أهمية التعرف على شخصية الآخرينتُعتبر معرفة شخصيات الآخرين من حولنا مفتاحاً لتبادل مشاعر المحبّة، وتحسين أُسس التواصل بين الناس وتوثيق روابط الألفة والمودّة بينهم، كما أنّ معرفة نمط الشخصيات المختلفة تضمن إنشاء علاقاتٍ متميّزة تتّصف بالمرونة وفَهم الآخر، وتساعد على اكتشاف الصفات والقدرات الكامنة في كل شخص فتتيح الاستفادة من هذه الصفات وتنميتها، ولفهم طبيعة الآخرين أهمية كذلك في أنّها سبيلٌ لكسب ثقتهم وودّهم واحترامهم وتخفيف احتمالية حدوث أيِ خلافٍ أو سوء تفاهمٍ بينهم وذلك عن طريق التخلّص من السلبيات، وتقليل الفجوات الناجمة عن التواصل الخاطئ، فتغدو هذه العلاقات طيّبة وقوية تقود أصحابها إلى متعة والنحاج والسعادة.
أنواع الشخصيات
إنّ التعامل مع الآخرين لا يتّخذ نمطاً واحداً مع الجميع، بل إنّ لكلّ شخصية طريقة خاصة للتعامل وتبادل الخبرات والمشاعر معها، كما أنّ أساليب التواصل تتغيّر من شخصٍ لآخر، وذلك تبعاً لاختلاف و تنوّع طبيعة الشخصيات، ومن هنا جاءت قيمة معرفة نوعية الشخصيات واستثمار إمكانياتها وكيفيّة التواصل معها بأفضل أسلوب، و برزت أهميّة تعدّد أساليب التعامل مع الناس بشكلٍ يتناسب مع الظروف المحيطة ودون أن يتناقض ذلك مع المبادئ والثوابت الشخصية، لأنّ ما يصلُح به الحال مع أحدهم قد لا يُفيد أبداً مع غيره، ويمكنّنا التعرّف إلى شخصية من حولنا بمعرفة أهم السّمات التي يتّصفون بها، وفيما يلي بيانٌ لأنواع الشخصيات وأهم السمات التي يتّصف بها أصحابها:
الشخصية الحيوية
صاحب هذه الشخصية يبعث البهجة والتفاؤل والنشاط فيمن حوله، و يتميّز بأنّه جريء يغامر بكل ما هو جديد ويُقدِم على فعله دون تردّد، كما أنّه يقدّر العمل بشكلٍ كبير وإذا ما فشل في جانبٍ من جوانب حياته يجد عزاءه فيه، ونجده واثقاً بنفسه شجاعاً منظّماً لا يحب الفوضى، وعادةً ما يكون ناجحاً وموفقاً في حياته، وينزعج من الذين يتحدثون عن الفشل وكأنّه ملازمٌ لهم.
الشخصية الواعية
صاحب هذه الشخصية يتميّز بموهبة يفتقدها الكثيرون وهي سرعته في فهم الأمور والإلمام بها أي أنه لمّاح، ومن أهم سماته أنه بسيط يتغاضى عن العيوب الصغيرة في الآخرين ولا يهتم كثيراً بالتفاصيل إلا عند اللزوم بل يلتزم بالأسس والقواعد العامة في كل شأن، وهو لا يحبّ المفاجآت ولكنّه يتقبّلها دون أن يحمل في قلبه أيّ ضغينة، صحبته ممتعة ومفيدة فقد يكون لديه الكثير من النصائح التي تفيد من حوله لإحاطته بجوانب لا يدركونها إلا بشكل متأخّر.
الشخصية العقلانية
صاحب هذه الشخصية لديه طموح كبير، وهو هاديء يدرس الأمور بدقة قبل أن يقوم بها، ويتحكّم بشكل جيّد بمشاعره وقد لا تظهر مكنونات قلبه على وجهه، ولديه قدرة عالية على التركيز، كما أنّه يتميز بالنظام والموضوعية فعادةً ما تكون آراؤه صحيحة وفي مكانها، لذا فالتعامل مع هذه الشخصية يحتاج للتأنّي و وجود الأدلة والبراهين في إثبات أيّ موضوع يُطرح عليه.