١٣. عودة بالزمن ٢

340 50 9
                                    

نظر چاستن إلى باتي و في عينيه ألف اعتذار، و لكنه لم ينطق أيًا منهم، و وقف ثابتًا مكانه ينظر إليها بثبات مصطنع.

كان في ذهن باتي ألف طريقة لتوبيخه و الصراخ بوجهه، و لكنها ما إن رأته بتلك الحالة - المُزرية في الواقع - حتى اقتربت منه بهدوء و ما زالت تبكي.

"هل أنتَ بخير، طفلي؟" قالت باتي بحنان و هي تحتضن وجهه براحتيها الدافئتين.

نظر في عينيها لثوانٍ، و بداخله يفكّر أنه أتى لها بكثير من الألم.. و هي لم تكن تستحق منه ذلك. يحبها أكثر من العالم! بينما تركه الجميع هي ظلّت هنا. من غيرها سيفعل؟ الأم أمٌ، صحيح؟

لم يكن بداخله طاقة للرد، و بدلًا من استكمال النظر في عينيها، رفع عينيه لينظر لمن يجلس على الآريكة. تعرّف عليها. إنها هايلي. هايلي بالدوين، صديقة له. إن لم يكن يتوهّم فإنه يرى القلق يشتعل بعينيها.

لم يستطع منع نفسه من التفكير فيمَ كان من الممكن أن يحدث لو كانت سيلينا مكان هايلي الآن. ربما لكان سيهرع لحُضنها و يظل هناك.

تنهد چاستن بإرهاق حقيقي، ثم قال و قد بدا يائسًا:

"هل تفقّد أحدكم مواقع التواصل؟ هل ما زال البيليبرز هنا؟ هل تركوني؟"

أخفض سكوتر بصره و قد امتنع عن الإجابة، و كذلك فعلت هايلي و قد بدت شديدة التأثر بما يحدث له.

عندما لم يجد چاستن إجابة، أخذ ينقل بصره بينهم بضياع. يرفضون إجابته؟ إذًا البيليبرز تخلوا عنه؟

شعر في الحال بألم في صدره.

احتوته باتي بذراعيها رغم طولها الضئيل بجواره، قائلة:

"حبيبي، عليكَ أن ترتاح الآن، أرجوك."

كل شيء بعد ذلك أتى سريعًا جدًا.
چاستن ترك أحضان باتي، و كذلك ترك أعصابه جانبًا!

أخذت دموعه بالهطول رغم إرادته و بدأ يصرخ بهستيرية:

"لا، لن أرتاح! لن أرتاح!! أحقًا تركوني؟ هل يحبونني في وقت الرخاء فقط!! أنا بحق الجحيم تعبت!! اللعنة أنا تعبت!! لا أحد يحبني! لا أحد يهتم لأمري! و الجميع يوجهون لي اتهاماتهم و انتقاداتهم بأسوء طريقة ممكنة!! أنا لستُ إنسانًا آليًا لعينًا!! و أنا أخطئ و أصيب!! أنا بشر!!"

أخذ في تكسير بعض الأغراض. حاويات زهور و تُحف ثمينة.. كل ذلك صار حُطامًا على الأرض و هو ما زال يصيح:

"أنا بشر!! بشر!!"

أصاب باتي الهلع مع محاولاتها اليائسة لردعه عن تدمير الأشياء. سكوتر بدأ يصرخ عليه و يردعه مُحاولًا قول كلام مُشجع و لكن لا فائدة! حتى هايلي تدخلت.. و قفز قلبها من مكانه عندما آذى يده بالقطع المكسورة و أخذت تنزف.

ابتسامةُ طُلوع الشَّمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن