إبن الخادمه وسليلة العائلة
الفصل السابع عشر
ركضت أميرة إلي غرفتها وهي تبكي بشدة ثم ألقت بجسدها علي الفراش دافنة وجهها في الوسادة ، بينما دلفت أمل خلفها وهي تقول بجدية: والله يا أميرة إلي بتعمليه ده غلط جدا إزاي مصممة تتجوزي إبن الخدامه
رفعت أميرة وجهها وقالت من بين دموعها: غلط ليه يا أمل غلط ليه هو كل تفكيركم أنه ابن خدامة، مبصتوش أنه مدرس محترم وبيربي أجيال ومبصتوش أنه محترم مكافح بيشقي وينحت في الصخر ولا هو لازم يكون بيه من البهوات وليه مركز أو دكتور
أمل متنهدة: ياحبيبتي مش هتقدري تعيش في مستواه شوفي نفسك عايشه إزاي دلوقتي وهو عايش إزاي أكيد مش هتعرفي وبعدين أنتي ايه عرفك أنه يكون كويس أنتي بتحكمي عليه من بره ليه ؟
أميرة: الجواب بيبان من عنوانه يا أمل وإشمعني أنتوا بتحكموا عليه من بره لمجرد أن أمه كانت بتشتغل عند عمي سعيد ؟!
أمل بنفاذ صبر: أميرة فكري بعقلك شوية بلاش تفكري بقلبك وإعقلي
أميرة بحزم: أنا حرة في حياتي يا أمل
لوت أمل فمها وهي تقول بتهكم: الي بيشيل قربه مخرومة بتخر علي دماغه
ثم تركتها وتحركت بعيدا فرن هاتفها فنظرت إلي الشاشة وجدته زوجها ، إرتبكت قليلا عندما رأت إسمه يضئ بالشاشة ، فأجابت عليه وهي تدلف إلي الشرفة وتقول بصوت جاد: أيوه
تحدث عمر وقال هامساً: وحشتيني
لأول مرة قلبها يخفق وكأن كلمته إخترقت قلبها لتجعله ينبض بالحب ولكنها تكابر كعادتها وأخفت إرتباكها في ثوان وقالت : طيب
رفع حاجبه وهو يقول بغيظ : طيب في عينك هو أنتي مش هتبلي ريقي بكلمة حلوة أبدا !
تنهدت أمل قائلة بلا مبالاه: والله أنا كده إذا كان عاجبك مبحبش المياصة والهبل ده
صر عمر علي أسنانه وهو يقول: هبل !! طيب لما أشوفك
أمل بتحدي: يعني هتعمل إيه ؟ أنا مبخافش علي فكرة وأوعي تفتكر نفسك حاجة !
عمر بهدوء عكس ما بداخله: مممم مبتخافيش مني يعني يعني
أمل بتأكيد : طبعا
ضيق عمر عينيه وقال بتوعد : هتتعاقبي زي إمبارح فاكره ولا لاء
توردت وجنتيها خجلا وأصبح وجهها كثمرة التفاح ، بينما تابع عمر بتسلية: أحبك وأنت مكسوف
تنحنحت أمل بحرج وقالت: آآ لاء أنا مش مكسوفة وبعدين إحترم نفسك عشان كده أنت قليل الأدب ومش محترم أصلا
صُدم عمر حين تلقي منها هذه الجملة ! فلقد حقا بالفعل أخطأت هذه المرة فقال بجدية وعصبية تامة: أنا مش محترم ، اظاهر كده يا أمل فعلا إني إتساهلت معاكي وأخدتك عليا أكتر من اللازم
شعرت أمل بالندم وإبتلعت ريقها بتوتر وكادت أن تتحدث ولكنها تفاجئت أنه أغلق الخط ، فشعرت بالحزن أنه لم يهينها في أي مرة ولكنها تعدت حدودها هذه المرة ، فعاتبت نفسها وهي تقول:
تؤ ما هو السبب وهو الي بيعصبني ، لا بس أنا مكنش ينفع أقوله كده وبعدين هو ليه قفش كده مرة واحدة عموما هو حر بقي ، لا ماهو أنا لايمكن هعتذر منه !
ظلت شاردة وإستندت بمرفقها علي حافة السور ، وهي تعاتب نفسها داخلياً ، حتي شعرت بذراعين قويتين تحيطها من الخلف .. شهقت بفزع ، وإلتفتت لتجد نفسها في أحضان عمر ووجهه عابس بشدة ، حالة من الصدمة سيطرت عليها غير مستوعبة أنه هو بالفعل أمامها ، خرج صوتها بتوتر شديد وهي تقول بشفتين مرتعشتين : آآ أنت أنت آآ
قاطعها عمر بصرامة وهو ناظراً إلي عينيها : إعتذري
فغرت شفاها ، ورمشت بعينيها وهي تقول: هاا
عمر مكرراً وهو يتأمل هيئتها المصدومة: إعتذري دلوقتي حالا يا أمل وإلا والله العظيم هعاقبك عقاب أشد من الي فات
أخذ صدرها يعلو ويهبط بخوف واضح وإرتباك من قربه الشديد ، فخرج صوتها مرة ثانية منخفضاً للغاية: طب أنت جيت إزاي مش كنت لسه بتكلمني فـ ....
قاطعها مرة أخري وهو يمسك طرف ذقنها بعنف: ميخصكيش جيت إزاي أخر مرة هقولها وبعد كده متلوميش إلا نفسك .. إعتذري يا أمل علي الي عملتيه
أومأت أمل برأسها وكأنها طفل صغير يخشي العقاب وقالت بصوت متقطع : آآ أنـ أنا أنا ... قالتها سريعا وهي مطرقه رأسها: أنا آسفة !
شعر عمر بالإنتصار ولكنه لم يكتفي بهذه الكلمة فقال وهو يملس علي وجنتها : حاف كده
إستمدت قوتها من جديد ورفعت بصرها إليه قائلة: حاف إزاي ؟
رفع حاجبه وقال بتصميم : يعني حبيبي قلبي روحي كده يعني
دفعته أمل في صدره وقالت بحدة: ده بعينك أصلا
أمسك ذراعها وهو يقول بمراوغة: هعاقبك
أمل بغضب طفولي : والله هقول لماما أنا بقولك أهو
تركها عمر وقال بجدية: طيب عشان خاطر ماما بس سماح المرادي لكن قسما بالله يا أمل هتقلي أدبك تاني هعرف أربيكي إزاي
كادت أن تتحدث ولكنه وضع يده علي فمها ، وقال رافعا حاجبه: ولا كلمة زيادة يلا إتفضلي إلبسي عشان هنخرج
أزاحت أمل يده وقالت بتساؤول : هنخرج فين ؟
عمر متنهدا: أمي عزماكي علي الغدا وكمان هفسحك شوية وأمري لله مع إنك متساهليش ولسانك طويل ثم تابع مازحاً: بس بموت فيكي أعمل إيه
لا تعرف أمل لماذا شعرت بالفرحة من حديثه ولكنها قالت بمشاكسة: مش عاوزة أخرج معاك
عمر بلا مبالاه: هتخرجي ورجلك فوق رقبتك أنا إستأذنت والدتك وكله تمام يلا يا حلوة خشي إلبسي
زفرت أمل بضيق وقالت : يوووه هو بالعافيه ولا إيه
عمر بلهجة آمرة : يلااااا
دبت أمل علي الأرض بقدمها وتحركت من أمامه فضحك عمر عاليا بإنتصار وحدث نفسه' : إن ما ربيتك يا أمل مبقاش أنا الدكتور عمر
.................................
أنت تقرأ
إبن الخادمه وسليلة العائلة
Romanceرواية مشتركة بقلمي فاطمة حمدي وأميرة الشافعي المقدمه ... أحبته دون أن تراه ، مجرد سماعها أخلاقه تمنت أن يكون فارسها الذي لطالما حلمت به وتمنته في أحلامها، وعند التلاقي كانت الصعاب ولكن عزيمتها تحدت كل الصعاب لتتخطاها وتصل إلي مرادها رغم أنه إبن خا...