مع أولئك الأشخاص

45 7 34
                                    


هل شعرت بيوم برغبةٍ في إيقاف الزمن، بعدم الرغبة في المضي قدمًا، بل البقاء إلى الأبد في هذه اللحظة، عندما تكون في قمة السعادة أو الراحة لتشعر بأنك تحلق بين السحاب وتشعر بملمسها الناعم بين يديك، تشعر بالخوف من المضي قدمًا، فالقادم مجهول مخيف، أليس كذلك؟ أن تترك وحيدًا أو تفقد أعز شخص لديك، هل تشعر بالرغبة بالمضي قدمًا حقًا؟ أليس من الأفضل البقاء للأبد في هذا اليوم وتكرار هذه اللحظة حتى ولو شعرت بالملل، فالفراغ شيء مخيف، والفراغ الذي يخلفه فقدان شخص شيء مرعب، وكعادتك السيئة تستمر بالتفكير في الأسوء عندما تأوي إلى فراشك، كل هذا خطأ الذكريات، فالذكريات شيء مريع، لو نكن نملك ذكريات لما بقينا نعاني من تلك المشاعر مرارًا وتكرارًا في الليالي المظلمة والهادئة.

لكن أليس من السيء البقاء في نفس اللحظة بحجة الخوف من المستقبل، فلو بقينا نتجنب المستقبل ولم نمضي قدمًا فنحن سنصبح في زاوية الحياة، نشيخ بينما نحن نعيش في تلك اللحظة والذكرى، الذكريات ليست شيئًا مريعًا، بل على العكس هي التي تدفعنا للمضي قدمًا، لكننا لا نعرف كيف نستخدمها بالطريقة الصحيحة، الذكريات تذكرنا بما كنا عليه وتدفعنا للمضي قدمًا بيأس لكي لا نعود إلى أنفسنا القديمة، بدل التفكير بالأسوء في تلك الليالي المظلمة والهادئة أليس التفكير بالأفضل سيريحك أكثر،  حتى لو انسابت دموعك في محاولةٍ جاهدةٍ بعدم التفكير بالأسوء والتركيز على التفكير في الأفضل، ومحاولة عدم التفكير بالفراغ الذي قد يخلفه شخص هي أفضل خيار، فأليس الأفضل التفكير بكيفية استغلال الوقت للوصول لأقصى حد من المتعة كل يوم مع كل شخصٍ عزيز عليك.

كل يوم نحن نركتب الكثير من الأخطاء التي ندمنا وسنندم عليها لاحقًا، سنبكي كثيرًا عليها لكننا سنقف على قدمينا مجددًا وسنمضي قدمًا ولكن من دون نسيان ندمنا لكيلا نقع في نفس الخطأ.

فبعد كل ذلك أليست الذكريات شيئًا لطيفًا.... ومفيدًا؟

ففي ذلك اليوم الصيفي الحار ستفتح تلك المذكرة من تلك الأيام، لتتدفق ذكرياتك عن تلك الأيام مع كل موقف تقرأه مع أولئك الأشخاص وتذرف أطنانًا من الدموع معها، لكنك ستقرر بألا تتوقف من أجل جميع الأشخاص في تلك الأيام.

لكن للآن أنسى جميع تلك المخاوف والذكريات واستمر بالقراءة هنا وأنت تبتسم ففي هذه البقعة الهادئة والمنسية لا وجود لأي من تلك الذكريات والمخاوف، فهذه هي بقعتك الآمنة كما هي بقعتي الآمنة.


تحياتي~~

24 فبراير 2018

البقعة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن