°نقطة الحبر || الثالثة°

119 21 6
                                    

"و إن ثارت الكلمات ... مات الجلاد "

إن كان جزء من جسدي يعمل فقلبي فقط اضحى يخفق الماً ، جوارحي ساكنا قد ابت أن تحرك ...
دمعاتي استرسلت تطفر على صدغي و القيظ اشتد حولي ، لوهلة كنت انا من يتلظى مكان الكتب .

استرجع تلك اللحظات ، كلمات العجوز ذاك لم تنفك عني، ملازمة .
الجند استرسلوا كسرب نمل جائع ، يهشمون ما يبصرون ... و يوقدون النار لجل مواكِبٍ للقراءة .

بصيص الامل قبل كل شئ غدا واهٍ ، يثب بعيدا كلما سنحت الفرصة ليثبط عزيمتنا أمام الجند .

اطل الطاغية علينا في الساحة العامة ، يثرثر بما يوقد الأبدان و تتلظى له الضمائر و تطفر لها السيوف تهوم أسوار قلعته ... لكن ، هذا إن كنت

قارئ ، إن صرت ململم للحروف ، إن أضحت التؤدة اسلوب حياتك ...
اهل بلادي دنسوا شأن الكتب ، و الحروف اصبحت مبهمة ، و أن تبصر كتاباً يتلظى فذلك يضفي لطقس البلاد القيظ و الحر لا اكثر .

ذلك الطاغية الذي سرق انعتاق بلادنا في فينة ،تخللت قوانين اللعبة ثنايا عقله ، فأصبح و إن كان أجهل الاجهلين، لقومي ابو الاذكياء .
فهم ان للجاهلون هناك فرصة اندثرت لهم ليعقلوا ، و إن رضخ و مكنهم من الفرصة وقت انبلاج الشمس ، غدا الضحية بعدما صار الجلاد...

لذا احرق كتب البلاد كلها و إن ظننتها قد شحت لكنها هائلة ، اوقد بها نيران الطغيان و الجهل و صار موطني شيخ كفيف بعدما ادعى العمى و عيناه على التحديق بارعة ...

كفكفت عبراتي الهاربة من سجنها و لحديثهم بطرت ، لا لم انوي بث اليأس او إثباط الامل ، بل واقع هنا يجب أن يحاكى ...
مشدوهة كنت ، و الوجوم كتب قصة جسدتها ملامحي ، أرنو بجمع كبار القوم بكفهرة زادها خفقان قلبي هماً ...

نطقت و الكلمات تأبى أن ترضخ و تخرج ، حزينة على اخوتها من احترقوا في الكتب " هل لي بقول شئ؟!"
كان صوتي متهدجا ، أخطف نظرات لجدي و العبرات تلكم جفناي لتثب خارجة ، لكني حبستها كنت السجان الظالم لها....

"إن ثارت الكلمات ... مات الجلاد ، لكن ماذا لو تبخرت الكلمات من خوف جهليٌّ بحت ؟! "

-يتبع-

★★★★★

الفصل القادم "نقطة الحبر الأخيرة "

الكتاب الأخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن