الصفات الشخصيّة
من الغريب أو من غير المُصدّق أن تسأل شخص ما عن مزايا شخصيته وصفاتها الإيجابية والسلبية، ولا يتمكن من تعداد إلّا القليل منها، وتجده غير محيطٍ بجوانب شخصيته، ولا يعرف نفسه حق المعرفة، وبالمقابل تطلب منه أن يصف لك شخص آخر يتعامل معه، ويعرفه جيداً، عندها ستُفاجأ بأنه سيقوم بتعداد مزاياه السلبية، والإيجابية بالتفصيل، فهل الأشخاص مثل: (الأصحاب، والأزواج، والأقارب) يعرفونك أكثر من نفسك؟
الأشخاص الّذين يكونون حولك يحكمون عليك من خلال تجاربهم، ومواقفهم معك، وستجد نفسك أنت أيضاً تعرفهم أكثر من أنفسهم، وقد لا تُصدّق وصفهم لك، ولا يُصدّقون وصفك لهم، خاصّةً عند ذكر الصفات السلبية، فكيف تعرف صفاتك؟
كيفية معرفة صفات الذات
يستطيع الشخص معرفة صفاته وتحديد الإيجابية منها والسلبية عن طريق نفسه، وعن طريق الآخرين، ومن خلال المواقف التي تحصل معه، والتفصيل سيكون كالآتي:
معرفة صفاتي من خلالي
على الرغم ممّا جاء في مستهل حديثنا، إلا أنّه من المفروض ومن المنطق أن لا يعرف الشخص إلا نفسه؛ فحكم الناس عليه قد لا يكون صحيحاً، فمنهم المجامل، والمنافق، ومنهم الناقد والحاقد، ومنهم الجاهل، إذاً فقد لا يَصْدقوك القول، ومنهم من يَصْدقك القول، ولكن المشكلة تكون عندك، بأنك كنت أمام هذا الشخص مرتدياً قناعا آخر غير حقيقتك، وبالتالي سيحكم عليك وفق الظاهر، وليس على ما أنت عليه.
ومن هنا وحتى يتمكن الشخص من تحديد صفاته بنفسه لا بُدّ له من أن يجلس مع نفسه جلسةً صادقة، ويتأمل، ويستذكر طريقة تعامله من الناس من حوله، ومع جميع من يعرفه، مثل: (الأصدقاء، والزوج، والزوجة، والغرباء، والزملاء، والأهل)، فإن وجد تكراراً في تصرفاته مع بعض الأشخاص وكانت هذه التصرفات على وتيرة واحدة، حتى وإن كانت سلبية، عندها يجب أن يعلم بأنّ هذه التصرفات لم تتكرّر معه جزافاً بل هي مواصفات شخصيته.
معرفة صفاتي من خلال الناس
هنا يجب أن يُميّز الأشخاص المقرّبين منه، ولا يتأثر بأحاديث الآخرين، الذين لا يعرفوه حق المعرفة، إذاً يجب على الشخص البحث عن صفاته من خلال الناس الذين يحبونه ويعرفونه جيداً، ويعرف بأنهم لن يتملّقوه، مراعياً أن تكون تصرّفاته هو معهم طبيعية، دون أن يرتدي قناع المجاملة والدبلوماسية، وإلا سيصفوه بغير صفاته.
إذاً يستطيع الشخص معرفة صفاته الإيجابية والسلبية من خلال الناس، ولكن ليس أي أحد؛ بل الأشخاص الذين عاشروه جيداً، وجربوه، فهؤلاء الأشخاص وبحكم هذه العلاقة المقرّبة إن اشتركوا جميعاً بوصفه بعدّة مزايا معينة، فليعلم الشخص بأنها من مواصفات شخصيته.
معرفة صفاتي من خلال المواقف والتجارب
يجب على الشخص أن يُحاكم نفسه باستمرار، وذلك من خلال كل المواقف، والتجارب التي تمرّ عليه، فأي موقف ولو كان بسيطاً قد يوصله إلى صفةٍ لصيقة به، وهو لم يعرفها بعد، وعند مروره بكل موقف يجب أن يطرح السؤال التالي: (ما هو سبب تصرّفي في هذا الموقف بهذا الشكل؟) والإجابة ستبين له السبب والذي سيوصله حتماً إلى صفة من صفاته، لم يكن يعرفها، أو يعلمها عن نفسه.
وفي الختام نقول بأنّ الشخص كلما تقدم به بالعمر، ونضج، وكثرت تجاربته في الحياة، واتسعت دائرة معرفته بالناس، وخالطهم، ستتضح له معالم شخصيته أكثر فأكثر، أمّا الشخص السلبي، الذي ينطوي على نفسه، لن يستطيع تحديد معالم شخصيته، فهو لا يتعامل مع الآخرين، ولا يخالطهم.