الشخصية هي بصمة خاصّة يتميّز بها الانسان عن غيره من الناس، فلكلّ شخص ( حيث تُستمدّ كلمة شخصيّة من شخص ) سلوكٌ معيّن وسِمةٌ بارزة يتميّز بها، حيث تُساهم عدّة عوامل في تكوين هذهِ الشخصيّة الخاصّة بفلانٍ من الناس دون غيره، فالشخصيّة تتطوّر مع الزمن وأحياناً ترتقي إلى الأفضل وأحياناً تتدهور إلى الحضيض، تبعاً لقوّة الإنسان، واخضاع نفسه للبرامج التدريبية أوتركل النفس على عواهنها حتّى تنتكس، فالنفس تتربّى كالطفل وتتشكّل الشخصيّة تبعاً لهذهِ التربية، وفي هذا المقال سنتحدّث عن إحدى الأنماط المُتعلّقة بالشخصيّة وهي الشخصيّة الغامضة، وهُناك من الناس يودّ أن تكون شخصيّتهُ غامضة ومن الممكن أن ينجح في ذلك وبعضهم لا تستقيم معهُ هذهِ السمة لأنّها تتعارض مع بُنيتهِ النفسيّة والاجتماعيّة.كيف تكون ذوشخصيّة غامضة
الغموض أمر يطمح فيه في اكتسابه بعض الناس، ويسعون إليه، ويُساهم في الترغيب على الحصول على هذهِ الصفه مُشاهدة الشخصيّات ذات السِمات الغامضة من خلال التعامل اليوميّ أومن خلال التلفاز والأفلام، كشخصيّات الزعماء والقادة العِظام، إذن قبل أن تتحوّل إلى هذا النمط من الشخصيّة عليك أن ترى مدَى مُناسبة هذا الأمر لطبيعتك النفسيّة والعمليّة، فإذا كانَ عملك يقتضي نوعاً من السريّة والكتمان كَرجال المُخابرات أوالمباحث والتحقيقات الجنائية فعليكَ أن تجتهد في إكساب شخصيتك الطلاء الغامض الذي يُساعدك كثيراً في انجاح عملك في ضوء السريّة والغموض الذي تُريد.حاول أن تُجبر نفسك على كَتم الأخبار السريّة والأمور التي قد تجلب لك المشاكل، فضبط النفس على الكتمان هو بمثابة برمجة داخليّة تقوم بها تجاه اسلوبك في التعاطي مع الآخرين، فأحياناً يصعُب على الشخص الذي اعتاد على البوح بكل ما في داخله أن يضبط لسانه وأن يدّخر الأسرار، فبالتالي فإنّ هذهِ البرمجة والضبط والاجتهاد فيه ه والباب الأهمّ في احصول هذهِ الشخصيّة.
تذكّر أنّ للشخصية الغامضة نوع من الكاريزما التي يجري ورائها الناس، والناس في العادة يستاؤون من الشخصيّة الثرثارة والتي تنطلق باعنّة الحديث دونما كوابح تكبح جماح لسانه، فتراه يخلط بين الغثّ والسمين وربّما أساء للآخرين وجلب لنفسهِ المصائب، أمّا الشخصيّة الغامضة فهيَ أحرى أن تتقلّد المناصب وأن ترتفع في سلّم المسؤولية.
وحتّى تكون ذوشخصيّة غامضة حاول أن تتذكّر أن للغموض سلامة من تدخّل الآخرين فيك وربّما تعدّيهم عليك بالإيذاء لأنّك أصبحتَ شخصاً مكشوفاً لديهم، بينما الغامض ترى الناس يحذرون ممّا عنده ولكن بالمقابل لا يدعوك هذا الغموض إلى الإساءة للناس وإنّما هي شخصيّة تكتسبها لخدمة نفسك وجلب الخير للصالح العام.