لم أعد مرتبطة بشيء ولم أعد أتمسك أو أتمني شئ وأعتقد أن هذا هو الشعور الأصعب على الإطلاق.
ضياع وتشويش وتلك التساؤلات الكثيرة التي تحدث في غالب الأحيان عندما اكون وحيدة وافكر في جميع الأسباب الموجعة التي تأتي مصاحبة للقلق الذي لابد منه.كانت اسيا جالسة علي فراشها الصغير تضم ركبتيها الي جسدها وهي شاردة تماما في ما ألت إليه حياتها.
تشعر بالقلق علي والدتها والخزي من والدها وما فعلته به..
تمنت أن يعود بها الزمن لتعود لحياتها السابقه قبل دخول ذلك البغيض احمد حياتها.
تمنت أن يكون زياد مازال علي قيد الحياة ..
اسيا : ربنا يرحمك ياازياد ...سيبتني لوحدي ازاي ...انت وحشتني اوي ...وماما كمان وحشتني هي وبابا...وكمان عمار مالوش ذنب يتورط معايا ..ممكن بابا يشتكيه ويتهمه أنه خاطفني.محت دمعه شارده علي وجنتها سريعا عندما سمعت دقات متتالية علي باب غرفتها لتنتفض من جلستها واقفه وهي تقول بصوت متوتر : اااا...ايوه...حاضر ...ثواني وجايه ياعمار..
بعد مده قصيرة خرجت من غرفتها لتراه جالسا علي احدي الارائك يشاهد أحد القنوات ولكنه يبدو عليه الشرود، مرت من جواره حتي جلست مقابله وهو مازال علي وضعه ، لتتنحنح في استحياء قائلة : عماار كنت عاوز حاجه ؟
فاق من شروده ليقول لها بعدم تركيز :هاا ...قولتي حاجه يااسيا!!
استغربت من حاله لتقول له بتوتر: مالك ...انت سرحان ولا ايه ...في حاجه حصلت ...ماما حصلها حاجه؟!عمار بجديه : لا مفيش حاجة اطمني والدتك كويسه ورجعت بيتكم..المهم قومي البسي يلا عشان نخرج شويه.
اسيا بقلق : لازم نخرج ...انا قلقانه ممكن حد يشوفني .
عمار بجدية : اسيا لازم تخرجي ع الأقل غيري جو ..انتي طول اليوم حابسه نفسك واصلا محدش يعرفك هنا اطمني
ولازم نشتري هدوم ليكي انتي معندكيش غير الهدوم اللي جيتي بيها ...
نظرت له بااحراج لترد بتلعثم اشعره بالغضب :اا ايوه بس ااا انا مش معايا فلوس...عشا...قطعت حديثها عندما سمعت صوته يقول بغضب: لو مقومتش تغير هدومك دلوقت حالا ...انا هزعلك ...قومي يااسيا وبطلي هبل..
توقفت من جلستها لتسرع بالاختفاء عن نظره بعدما دخلت غرفتها الخاصه ، توقف من جلسته بهدوء وتوجهه نحو غرفة مكتبه ليرتدي ذلك الجاكت الجيلدي ووضع الاسكارف الخاص به حول رقبته ليزيده وسامه ، انحني علي مكتبه ليلتقط هاتفه ليضغط علي بعض الأرقام وانتظر اجابه الطرف الآخر*****************
كان يجلس معها في شرفه منزلهم الواسعه وهم يتناولون احد المشروبات الساخنه ليقف من جلسته وهو يحمل كوبه بين يديه واقترب من سور الشرفه وهو يضع الكوب عليه لينظر لها وهي جالسه تطالعه بترقب قبل ان تقول : مش عارفه ليه عمار مااشتغلش زيك في البحريه...واختار شغل الاستيراد والتصدير ده...اهو يومين هنا ويومين في اسكندرية .ضحك عليها بشده ليقول لها : انتي هبله يابت ...هو اختار الشغل اللي بيحبه وارتاح فيه وبعدين انتي لا عاجبك اللي شغال كده ولا كده اصلا.
أنت تقرأ
صراع من اجل الحب
Romanceاخرج محمد ذلك النصل الصغير المندس اسفل ملابسه ليقترب بخطواته نحو اسيا التي ما أن رأت السكين بيده وبدأت تزحف للخلف حتي اصتدمت بقدم عمار الذي وقف بغضب غير قادر علي استيعاب ما يحدث. انحني عمار ليلتقط يدها وساعدها علي النهوض سريعا لتشتعل عيني محمد بشرار...