الفصل الثاني والعشرون

8K 90 2
                                    

جالسة أمام التلفاز وهي غير منتبهة ابدا ،تشعر بارتباك عندما تخيلت مشهد عودة ابنتها إليها اخيرا ولكن شعورها بالخوف من زوجها اكبر من فرحتها بعودتها .

سمعت صوت فتح الباب وغلقه لتليه خطوات قادمة نحوها حتي اقتربت منها التفت ببطئ لتري القادم ولكنها انتفضت من جلستها سريعا عندما رأت هيئة ابنتها
وفاء بجزع وهي تحتضنها بشدة : اااسيا .... بقي كده يا بنتي .... بقي كده تسيبي البيت وتمشي ....ايه اللي عمل فيكي كده...
تأوهت اسيا بألم من احتضان والدتها لتبتعد عنها وفاء بعيون دامعة بعدما سمعت انين ابنتها المتألم .

في تلك اللحظه خرج عادل من غرفة نومه وهو منشغل في طي أحد قمصانه ليقول لزوجته دون أن يرفع رأسه لهم : وفاء....فين ادوات الخياطة...اناااا
قطع حديثه فجأة عندما رفع رأسه لينظر لآسيا بصدمة ، القي مافي يده أرضا ليقترب منها بسرعة وهو يريد ان ينقض عليها حتى يضربها لتحتمي سريعا في والدتها واخيها.

توقف عادل امام زوجته بعيون تشتعل من الغضب وهو يصرخ في ابنته عاليا
عادل بغضب : أخيرا شرفتي يا بنت ال***
محمد وهو يحاول تهدئة والده :استهدي بالله يا بابا وانتي يا ماما خديها بعيد ...روحي اوضتك يااسيا...يلااا.
عادل بصراخ ليدفع محمد من امامه : تروح فييين... ، دي لازم تموت و بإيدي ...بنت ال** نزلت رأسي الأرض ...
استطاع عادل الوصول إلى اسيا ليحكم قبضته على شعرها بقوة وهو يجرها نحوه ، بينما ازداد صراخ اسيا الممزوج بالألم ليفاجئها والدها بصفعة قوية لتشعر كأن نصف وجهها قد شل بالكامل.

تدخل محمد سريعا وهو يحاول ابعاد والده : يا بابا الامور دي متتحلش كده لما تموت او تفضل تضربها .... سيبها بس واستهدي بالله .
عادل بانكسار: امال تتحل ازاي .... انا لازم اقتلها...
استغلت والدتها انشغال عادل مع محمد لتسحب آسيا الي غرفتها قائلة : اقعدي هنا .... واوعي تفكري تغلطي أي غلط تاني .
آسيا ببكاء : انا عرفت غلطي ومش ممكن أكرره تاني..بس بابا...اا
وفاء بحنان : متخافيش يابنتي ....ابوكي شويه ويهدي .... انتي عارفاه لما يتعصب .
اسيا بندم حقيقي : انا عارفه ان اللي عملته مش سهل ... وان غلطي كبير ... بس انا ندمانه يا ماما .
احتضنتها والدتها مربته علي شعرها بحنان :اهم حاجه انك معترفه بغلطك ... وان شاء الله محمد يقدر يهدي ابوكي وميعملش حاجه هو كمان يندم عليها.

بينما في الخارج جلس عادل بانكسار علي الاريكه وهو يضع وجهه بين يديه ببكاء : ليه مسبتنيش اضربها واموتها.
شعر محمد بألم حينما رأي معالم الانكسار علي وجه والده ليقول : مينفعش اسيبك تعمل حاجه تندم عليها ومتقدرش تسامح نفسك بسببها ..... كفايه اللي حصلها ...وهي معترفه بغلطها وندمانه بجد يابابا.....
اعتدل عادل في جلسته لينظر اليه وهو يقول بصوت مهزوز : ليه أن شاء الله ...نسيت تعبت والدتك بسببها ..... نسيت انها حطت راسنا في التراب...
محمد بهدوء : منستش يا بابا .... انا فاكر كل حاجه عملتها .... وبرضو فاكل اننا شايلين جزء من غلط اسيا .... انا لما اول مالقتها وشوفتها كنت هقتلها وطلعت فعلا السكينه وخلاص كنت أعمي مش شايف غير عملتها السوداء قدامي....بس..ااا
عادل وهو يقاطعه سريعا : وليه مقتلتهاش...مضربتهاش ليه وعلمتها الأدب.
محمد بألم وهو ينظر لوالده : بابا انا لما شوفت آسيا واقعه ع الارض وجسمها كله بينزف دم بعد ما عربية خبتطها بسببي ..... قلبي وجعني .... معرفش ازاي كنت هعمل حاجه زي دي ...... اسيا اختي زي ما هي بنتك .... في لحظه الغضب مش بتبقي شايف غير غلطها هي بس ..... انما لما تهدي وتفكر مع نفسك هتلاقي ان الغلط غلطنا احنا كمان.

صراع من اجل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن