الفصل التاسع( وضوح كل شيئ )

155 31 171
                                    

يرى مانكان مالم يكن يريد رؤيته بحياته أبداً.
فيصيح كالوحش الجامح ويركض نحو ذاك البيسّاك، لكن بيسّاك يرمي ياتورا ويقفز نحو الرمال البحرية التي كانت بجانبهم،فيقترب مانكان الذي سيطر عليه غضبه بالشكل الذي كان يريده بيسّاك، ويصيح: زئير التّنين.

ويضرب بسيفه من الأسفل لأعلى، فيخرج من الضربة قوس ناري بطول الخمسين متراً يحفر الأرض ويخترق كل ما كان أمامه حتى وصل للبحر وأكمل طريقه إلى خارج حدود هذه البلاد ويصل لجزيرة فيقطعها نسفين ويشعلها بالنيران ثم يطير نحو السماء بسبب اصطدامه بالجزيرة وأخيراً ينفجر ليرمي شظاياه بكل مكان بهذا البحر الكبير.

أما تشيبا ولاان كانا قد وصلا لمكان مانكان وانصدما مما رأوه، ماهذه القوة بحق، فقد شاهدا أرض البحر بعمل كبير جداً قبل أن يغمر البحر المكان الذي بخره مانكان بنيرانه.

أما بيسّاك فيبدو عليه أنه قد اختفى.

فيركض مانكان نحو ياتورا ويرفعها من على الأرض بعد أن رمى سيفه المشتعل بقوة.
ثم بدأ يقول بقلق كبير: أنا آسف، أنا حقاً آسف.

فتبتسم ثم تسعل وقد خرج من فمها دماً وتقول: رغم أنَّكَ حارسي الشخصي.

فيبدأ مكانكان بالبكاء.

ياتورا: لا تبكي ياذو، ياذو العصير الأحمق.
أتعلم ماذا؟
منذ أن رأيتكَ عندما خرجت من الحمام آن ذاك، أعجبت بكِ.
فتسعل مرةً أخرى وتكمل كلامها: أحببتُكَ بعدها، وعشقتكَ وأخيراً أصبحتُ متيّمة.
لا أدري كم أنني حمقاء، وأنت أحمق أكثر مني، أريد أن أحبك أكثر.

مانكان: كفى، لا تتكلمي، سنعالجكِ.
فتسحبه وتقبّله.

تشيبا: سحقاً، لم أعد أريد قبلته الحمقاء، اتّصل بالإسعاف.

فيخرج لاان جهازه الخلوي، ثم اتصل.

أما مانكان الذي ولأول مرة تموت حياة بسببه، كان ما يزال يبكي ثم يقول لها: ياتورا، أعِدُكِ أنني سأقتله، أنا أعِدُكِ.
ياتورا: أنا أنتظر ذاك اليوم، أيهاوالأحمق.
أحبّك.

ثم تسقط بين يديه جثّةً هامدة.

فيصيح بكل ما أوتي من قوّة.
ومن تلك النقطة تغيّرت حياته بالكامل.
ومضى شهراً كاملاً بعد موت ياتورا.
كان مانكان يذهب لقبرها بذاك الشتاء البارد كل يوم ويضع وردةً على قبرها.
كانت تمطر فوقه، أو تثلج، لكن لا بأس.
كله يهون لأجل زيارتها.

وبأحد الأيام الماطرة كان يجلس مانكان بجانب كرسيها وكأنه جثة متحركث بلا روح، لا يفكّر بشيئ، فيقترب لاان منه قليلاً ويقول: توقعت أن أراك هنا.

لكن مانكان لم يرد عليه أو حتى يلتفت له.
فيكمل: أعلم أنّك حزين جداً، لكنها ليست الحياة فقط.

فيقف مانكان على قدميه وإذ ب لاان يرجع قدمه للخلف خطوة بصدمة.
فيقترب مانكان منه ويمسكه من ياقة ملابسه ثم يرفعه لأعلى بيد واحدة.

لاان وهو يتكلم بصعوبة: أنت تخنقني مانكان، دعني.

فيتركه مانكان ويعود للمكان الذي كان جالساً عليه.

لاان: أظُنُّكَ لا تعلم إلى الآن من هم فرسان المستقبل.
إنَّ فرسان المستقبل هم نحن. لا أدري كم منهم يوجد بعد، لكن يوجد الكثير.

لكن لم يتفاعل مانكان بالأمر أبداً.

ثم يكمل لاان: بضع علماء اشتروا أطفالاً منذ ولادتهم ووضعوهم بكبسولات عملاقة ثم تحكّموا بعقولهم وأرسلوهم بعوالم خاصّة.

فمنهم من كان من العصور الوسطى، وآخرون مَنْ كان مِنَ المستقبل، حتى منهم من كان من عوالم غريبة.
وكل هذا، كان هدف صناعة الجيش الأمثل بهذا العالم.
لم يهتم مانكان للأمر بتاتاً.

لاان: وهدف صناعة هذا الجيش هو حكم العالم.
هؤلاء الصغار كانوا يملكون تلك القوى الخارقة بسبب إضافة أشياء لجسد الطفل، كذرّات النار، أو ذرات من الكهرباء.
حتى اختلطت بأجسادهم بشكل غريب جداً.
أي أن أولائك الفرسان، ليسوا سوا جنود من هذا العالم ولا يمدّون العوالم الأخرى بأية صلة.
بعد ان استفاقوا بهذا العالم كانوا لم يدرون شيئاً إلى أن اتّضح الأمر بسبب الحاسب الذي عمل وحده.
ذاك الحاسب الذي تكلم من تلقاء نفسه، وعلمنا عن كل شيئ، وأولها سبب وجود الفارس بهذا العالم.
ليس هذا وحسب، وإنما يوجد مجموعة من هؤلاء الفرسان لم يقبلوا باتّباع أوامر هؤلاء العلماء واتّخذوا طريقهم الخاص.
لا أحد يدري ماذا سيحصل بعد، لكن أرجوك كُن قويّاً.
إن كنتَ تريد معرفة مكان المختبر هذا،فهو ليس بهذه المدينة، بل بالمدينة التي تقبع بالشمال، هو واضح كوضوح الشمس، لأنه عالٍ جدّاً ولا يوجد غيره
بتلك المدينة بذاك العلو.

فيقف مانكان ويتّجه نحو الشمال، فيقول لان باستغراب: مانكان؟

لكن مانكان يتخطّى لاان بلا كلام ثم تبدأ خطوات مانكان تكبر واحدة تلو الأخرى حتى بدأ يرض وأخيراً بدأ يقفز بسرعة كبيرة جداً.

أما لاان فكان يحاول الصياح لمانكان لكنه لا يرد أبداً.

لابد أنها كانت صدمة بالنسبة لمانكان، ليس صدمةً وحسب، بل أنه لم يتوقّع شيئاً كهذا أبداً.
لو كان الذي سرد هذا الأمر غير لاان، لما كان قد صدّقه.
لكنه صديقه بعد كلِّ شيئ.

حتى وصل مانكان لأمام ذاك المبنى العملاق،وما تزال الأمطار تهطل بغزارة، فيخرج خمسة أشخاص ملثمين من المبنى ويصيحون: مانكان، أيها التنين، أنت لم تأتي إلى هنا منذ البداية، ولذلك سنعتبرك خائناً، ويجب قتلك.

ثم يمسك بسيفه ويقول ببرود تام: غضب التّنين.

ويدوي بطريقة عرضيّة بسيفة ليخرج منه قوساً نارياً آخر عملاق نحو الأشاخص الخمسة، فيضعون أيديهم أمامهم، وإذ يخرج درع شاف يحمي المكان، لكنهم بدأوا بالأرتعاد من الخوف بسبب القوة التدميرية الكبيرة، حتى قطعهم بالكامل وقطع المكان بشكل طولي ثم انفجر بشكل جبار.
وانهار المكان بالكامل.

فيرفع مانكان جهازه الخلوي ويتّصل بأحدهم ثم يقول: ران، أنا مانكان، ذاك الكوسبلاي، لقد فعلت جريمة وأريد أن تقبض علي.

Mirai No Kishiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن