بارت 14

166 24 10
                                    

(سمعوا الغناي مع البارت)

..............................................

"إنكم سعداء ولكن لا تدرون. سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها، سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها، سعداء إن سددتم آذانكم عن صوت الديك ولم تطلبوا المستحيل فتحاولوا سد فمه عنكم، سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم"

علي الطنطاوي

..............................................

هناك في محطة القطار ذي الالوان الواحدة من الابيض والرمادي,تضفي جواً من الكآبة والوحدة,جلس بيكهيون على احدى المقاعد,بجانبه حقيبته, يحدق في تذكرته,نعم لقد ظن ان ماخطى به صحيحاً, فليس من الخطأ انه احبها وانه اراد حمايتها,بعضُ الايام يكون الحب في التضحية بسعادتنا,او هذا ما ظنه...

رفع رأسه يجول بنظره في أولئك الذين يسيرون مع الحياة,جلس شابٌ في مقتبل العمر بالقرب منه ,يمسك هاتفه المحمول ,تبدو عليه مظاهر الحزن واضحة..

لمس شاشة هاتفه,بدأت انغام اغنيةٍ بدت لطيفة كبداية الى ان بدأت المغنية بنطق تلك الحروف...

اذاً,وجدتَ نفسك في محطة القطار

في حين ان عالمك كله يكمن في حقيبةٍ ,في جوارك

يبدو انها طريقة جيدة,دفعةً واحدة

عندئذ تكتشف انها نهاية حياتك

لما تعتقد انه يستحق ذلك

ها قد جاء القطار,على سكته الحديدية

وها هو الالم يرحل ,قاطعاً الظلام

هل انت جاهز لفعلك الاخير؟

لكي تأخذ خطوة,لا يمكنك التراجع عنها..

استمع بيكهيون لتلك الكلمات التي جعلته يصدق انها حقاً موجهة اليه,دفن وجهه بين كفيه منحنياً في جلوسه,هل حقاً يريد الرحيل؟

رفع رأسه ونظر حوله ,وجد طفلةً صغيرة تركض خلف والدها بخطوات صغيرة,ممسكةً يده

"أبا,انتظرني,لا ترحل بدوني"

تحدثت بصوت طفولي يغمره السعادة

"لن اتخلى عنك طفلتي,هيا اسرعي"

اجاب والدها وهو يمسك بيدها ليصعدا القطار..

حبر/مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن