١٧. تُحِبكَ كالتنفس

353 44 10
                                    

"هل تحتاجين شيئًا آخر، أمي؟" قالتها آيمي لنيكول بعدما أخذت منها كأس الماء الفارغ.

"لا، آيمي. اذهبي أنتِ للنوم."

وقفت آيمي مكانها تشعر بالأسف على ما آل إليه حال والدتها. أصبحت زاهدة الحياة تبكي دائمًا و في حُضنها ملابس ڤايوليت.

"كان يجب علي تفهُّم حُبِها لهذا الفتى چاستن، صحيح، آيمي؟" قالتها نيكول و أجهشت في البكاء.

"أمي، لا تلومي نفسكِ، أرجوكِ." ردّت آيمي و ذهبت تجلس بجوار نيكول تربت على كتفها تحاول تهدئتها.

"لماذا لم يجدوها بعدُ، آيمي؟! هي لم تمُت، صحيح؟"

تكره آيمي أن تُعطي والدتها أملًا كاذبًا، كما لا تريد صدمها بحقيقةٍ ليست مؤكدة.
المصيبة الكُبرى.. أنها مُطالبةٌ بتهدئة والدتها و التربيت عليها بينما هي من داخلها تصرخ لألم فقد شقيقتها!

***

"ما الأخبار، كونور؟"

"اطمأني، مارلين. الهجوم سيكون قريبًا جدًا. سنُخلِّص كل ثأر! سيسدد ديونه، مارلين!" رد كونور بنبرة متشفية.

"هل هناك فرصة لنجاته؟! لا أريده أن ينجو، كونور!" قالتها مارلين بغلٍّ و حقد ظاهر.

هزَّ كونور رأسه نفيًا بابتسامة ماكرة، ثم أمسك مارلين من يدها يسحبها خلفه، قائلًا:

"تعالي سأريك، و عندما ترين بعينيكِ ستطمأنين."

مشت مارلين مع كونور إلى بيت شبه مهجور، و خلال طريقهما لهذا البيت كانت هناك إشارات بين كونور و بين رجال كُثُر على الطريق يأمره بعينيه أن يوفروا الحماية له هو و صحبته و يمنعوا أحدًا أن يتبعها لكي لا تُكشف خطتهم.

عندما وصلت مارلين إلى هذا البيت مع كونور دخلا، و عندما دخلا أُجبِرَت عينيها على الاتساع!

فرقٌ من عصابات الشوارع و عددٌ لا يُستهان به من الأسلحة.

"تبًا، كونور! هكذا دانييل ميِّتٌ لا محالة!" قالت مارلين بعيني متوسعتين.

ابتسم كونور بثقة، ثم قال:

"نحاول قدر الإمكان حاليًا أن نختبئ عن عيون رجال دانييل لكي لا يتم كشفنا و يفسد كل شيء! لهذا فرقتُ رجالنا على طول الشوارع ليقوموا بمراقبة المكان جيدًا."

"عمل جيد، كونور! دانييل في عداد الأموات!"

***

وقفت هايلي على قدميها عندما سمعت چاستن يقول ذلك و تراجعت خطوة للخلف، بينما چاستن.. أسقط قناع دانييل تمامًا و هو يقترب منها في عينيه كلام و اعتذار و امتنان و عجز. و من أنبل من العيون في حمل المشاعر؟

راقبته ڤايوليت حتى صارت هايلي بين ذراعيه و هو يضمها بقوة.

"أنتِ كُنتِ هنا عندما خذلني الجميع. أنتِ أحببتني و أعطيتني الاهتمام و الدفء حتى و أنتِ تعلمين أن قلبي معلّق بأخرى. لذا إياكِ أن تفكري أنني لا أحبك. مع دخول حُبكِ قلبي تعلمتُ أن الحُب أنواع، و نوعُ حُبي لكِ أكثر نقاءً و طُهرًا. ليس بالضرورة أن أكون حبيبكِ لكي أحبكِ، فأنا لستُ حبيبكِ و حُبي لكِ أقوى من أي حبيب، هيلز."

ابتسمت هايلي رغم نزول دموعها و شدّت ذراعيها حوله لتقوية الضمّة أكثر. لسانها عاجز و كلماتها لن تكفي، لذا آثرت الصمت.

عندما ابتعد چاستن أخيرًا عن هايلي، التفت إلى ڤايوليت، الذي امتزج التأثر في عينيها بالشوق لچاستن و العتاب.

"أرى أنكِ أخبرتها كل شيء." قال عن ڤايوليت موجهًا كلامه لهايلي، فأومأت.

"منذ متى أنت هنا؟" سألت هايلي.

"منذُ 'چاستن هو چاستن يا جراي، و لكنه يرتدي قناع دانييل للحماية'. ماذا أخبرتها أيضًا؟"

الغريب أن نبرة چاستن لم تكن تحمل لومًا أو غضبًا. إنه فقط يسأل.

"أخبرتُها كل شيء، جاس. لقد علمت أنكَ چاستن من وقتِ رأتك."

نظر چاستن ناحية ڤايوليت بمشاعر مُختلطة. شوق لها لأنها بيليبر، و عتاب عليها أيضًا لأنها بيليبر.

"أين كُنتم؟ لماذا لم تكونوا بجانبي؟"

ما آلم ڤايوليت هو الألم الواضح في نبرته.

"لقد كُنا هنا. لم نترككَ، چاستن! و لكنكَ فقط كنت متألمًا و يائسًا جدًا لتتذكّر البيليبرز الحقيقيين الذين ظلّوا في ظهرك و ساندوكَ و لم يتخلوا عنكَ لثانية! أنت تعلم أنك كل شيء في حياة كثير من الناس صحيح؟ تعلم أنكَ أملٌ لنا أليس كذلك؟!
أعلم أنكَ كنتَ تتألمُ و لكننا كنا معكَ نتألم لألمك! و بدلًا من أن ننهض سويًا أنهيتَ أنتَ حياتنا بتزييف خبر انتحارك!
إياك أن تقول أننا لم نكن بجانبك! أمامُك فتاة توقفت حياتها منذ ٢٠١٤ ببساطة لأنها لم يعُد بمقدورها رؤية ابتسامتك. ابتسامتك التي هي ابتسامة طلوع الشمس بالنسبة لها!"

قالت جملتها الأخيرة بخفوت و هي تمسح دموعها، ليبتسم چاستن ابتسامة هادئة و يكرر:

"ابتسامةُ طلوعِ الشمس؟"

رفعت ڤايوليت بصرها فيه.. و رأت ابتسامته!
معدّل سريع في خفقات القلب و دمٌ يضرب رأسها مصحوبًا بسرعة في التنفس!
نعم هي ليست تحلم. إنها تراه يبتسم!

قدميهما تحركت في ذات الوقت خطواتٍ للأمام حتى صار لا يفصل بينهما شيء. الذراعان اللذان يكتنفان ڤايوليت الآن هما ذراعان لطالما حلُمت أن يكتنفاها في أحلام يقظتها.

"أنتِ بيليبر يا لون!"

ضحكت لمناداته لها بـ "لون"، لتؤكد بابتسامة من وسط الدموع:

"نعم، بيليبر، چاي بي°. بيليبر تحبكَ كالتنفس."

______________

°چاي بي: JB اختصار لـ Justin Bieber.

ابتسامةُ طُلوع الشَّمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن