طالبة مستقيمة وفتاة جيدة /الجزء الأول

835 60 12
                                    


_ 5/9/1969
قسم شرطة ناشفيل /ولاية تينيسي_الولايات المتحدة الأمريكية.

_سيدي لقد جمعت كل صور الجرائم التي حدثت لطلاب في ثانوية
"ايست هاي" وهذه الملفات الخاصة بكل تقارير الطبيب الشرعي عنهم،

كان جالساً في مكتبه وهو يراجع ملف الطالبة "مايلي سايرس" وسيرتها الذاتيه واضعا سبابة يده اليمنى أمام فمه وينظر بتمعن لهذه السيرة التي لاتشابه ابدا الجرائم المتهمة بها!

رفع نظره إلى مساعده وتنفس بعمق :"حسنا جيك، تستطيع الذهاب "

على مدى سنة، كانت جرائم القتل المتسلسلة التي تحدث لطلاب هذه الثانوية هي حديث المقاطعة وحتى الولاية لنكون أكثر وضوحاً..

#انريكي
لم أتوقع ابدا ان تكون مجرد فتاة مراهقة وبتلك السيرة الذاتية "المستقيمة" خلف كل هذه الجرائم!!

الطالبة مايلي سايرس
مواليد : 1952
حازت على جائزتي تفوق في صف الرياضيات والجبر لسنتي 1966 و 1967 .. لديها قدرة في جمع الأعداد الكبيرة في وقت قياسي، ومشارعيها في صف الكيمياء والعلوم البشرية كانت دائماً تأخذ المركز الأول.
كان المحقق مندهش من بيانات تلك الطالبة وكانت وجهته الأولى لمعرفة هذه الفتاة أكثر هو "محيطها"...

______________

_مرحباً سيدتي؛ انا المحقق انريكي اكليسياس من قسم الجنائية ،مركز شرطة المقاطعة..هل يمكنني ان اتحدث اليك؟

سيدة في الخمسينات من عمرها ..بدينة وشقراء ترتدي فستان طويل إلى حد ما يصل إلى أسفل ركبتيها، ليظهر قليلاً من ساقيها الممتلئتان، علامات المفاجئة اعتلت وجهها الذي يحتوي القليل من التجاعيد،

لكن سرعان ما سمحت للمحقق بالدخول ..

جلس انريكي في أحد زاويا صالة بيتها الذي كان ك ديكور لم يغادر حقبة الخمسينات إلى الآن !

ابتسم وهو ينظر إلى السيدة :"في الواقع سيدتي أريد أن أخذ منك معلومات عن فتاة تسكن هنا في هذا الحي، إنها ابنة جارتك "مايلي سايرس " هل يمكنك أن تخبريني عنها وعن نشئتها؟ كيف كانت عندما كانت صغيرة ؟وهل عانت من ظروف سيئة معينة؟ "

كانت السيدة تنظر الى المحقق وهي تضع يدها على الغمازة التي تتكون بين عظمي الترقوة في حلقها:" لا أعلم يا سيدي أن كنت س افيدك بما س أقوله الآن لكن هذه هي الحقيقة، مايلي كانت فتاة طيبة،خجولة ومطيعة. .في الواقع طيلة مدة إقامتها هنا مع عائلتها وانا لم ارى شئ سيئ أو وقح قامت ب فعله .. لم تكن ك بقية المراهقين الذين يسكنون هنا أو في أي مكان. .كانت تساعدني في أكثر المرات التي نلتقي بها...لا أتذكر انها قامت ب فعل مشين يوماً! "

اوما المحقق ب تفهم :"ماذا عن عائلتها؟ والدتها؟ وو الداها؟"
السيدة :" والداها كان فظا وكان كريه من أغلب سكان الحي، لكنه توفي قبل سنتين، أما والدتها ف المعروف عنها أنها متدينة كثيراً ومتعصبة .."

انريكي:" ماذا بشأن مايلي؟ هل كانت متدينة مثل والدتها؟ "

اومات السيدة :"أجل، كانت مطيعة لوالدتها حتى وإن لم يعجبها، مظهرها كان يدل على ذلك "

كان المحقق يستمع لحديث تلك السيدة ب انصات وهو يحاول تحليل كل معلومة جديدة يتلقاها في رأسه!

:"شكراً لك سيدتي"

خرج من منزل تلك الجارة وهو ينظر إلى الحي الهادئ وإلى منزل مايلي؛ كان منزل متوسط الحجم بنائه قديم قليلاً لكنه متماسك، يحتوي على حديقة أمامية متوسطة الحجم أيضاً...منزل عادي وحياة طبيعية إلى حد ما؟ !

م الذي يدفعها لفعل ذلك؟!
وكيف امكنها القيام بكل تلك الجرائم لوحدها؟
لابد انهم تنظيم! هل كون والدتها متدينة لهذا الحد أدى إلى جعلها مجرمة لكي تستطيع تنفيس غضب خضوعها لوالدتها بتلك الجرائم؟ !

كانت تلك الأسئلة التي تدور في ذهن المحقق وهو ينظر بشرود إلى المنزل واضعا يديه في جيوب بنطاله...

#انريكي

كنت أتأمل منزل تلك الفتاة وملايين الأسئلة تهجم على رأسي لتصيبني بصداع يشتت تفكيري، العائلة ،البيانات،الجيران، الضحايا، الطرق المختلفة في قتل كل منهم! لما هم بالذات؟ المدرسة.....
نعم المدرسة أعتقد بأني س أجد ضالتي فيها!...

شعرت ب يد صغيرة تمسك يدي والتفت لأرى شعر أشقر وعينان بزرقاوتان ينظران الي ..كانت طفلة صغيرة تحدق بي ..
نزلت إلى مستواها وانا انظر اليها..

:"مرحباً يا صغيرة ما اسمك؟"

:"أين أخذت مايلي؟"

استغربت من سؤالها! كيف عرفت ان مايلي ذهبت من هذا الحي؟ وكيف عرفت ب أنني لي علاقة ب طريقة أو ب أخرى بالمكان الذي توجد فيه؟

:"ماذا تقصدين؟! "

ظلت تنظر إلي ب وجه عبوس وتركتني وذهبت! !
__________________

®Nyctophilia | نكتوفيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن