الحالة 38 / الجزء الثامن

562 17 19
                                    

نهر ستيكس ..
انه نهر يحوي جميع الارواح المتعبة ، ارواح انهكها الالم ، لقد كان ستيكس يصب في عظامي .. لم انجو من الالم النفسي و ما اعتقدتُ يوماً انني سأتعافى مما حدث ..
كانت ميكان ساكنة امامي بعينان واسعتان تحدقان برعب و بشكل ابدي نحو الاعلى ، جلستُ بأحد زوايا الغرفة انظر الى شروق الشمس الذي بدأ يلقي بظلال زرقاء على المكان ، لم اعلم كم من الوقت امضيتُ قبل ان اعي ان الشمس بدءت تلمس الغابة ..
،كانت دماء ميكان تقطر بسنفونية ذات نسق واحد يثير اعصابي ..

نهضتُ من موقعي و مشيتُ نحوها ، لمستُ ب اطراف اصابعي وجنتها الباردة ، كان الامر مربكاً الى حداً ما .. فطوال مدة معرفتي بميكان لم يسبق لي ان رأيتها مسلوبة الارادة كما الان .. لقد كانت هناك تحت تصرفي ، تتوسل و تأن طوال الليلة الماضية ب ان اتركها !

بدا ذلك ك نكتة كونية بشعة .. لم احلم يوماً بان اتحدث اليها !!

و ها انا الان اقف امام جسدها الهامد ، تعاظم بداخلي كره عميق ، و صافٍ تجاهها ، لقد شعرتُ بالاشمئزاز ، كانت دمائها تلطخ ملابسي ، اصبح جلدي يتحسس اثر الدماء و يشتعل من الاحساس بها فوقه ، اخذت احك يداي وخرجت من الكابينة بسرعة كنتُ اركض بلا هدف ، ابحث عن اي شيئ يخلصني من تلك القذارة ، يقال ان الافكار الاسوء تتغذى على المك ، و تصبح انشط كلما اقتربت من الانهيار ، كانت امي و صوتها هما اسوء الافكار . لقد كنتُ اركض اكثر كمحاولة للهروب من صوتها الذي اخذ يعلو بداخل راسي اكثر ، خلعت سترتي ورميتها بعيدا و انا لا ازال اركض ، كان هناك بقعة من الدماء تغطي تنورتي عندما توقفت و قد تقطعت انفاسي ، لم اتوانى عن تمزيق تلك البقعة ، لكن رائحة الدماء لا تزال تعبئ انفي ، وتغطي يداي !

جلستُ بعزيمة خائرة اسفل شجرة سنوبر كبيرة ، رفعتُ شعري للاعلى و نظرتُ بكل اتجاه حولي .. كان الهدوء البارد و الاشجار المتطاولة هما ما يحدقان بي ، لم اعلم مالذي يجب ان افعله شعرت بالذنب ، و بالفشل .. و مر امامي جميع ما اذكره من وجهها منذ ان كنا صغار ..

_مايلي !!

جذبتني كفه التي امسكت كفي من ذلك المكان و رفعتُ نظري نحوه و قد عدتُ الى تلك الطاولة .. تفرس وجهي لثوانٍ قبل ان يسأل

_هل انتِ بخير ؟

اتبعتُ نظري نحو جهاز التسجيل وعدتُ احدق بذلك المحقق بذعر ، مالذي تفوهت به؟ نهضتُ من تلك الجلسة و تبعني يردد كلمات لم تعني لي شيئاً ، رفعتُ جهاز التسجيل و رميته ارضاً ، كان الواقع و المنطق يتدفق الى عقلي بغزارة الان .. لقد تركت الامور تخرج من سيطرتي .. لم يتحطم الجهاز مما جعلني اهبط الى الارض و اكمل ما بدءت .. لم اعلم متى تمكنوا من الامساك بيي و تقييدي بهذا الوضع الا عندما ثبتت تلك الاسلاك برأسي و انا احاول بشتى الطرق الافلات او شرح موقفي ، كل ما كان يخرج من فمي هو الصراخ الذي كتم لاحقاً ب قطعة بلاستيكية وضعت بفمي و ضغطت اسناني عليها بقوة ، لم اتمكن من قول كلمة قبل ان يطبق شيئ ما على جميع عضلات جسدي ويجعلها تتقلص بقوة اكبر مني ، تلا ذلك زلزال كبير هز كياني لقد كان مؤلم و مخيف و يحدث ان اقول انه لذيذ ايضاً !
لقد فقدتُ نفسي لفترة من الزمن ، تحررتُ مني و لم اعد اشعر بشيئ قبل ان يصبح كل ما استطيع ابصاره اسود !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 12, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

®Nyctophilia | نكتوفيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن