ على إخراجه .
لم تلق ما يجدي نفعها خلف الباب هناك ، فهمت بالإنصارف دون جذب الأنظار او حتى الآذان ، لكن ... ان يضطرب جسدك لقول ، او تجفل لكلمة
او تسري القشعريرة بأوردتك ، فذلك غصب بالإكراه على الإقتراب أكثر ...
دون وعي لقت نفسها زُهاء الباب ، و القول خطف عقلها لأبعد حد ، بل و قد يكون هدده بالقتل إن لم يُحضر الفدية المطلوبة ، سمعته و كأنه سكن فكرها المراهق الصغير
" لقد أحرقوا الكتب ... فمتى تثور الكلمات ، متى تصرخ الصامتة ، متى تنبلج من إندثارها "-يتبع-
أنت تقرأ
الكتاب الأخير
Short Story" أنت ورقة ، فلا تدعهم يلوثوك بحبرهم " [مكتملة] #هدف_سامي #قصة_نظيفة