نظرت إلى والدتها تكاد تبكى ، هتفت ودموعها على وشك الأنهار على بشرتها البيضاء :- يا أماى افهمينى ، انا مريدهوشى الراچل ده .. .
هتفت بها الحاجة عنان بصرامة عكس الحاج علوان القابع مع غيث يناقشه فى هذا الزواج :
- بااه .. إتچنيتى إيااك .. من ميتة والبنات عندينا عيجولوا أه أو لاع .. هى كلمة يا همسة ، عتتجوزى غيث إو رجلك فوج رجبتك .. اللى عتجولى معتجوزهوشى دى لحجك من موتك يا بتى .. اعجلى أوماال ونفذى اللى بنجولواه .. .
ثم ألتفتت الى نعمة الواقفة تراقب ابنتها بينما قلبها يعتصر حزنًا على حال صغيرتها ، ولكنها تعلم أن هذا الزواج ملزم اتمامه بعد فعلة أبنتها الوخيمة دون تفكير فى العواقب ، كما انها تعلم عناد ابنتها هذا لا ينتج عنه إلا اضرام نيران غضب والدها وجدتها وخصوصًا شقيقها مجد الذى يريد الفتك بها .. .
انتبهت نعمة من اقتراب الحاجه عنان ، وقفت الحاجه عنان امامها وقالت بصوت خرج هادئا ولكنه صارم :
- عجلى بتك يا أم مچد .. چدها وبوها عطوا كلمة للراچل .. وكتب الكتاب والفرح عيكونوا فى يوم واحد .. بتك عتتجوز راجل عيصونها وعيحافظ على شرفها بعد ماكانت عتضيعوا بجلة تربيتها .. .
ثم انصرفت من أمامها ، فى حين ارتمت همسة بين ذراعى والدتها تبكى وتنتحب على ما اقترفته هى ، تعلم أنها أخطأت وخطأ فاضح أيضًا ولكن هذا هو الحب من وجهة نظرها ، يجعلنا نقوم بأشياء لا يمكن فعلها ، أشياء لا يتقبلها الله قبل البشر ...
***
انطلقت الأعيرة النارية فرحا بعقد قران أبنة عائلة المكاوى على غيث المنشاوى ، و أمتلئ دار الضيافة بالمدعوين بينما أجتمعت النساء بداخل البيت الكبير حيث علت فيه زغاريد الفرح وصدحت الأغانى المأثورة احتفالاً بهذه المناسبة .. .
كانت همسة تجلس على تلك الجلسة المخصصة وهى ترتدى فستان الزفاف وطرحتها ، تطالع الفتيات بتوجس ووجه يكتسى عليه الوجوم والحزن وهن يرقصن على الأغانى الشعبية المعتادة فى تلك المناسبات ، بينما عقلها يفكر فى من سيصبح زوجها بعد قليل ، لم تستطع الأصرار على عنادها وهى المخطأة فى الأمر ، لكنهم أيضًا مشتركون فى ذاك الخطأ ، فهم انشئوها على التشدد والصرامة ، لم تتلقى الحنان إلا من والدتها وجدها الحاج علوان ، دائما ما تتلقى منهم الأورامر عن الحلال والحرام ، الأفعال المحبوبة والمكروهة ، وأكثر شىء شددوا عليه هو الحب ، الحب بنظرهم لم يخلق للفتاة ..، الفتاة هنا لا يحق لها أن تقع فى الحب ، فهو حلم كما قالوا ، الفرق بينها فرق السماء والأرض ، ومع إصرار الجميع عن معنى الحب لهم للفتاة .. جعلها تخترق ذلك وتقع فى الحب ، جائها الفضول أن تخوض تجربه ، تجربه لم تكن تتوقع ما اعقابها .. .
كانت صابرين وعلا يجلسان بجانب همسة ، مالت صابرين برأسها قليلاً لهمسة وهى تحدثها بشفقة :
أنت تقرأ
همسة الغيث
Romanceهمسة الغيث .. . قرر أنقاذها من بطش العائلة بسبب خطأ فادح اقترفته ، رغم انه تألم من خطأها الذى اهان رجولتهِ ، لكن حبه جعله يدعس على كرامته ورجولته لأجلها ، ولأجل أنقاذها ...