"المرة الاولى" /الجزء السابع

676 47 52
                                    


_تلك .. تلك الليلة كانت الاسوء ..

اجبته بوهن و شاهدت فمه يتحرك للحظة كمن يريد ان يقول شيئا لكنه لم يفعل ! ف اطبقه بتردد وعاد بعد وهلة قصيرة لتحريكه ثانيتا بشك!

وقررت اختصار جدالاته الخفية مع نفسه و عجزه عن الخروج بتعليق ، شرحت له كيف قمت بتخديرها وجرها الى حيث حمام الفتيات وسط السكون الذي غرق المكان به وضخم كل حركة كنت اقوم بها ، لدرجة انني كنت استمع لصوت انفاسي اللاهثة كالعواصف القادمة من داخلي الى الخارج _ حتى عضلات عنقي وداخل حلقي التي تتقلص مع كل مرة اقوم بها ب ازدراء لعابي اقسم انني كنت استطيع سماع صوت تقلص تلك العضلات _لم يكن الامر مخيفا فحسب !

لقد كان مهولا له هيبة الشعور الاول ، رغم تخطيطي المسبق لكل ذلك ودراسته بعناية الا انني كنت خائفة كالجحيم !

_لما اخذتها الى هناك ؟

_لقد كان علي ان ابقيها هناك لحين عودتي الى المنزل .. و اقناع امي ب انني س استغل كل يوم في العطلة بفعل اعمال طيبة ..

التقطتت عيناي تقطيبة صغيرة على جبهته برد فعل اول ، اوضحت سنه الذي ربما كان ثلاثيني او ما شابه ب رسمها لخطوط صغيرة موضع الشد بين خطي حاجبيه

_هل تركتها هناك .. بتلك الوضعية ، فقط هكذ ؟!

اومأت وانا اضم احدى قبضتاي على الاخرى بعصبية لتذكري حرارة جسدها التي كانت مرتفعة بدرجة لا بأس بها لتجعلني اقلق ، وجانب جبينها الذي كان متخضب ب الاوردة الناتجة عن الشدة التي تعرضت لها قبل قليل ..

والخدش الذي خلفته اضافرها التي كسر احدها بينما تحفرها على ظهر كفي التي تشد على فمها بعنف هستيري ..

_الم تخافي ان يكتشف احدا مكانها ؟ ..الم تخافي ان تفتش الشرطة المكان وتجدها وتبلغ عنكي ك اخر شخص رأته قبل ان تفقد الوعي ؟!

_كلا .. قطعا لا !

_لما ؟!

_ﻷنني لم اكن ل ابقى ب المنزل اكثر من خمسة عشر دقيقة..

_ماذا تعنين ؟!

_لقد كان ذلك اليوم هو موعد ذاهبي للكنيسة للاعتراف بعد اسبوع كامل من آخر مرة قمت بها بذلك ...

لم يكن الامر سهلا عندما تذهب لتعترف ب انك قد صليت كثيرا جدا ؛ لدرجة انك لم تعد تعلم هل ان يسوع اكتفى من صلواتك ام انه يراقبك عن كثب ويشك انك لا تؤدي مايكفي من الطاعات وانك فاسد وغير قابل للبناء ..
وينظر بعدم الرضى لكل صراعاتك و ما تقوم به من الداخل من حروب تؤدي في كل مرة بحياة احدى مبادئك الحيادية ليظهر محلها مبدء اكثر صرامة من سابقه ويجيش دواخلك لعدم الانصات للصوت الخافت البعيد الذي يخبرها ب ان .. ب ان تتوقف عن ما تفعله لأنك لم تعد تحتمل كل ذلك !

®Nyctophilia | نكتوفيلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن