حبر/مكتملة

بارت 18

"صداقة الـرُّوح مع من تفهَمه ويفهمُك بغَير كلامٍ شيءٌ عزِيز الْمَنال, لكنَّنا لا نعْرف قيمتَه إلاَّ حِين نجِد أنْفُسنا بينَ كثِيرين."

عبد الوهاب مطاوع

.............................

تقدمتُ بخطوات ثابتة في ذلك الممر تعكس مايخالفُ مشاعري في قلبي

الرعب,الخوف,الرهبة,الذعر,والهلع...كل تلك الكلمات تشير الى ذات المعنى,وهي ما شعرت به في تلك اللحظة

وسط صراخ بيكهيون ممسكاً قضبان الزنزانة مُزلزلاً الحديد بقبضتيه,بينما أدرتُ رأسي نحوه بنظرات مودعة اياه,كمن يخطو نحو جنازته الخاصة

رمى الحارس بجسدي نحو غرفة ما,سقطتُ أرضاً محاولة ان اضبط نفسي من البكاء,

شعرتُ بوجود شخص ما خلفي,قضمتُ شفتي السفلى ,اخذتُ نفساً مريحةً أعصابي,على أمل الا يكون سيو ان غاك او نو مين وو

بخطوات بطيئة التفتُ رافعةً رأسي,أمرأة ما تقف امامي مكبلةً بالحديد من قدميها,ترتدي ملابس أشبه بملابس الخدم,تحمل بين يديها فستاناً اسود طويل ذي أكمام ,قسمه العلوي من الدانتيل وبينما القسم السفلي عبارة عن طبقات من الشيفون ,ما الذي يريدونه بحق السماء..؟

لكن,في تلك اللحظة,توقفت الامرأة بذهول نحوي ,عيناها سهت في وجهي,سقط فكها ,شَحُب وجهها,

تجمعت بضع قطرات من المياه الدافئة بالقرب من خديها..

_مالذي يحصل بحق الجحيم...؟؟من انتي؟ومالذي يريده سيو ان غاك من الباسي هذا الفستان؟؟

لم تجبْ,اكتفت بالصمت..اقتربت نحوي ووضعت جسدي بين ذراعيها في حضن غريب,من هذه الامرأة بحق السماء....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابتعدت عني اخرجت ورقة ما من جيب فستانها البالي,اسرعت لتفتحها وهي تمسح دموعها بأكمامها,تبتسم بشفتين مرتجفتين,فتحت الورقة ورفعتها نحو ناظري

_ياإلهي....