"5"

9.4K 340 7
                                    

أنتهت من تلك الجملة وعيونها تحدق بغيظ فى وجهه ذلك المتخفى لترجع للخلف بنفس عدد الخطوات التى أخذتها قبل حديثها لتسدير بجسدها مغادرة لداخل غرفة تحضير الطعام محل عملها لتتبعها صديقتها بمعالم وجهها المنصدمه من رد فعلها ، ليسرع جاك المرتبك ينوي بلهفه تقديم اﻷعتذار بالنيابة عنها ليقطع ما نوى عليه عند نظرة ديفيد القوية له بعد أن أزاح نظارته فورا مغادرتهم ليبتلع كلماته منظفا حنجرته مغادرا سريعاً خلفهم ....

هبط ديفيد بهدوء بعد أن أستعاد ضبط ذاته يجلس القرفصاء بجانب جون الذى تفاجئ بعيونه الباكيه ليسرع برفع أطراف يداه يمحى بها أثار دموعه مردداً بلهفه :
- ما بك جون لما تبكى ؟!
أجابه بنبرة خوف تملكته لما شاهده :
- من هذا الرجل ؟! ولما يريد التهجم على والدتى ؟! ولماذا هى غضبت منك حين أنقذتها وهل يعنى هذا أن صدقتنا ستنتهى ؟!
تفاجئ بعدم معرفته هواية الرجل ليتضح له بأنه رجلا ماهو ألا والد قاسى ذو قلب متحجر ليسرع ديفيد بجذبه داخل أحضانه مردد بنبرة حانيه هادئة وهو يمسح بكف يداه على شعر رأسه الناعم :
- لا تشغل تفكيرك أيها الصغير .. أما بالنسبة لصداقتنا فهى لم ولن تنتهى من جانبى ألا أذا أنهيتها أنت ..
ليشدد جون حول عنقه مردد بسعادة عارمة :
- كلا فأنا أريدها حقا ديفو .. ولم ولن تنتهى من جانبي ..
أبعده ديفيد عنه مبتسما أبتسامة تتسع مرددا له بأستفسار وأندهاش :
- ديفو !!!
- نعم ديفو .. فهذا اﻷسم المدلل لصديقى سبيدرمان القوي الذى أطاح بالرجل الشرير ...
قالها جون بنبرة فخر واعتزاز وهو يرفع ذراعه فى الهواء بجانبه مظهرا عضلاتها بنموها القليل ....
ليقهقه ديفيد على أفعال هذا الصبي فهو فعلاً شهي .. ليستعيد توازنه بعدها بعدة ثوانى ليردد مبتسما بعض الشئ :
- وأنت جو .. ولا تندهش فأنا أيضا سوف أطلق أسم مدلل على صديقي ..
ثم أسترسل حديثة بهدوء شديد عند تذكر ما رددته تلك القطة البرية :
- جو أنا سوف أذهب اﻷن لعددة أمور هامه وسوف أعود أليك فى أقرب وقت ...
- متى ؟!
تفاجئ ديفيد بسؤاله فعلى مايبدو أن الصغير تعلق به حقاً كما تعلق هو به ايضاً ليردد مبتسما سعيدا دون تفكير :
- اممممم ما رأيك بيوم الغد !
تهللت أسارير الصغير من السعادة العارمة ليعود ثانياً لتعلق بعنقه وهو يشدد من أحتضانه مردد دون توقف :
- أجل .. أجل .. أجل ..

لينطلق اﻷثنان فى قهقهات مصاحبه لسعادتهم الداخلية والعالية حد السماء .....

-------------------

دلفت ليليان ذات الطباع الهادئ فى السابق الشرسه والمشتعلة غضباً اﻷن الى داخل غرفة الطعام تكاد تفتك بمن حولها بسب المتعجرف بقوته والمفسد لﻷمر كلياً ..
ليأتيها صوت رفيقتها منظفه حنجرتها من الصمت المندهش :
- ليليان ما الذى فعلته فى الخارج منذ قليل ! أهذا حقاً رد الوفاء والمعروف
رددت ليليان سريعاً بغضب يتصاعد :
- أى وفاء هذا .. وأى معروف ذاك .. أنا فقدت طفلي نهائياً بسب ذلك الوقح المقتحم فى شئون غيره ...
- ليليان هو لم يخطئ .. هو شاهد أمراة يعتدى عليها من وقح لعين ...
- وأنا لم أطلب منه ذل.....
ليأتيهم صوت جاك من خلفهما يقطع جملتها بعد أن أستمع لجزء من حديثهما مردداً وهو يكز على أنيابه بغيظ شديد :
- ذلك الوقح المقتحم فى شئون غيره والذى بتى تكرهينه اﻷن مثل طليقك الهمجي وعديم الاخلاق ... يستطيع قلع رأسك من جسدك حين تفوهتى بحديثك الوقح ذاك بعد أن يكون محى طليقك هذا من على وجه اﻷرض نهائياً وبالطبع نحن والمطعم سنلحق به مثل الدجاج المسلوق مع المرق ..
ليحدقا ليليان ودونا بنظرات مندهشة لما يتفوه به مديرهم جاك الذى أتاهم صوته سريعاً مجيباً على أندهاشهما الواضح له بعد أن أستدار اﻷثنان له بجسدهما :
- أنه اﻷمير وولى عهد البلاد " ديفيد أبن ملك البلاد الحالى هارفد الخامس "
حينها .. وحينها فقط شل لسانهما بما ردده ذاك الجاك بمعالم وجهه الجاده لترجع دونا بعدة خطوات للخلف بعد أن خرجت منها عدة شهقات متتالية بعد أستياعبها للموقف الذى وضعتهم به رفيقتها المتهوره لتنصدم بعدة أطباق موضوعه على حافة الطاولة من خلفها ليسقط جميعهما يدوى صوت تهشمهم عالياً على أرض الغرفة اﻷملس الناعم ...
لتفيق ليليان من شرودها المندهش على صوت التهشم يصاحبه صوت جاك يردد بغيظ متأجج وبسخرية لاذعه :
- ها قد بدأ تدمير مطعمى اﻷن !
لتسرع دونا الخائفة بترديد بعض كلمات اﻷعتذار بأرتباك ملحوظ وهى تنحنى بجسدها لجمع قطع الزجاج المتناثرة :
- أا .. أا .. أانا ..أسفه حقاً ممممستر جاك أاانا لم أقص....
بترت جملتها حين أتها صوت جاك لينا قليلاً وهو يردد :
- لأنى قد مررت بهذا الموقف من قبل وعلى أدراك بشعوره جيدا لكدت أخصم اﻷن ثمنهم من راتبك ...
ليلتفتا اﻷثنان بوجههما على عودة ليليان تكمل عملها فى تنظيف اﻷطباق بعيون باكيه وبوجه متهجم دون قدرتهم على فتح الحديث معها ثانياً ....

--------------

عاد ديفيد بسيارته ذات شهرة أقل من العالمية بقليل والتى يستطيع التنقل بها فى أنحاء جميع البلاد دون التشكك بأمره تاركاً سيارته الفارهه ذات الشهرة العالمية للحفلات والمناسبات الرسمية الخاصة بالبلاد ..
عاد لقصر الحكم والذى يعيش فيه جلالة الملك هارفد الخامس وجلالة الملكة سونيا وهما والده ووالدته .. توجه بعد أن أستفسر على مكانهم من مدير اعمال القصر ليخبره أنه قد بدأ مجلسهم اليومى الهادئ لقراءة كتاب ما ولشرب قدح الشائ الخاص بهم .. ليرفعا رأسهما بأبتسامة تنير وجههما حين أطلعوا على هواية الطارق ..
ليردد هارفد سريعاً ومازالت أبتسامته تعرف طريقها جيداً على وجهه :
- مرحباً بالملك المنتظر ...
ليقبل عليه ديفيد مقبلا جبينه بنبرة حانيه مردد بنبرة أمل داعيا ربه بيقين :
- أطال الله من عمرك أبى .. ثم أننى مهما فعلت لن تكون فترة حكمى مثل فترة حكمك أبداً .. فأنت الملك ذات الشهرة الأكثر مما سبقوا فى حكم البلاد لمدى طيب قلبك وقربك من الشعب ..
ضحكا والديه لمدى مراوغته المحببه لديهم ليردد والده بجديه بعد أن أنتهت نوبة ضحكه :
- يابنى لأبد لك أن تكون قريب من صفوة الأمراء وتشارك مؤتمراتهم الداخلية والخارجية حتى تكتسب الخبرة الجيدة ..
تحدث بنبرة هادئة بعد أن قاما بأستشاق عميق ليزفره ببطئ شديد :
- أبى أنا لا أتبع أحد .. أنا أتبع ما تملى علي ذاتى الدخلية فقط ..فأنا أقتنع تماما لكى أكون ملك على الشعب أن أقترب من عامة الشعب ذاته وليس صفوة الامراء الذين يتأخذون من تفويض الشعب لهم مناصب للكبرياء ورفهية النفس ...
أبتسما والده بهدوء وبنظرة عين تتفاخر بنسلها مردداً له بأعتزاز :
- دائما تنتصر فى النهاية وتقنعى بوجهة نظرك أيها الملك الوسيم ..
حينها أنتفضا ديفيد واقفاً من جلسته مبتسماً وهو ينحنى ببطئ مقبلا جبينه مرة ثانية ليُقبل تليها جبين والدته وهو يردد على مسامعمها :
- أطال الله من عمركما وبارك بكما فوق رأسي دائماً...
ثم أنصرف كما دلفا لينفرد بذاته قليلاً فى غرفته مفكرا فى حال تلك الفتاة الضعيفة الهشه فى ثوب قُطة برية شرسه ...

-------------

دلفا لغرفته مخرجا هاتفه من جيب سترته محركا أطراف يده على شاشته ليرفعه على أذنه بعدها سريعا ليأتية صوت رنين الهاتفه مرة واحده ليفتح الأتصال مجيباً الطرف الاخر بصوت يعلوه التقدير والأحترام مردداً :
- سمو اﻷمير .. تحت أمرك سيدى
ليردد على أحدى رجاله الاقوياء الباقين للحالات الخاصة والطارئة :
- سأملى عليك عنوان لمطعم ما فى الحى الشرقى لعاصمة البلاد ما عليك فعله هو تتبع عامله هناك لديها طفل يسمى جون بعد أن تعرف اسمها وأظن أنه ليليان للتأكد أكثر من مالك المطعم لتتبعها أثناء خروجها الى منزلها لمعرفة عنوانه ثم معرفة كل أمر متعلق بها وأيضاً أسم زوجها السابق أو أذا كان مازال الزواج مستمر ..
شعر بضيق حين نطقها .. ضيق لم يمر عليه فى سابق عهده .. ضيق فريد من نوعه ليعود من شروده بصمته حين أدرك الهاتف ليسترسل حديثة مرة أخرى :
- ولأبد من أخبارى بتلك المعلومات فور المعرفة لأملى عليك ما ستفعله حينها ...
لينهى الأتصال سريعاً واضعا الهاتف بجانبه وهو يجلس بضيق على الفراش طالبا الصبر حتى تنفذ هذة المدة المطلوبة لمعرفة تلك المعلومات على وجه السرعة ....

----------------
-----
-

قسم ولي العهد ( مستوحاه من قصة حقيقية )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن