لم أرد عليها بل جززت رأسها دفعة واحدة بمخالب يدى ذات الشكل الدائرى المدبب ، حتى تناثر دمها على صدرى ، وامتزج مع لون سترتى السوداء.
جلست على الأرض أمسح الدماء ، وشعرت بتغير فى جسدى رهيب ، فطال شعر رأسى وأوجعنى بشدة.
ثم شعرت بألم مبرح فى ظهرى ولم أعد أدرى شيئا بعد ذلك.
مع صوت الأمطار إستيقظت حواسى كلها ، فقمت على الفور ؛ لأخرج من هذا المكان حتى أكمل مهمتى فى باقى المدن.
صدى كلماتها : أى كائن أنت؟ ! مازال يتردد فى أذنى ، عبرت الطريق تحت ستار المطر الذى أزال بقايا الدماء ، وطال شعر رأسى حتى سقطت بعض قطرات المطر على وجهى البشرى ، هنا شعرت ببرودة ورعشة دوت فى جسدى و كأن سيف من السيوف الحادة قد إخترق قلبى .
مرت الأيام وأنا أبحث عن ضحية جديدة تقوم بمهمتى ، فى إصطياد أرواح من تشبهها ، حتى وجدت ألدينا التى تتدرب على البيانو فى مركز قريب من مخبئى الجديد فى مدينة برشلونة ، هذه الفتاة الرشيقة القوام ، حادة الملامح قصيرة الشعر ، ذكرتنى بزوجتى عندما كنت أمير ، قبل أن أتحول لظل شبيه ، تتبعتها فى ظلام الليل وهى وحيدة تتحدث فى هاتفها النقال ، وصلت لمنزلها فدخلت خلفها وأوقعتها أرضا بضربة قوية من قدمى اليسرى لقدمها اليمنى ، عندما وضعت وضعت يدها على الأرض وقامت برشاقة وسرعة لم أرها فى أى بشرى.
توهجت عيناها باللون الأحمر وظهرت مخالبها ، وأسنان طويلة ذات نهايات مدببة ، زمجرت ألدنيا بصوت حاد : ظل شبيه ! اعتقدت أنك قد انقرضت منذ زمن بعيد .
أجبتها : لا أنا موجود على هذه الأرض ، عقاب لكل شبيه يشبه الآخر ، وأنتِ مصاصة دماء ، عقاب لماذا؟!
لم ترد بإجابة بل هجمت بعنف وجرحتنى فى ظهرى جرح غائر ، نزف منه رماد سائل ساخن ، استدارت لتواجهنى وحاولت جرحى فى عنقى بأنيابها الطويلة ، فتحركت أنا للخلف قليلا ثم أخذت السيف المعلق على الحائط المواجه لنا ، وذبحتها بسرعة ودقة ، سال الدم فى كل مكان، حتى وصلت دماءها لآخر الردهة ، وسط هذا البحر الدموى العبق الذى استنفر أنفى وجعلها متعطشة للمزيد من سفك الدماء ، وقفت لأراقب جثة مصاصة الدماء ألدينا ، ياترى لو كانت هى بشرية ، هل كانت ستقاومنى بقوة ؟
رفض عقلى إستعاب الفكرة ، هناك عند النافذة لمحت رأسها يتحرك يمينا ويسارا، ثم جائتنى ضربة أفقدتنى توازنى..
وقعت أرضا تحيط بى الدماء الطازجة من كل جانب ، نظرت لأرى شخص طويل جدا ، يحمل عصا مزخرفة تشبه سيوف العصور الوسطى ، بادرنى بالقول : ظل شبيه فى عام 2016م ، يبدو أن بعض المخلوقات لم تنقرض بعد ، كما توقعنا نحن حكماء المدن التسع .
أنت تقرأ
الظل الشبيه
Horrorهل كان حلم أن أرى نفسى أسفل سلالم منزلى بنفس ملابسى وشعرى يتطاير من حولى ، لا أدرى هل رأيت عين الشيطان أم كانت عيونى تلك يحيط بها السواد ، ولايظهر منها إلا توهج خافت ينم عن شر مستطير ، وصوت أشبه بفحيح أفعى شرسة يقول لى : أنت التالى !