٦. بيبر

382 49 2
                                    

"ڨايوليت جراااي"

انتفضت ڨايوليت من مكانها، حتى أنها سكبت كوب القهوة الذي طلب منها السيد واين إعداده!

اقتربت بخطوات مرتعشة من حيث ناداها الصوت لتفاجأ بالسيد واين واقفًا يمسك في يده شيئًا يشبه اللوح الخشبي.

"نعم، سيد واين؟"

نظر لها نظرة حارقة، ثم لف اللوح و قال بمنتهى الهدوء:

"رجالي وجدوا هذا مع أغراضك! من هذا؟"

راقبت ڤاي صورة چاستن التي كانت تحملها في غرفتها في يد چاستن الذي يدّعي أنه دانييل!

في الحال دمعت عيناها و هي تشعر بالسوء لأنها لم تستطع التحكم في دموعها!
لا تعرف لمَ سأل السؤال! ألا يعرف إجابته؟

قالت بحنين:

"هذا هو چاستن. چاستن بيبر. مغني بوب كندي. أصبحت معجبة به منذ ٢٠٠٩، و لم أظن في حياتي أنه من الممكن أن يتطور الأمر معي، و لكن ما حدث هو العكس .. أصبحت أهتم لأمره بطريقة مبالغ فيها. أطمئن على أخباره كل يوم و أرى إن كان بخير. أسعد عندما يربح جائزة و أحزن عندما أراه يتألم. لم أكن أفهم لمَ أبتسم عندما يبتسم، أو لمَ يلمسني صوته! هناك ملايين المغنيين في العالم. لمَ هو؟ لا أعرف. ثم في ٢٠١١ لم أستطع إخفاء الأمر أكثر. اعترفت لنفسي أخيرًا أنني قد غرقت في حبه. علمني كل شيء. الحب، التواضع، التسامح، الرفق، الإخلاص .. كنت أرتاح لدى سماع صوته لدرجة كانت تنسيني من أنا و تجعلني أستتفه مشاكلي."

سأل دانييل بلا تعابير:

"ثم ماذا حدث؟"

نظرت ڨايوليت في عينيه ثم أخفضت بصرها، و قالت:

"أسوأ يوم في حياتي! يوم عيد ميلاده في سنة ٢٠١٤. أعلنت الميديا انتحار چاستن. جميع أصدقائه قدموا النعي و حضروا العزاء، و انتحرت هايلي بالدوين وراءه، و هي صديقة له .. و الآن أنا أعيش على ذكراه!"

ابتسم دانييل ابتسامة ساخرة، ثم قال باستهزاء:

"هذه سخافة!"

أخفضت ڨايوليت بصرها و قد أوجعها كلامه و لكنها لم تُظهر:

"ربما من وجهة نظرك، سيد واين، و لكن هذا الرجل يعني لي العالم و ما زال. و هو كذلك سبب وجودي هنا!"

قطّب دانييل جبينه، و قال:

"ماذا تعنين؟"

تنهدت ڨايوليت لتقول:

"أمي صارت تنهرني لتعلقي به و حساسيتي المفرطة تجاه أي أمر يخصّه. كنت دائمًا ما أفتعل المشاكل مع من يتكلم عنه بالسوء و كنت أدافع باستماته، و آخر شيء فعلته، تخليت عن وظيفة جيدة فقط لأن المدير أخبرني أن چاستن لا يستحق اهتمامي بنبرة سخرية."

أسقط دانييل الصورة على الأرض ثم استدار بملامح جامدة ليواجهها بظهره، ثم قال بجمود:

"أريد قهوتي!"

التقطت ڨايوليت صورة چاستن عن الأرض و مسحتها ثم قبّلتها، و عادت للمطبخ تتمنى لو تلقي نفسها في أحضان دانييل .. الذي يخفي حقيقته!

***

كانت ڨايوليت على وشك أن تدخل غرفتها مساءً لتنام، بعد أن أنهت كل المهام التي طلبها منها دانييل، في حين سمعت صوت چانيت تتحدث، ثم صوت باب يُغلق ..

وقفت ڨايوليت لترى ما يحدث و لكنها لمحت چانيت قادمة، شهقت، ثم اختبأت خلف جدار إلى أن ذهبت.
تُرى أين كانت؟

شعرت ڨايوليت بالفضول الشديد نحو الأمر و لم تستطع كبت رغبتها في المعرفة حتى و لو ستُقحم نفسها بمشاكل ..

تسللت على أطراف أقدامها إلى حيث الباب الذي سمعت چانيت تغلقه، لتجدها مجرد مرآة طويلة، تحمل صورة دانييل أعلاها.

أكانت چانيت خارجة من مرآة!!

ازدردت ڨايوليت ريقها و قد بدأت تشعر بالغموض حيال حياة دانييل. تُرى ماذا يخفي؟

ثوانٍ و سمعت ڨايوليت باب البيت يُغلق، و قد رأت طرف رداء چانيت فعلمت أنها هي التي خرجت .. و لكن چانيت لم تر ڨايوليت لحسن الحظ!

زفرت ڨايوليت براحة شديدة، ثم عادت لتلقي نظرة شك نحو المرآة الكبيرة، ثم أخيرًا قررت أنها لا تُريد إقحام نفسها في المتاعب اليوم.

اتخذت طريقها إلى الدرج لتصعد لغرفتها، و لكنها كلما اتخذت خطوة .. يجذبها صوت تأوه حاد.

حاولت أن ترمي كل شيء من بالها و تكمل الطريق إلى غرفتها و لكن صوت التأوه يزداد حدة، فوقفت و قد شعرت ببعض القلق!

يبدو أنها خُلقت للمتاعب و المتاعب خُلقت لها.

أخذت تتبّع صوت التأوه إلى أن أوصلها لغرفة دانييل!
شهقت ڨايوليت و همست لنفسها بألم:

"چاستن .."

تأوهاته تخترق صدرها .. تؤلمها .. تطعنها ..

تُرى ما الذي أوصله لتلك الدرجة من الألم و ماذا يحدث له في الداخل؟

استجمعت شجاعتها الهاربة، و طرقت على الباب!

"سيد واين، هل هناك خطب؟"

"اتركوني وحدي!"

صاح بها دانييل بصوت جهور جعل ڨايوليت تنتفض مكانها، ثم عاد يتأوه، و لكن رغم كل شيء قلبها لم يطاوعها أن تتركه!

"سيد واين، أرجوك أخبرني ما بك؟ يمكنني المساعدة."

"قلت .. اتركوني .. وحدي!!"

قال جملتها متقطعة و كأنه يحارب الألم. لم تستطع هي الانتظار أكثر من هذا مكتوفة الأيدي.. ففتحت الباب و تركت الظروف تقرر ما سيحصل!

***

ابتسامةُ طُلوع الشَّمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن