١٥. نهاية العودة بالزمن

360 44 27
                                    

Selena's POV.

"سيل." همس لينبض قلبي بشدة.

"چاستن." همستُ في المقابل لأرى وجهه يضئ.

يفصل بيننا أقدام معدودة.. و أنا قدماي ترتعشان بينما أحاول إخفاء ذلك.

هو لا يعلم و لا أريده أن يعلم ماذا يفعل بي الآن! نعم هو جرحني بشدة حتى لم يعد بقلبي مكان لندبٍ آخر.. و لكنني أحبه! أنا تأقلمتُ خلال معرفتي به على الألم حتى صار صديقي المقرّب! لقد هجرته فقط لكرامتي المُهدرة و لكن بداخلي.. أحترق! أحترق لبُعدي عنه و أحترق بعلمي أنه يملك تحت يديه من النساء الكثير!

إلهي! وجهه ذابل! كنتُ أرى صورًا له في الميديا و كنتُ أظن أن هذا أسوأ ما يمكن! لم أتوقع أن يكون على الواقع أكثر شحوبًا و ذبولًا!

ماذا فعلت تلك الهالات لحبيبي؟!

"سيل.. اسمعي.. أنا أعلم أنني غبي، و أعلم أنني لا أستحقك.. و أعلم أنني فعلتُ أشياءً لا أُحمد عليها.. و لكنني ما زلتُ أتألم لهجركِ لي! أنا فقط.. أعلم أننا نتشاجر كيفما نتشاجر.. و لكننا دائمًا ما نجد طريق العودة.. أنا تائه!"
قال و أرى ما واجه من صعوبة ليُخرج تلك الكلمات. أنا أعرفه، و أعرف أنه ربما كان يحضّر في رأسه مئات الكلمات ليقولها و لكنه قد فقدهم الآن و هذا فقط ما استطاع قوله من وسط فوضى أفكاره!

رغم شوقي الجارف له، و رغم تلك الدموع التي تريد شقّ طريقها على خدّاي.. أظهرتُ القوة - كما تنصحني تايلور° دائمًا عندما يأتي الأمر إلى چاستن - و قلت:

"و هل تراني مأوىً التائهين؟! نحن انتهينا، چاستن. تنام مع فتاة البارحة و تطلب مني السماح اليوم!! هل أنت مُصاب بانفصام؟! اذهب فعالج نفسك أنا بخير دونك!" كذبت.

"هل.. حقًا.. صرّحتِ أنكِ هجرتني لأنكِ لا ترينني رجلًا؟!" قال متجاهلًا كلماتي يتضّح الحزن و الرجاء في عينيه.. لتصيبني أنا الدهشة بداخلي. بالتأكيد هو يتحدث عن إشاعة ما و لكنني لا أعلم شيئًا عن هذا الخبر.

قررت أن أتظاهر أنني أعرف عن الخبر، بل أنني قررت أن أتظاهر أنني أدليت بهذا التصريح بالفعل. أعلم أنني سأجرحه بما سأقول و لكننا يجب أن نبتعد.. رغم أنني أحترق و لكننا يجب أن نفترق.

"نعم، فعلت. الإشاعة صحيحة. أنا لا أراكَ رجلًا." أقسم أنا كاذبة كبيرة! أنا لا أرى رجلًا إلا هو! ربما تمنيت كثيرًا أن يعاملني كما كان سيعاملني رجل غيره.. و لكنني لم أتمنَّ غيره! أنا أحبه هذا الأحمق!

رأيتُ كتفيه يتهدّلان، و الخذلان يرتسم على ملامحه، و الألم يرسم خطوطًا على جبينه. أعتقد أنه كان يتوقع إجابة كتلك و لكن الصدمة على وجهه تخبرني أنه كان يتمنى إجابة أخرى. أتمنى لو بإمكاني ضمُّه الآن، حتى و لو للمرة الأخيرة.

ابتسامةُ طُلوع الشَّمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن